بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحكى أن رجلا كان تلميذا لأحد العلماء.. فقال له يوما : منذ كم صحبتني؟..
فقال الرجل : مند 33 سنة.
فقال له العالم : وماذا تعلمت مني في هذه المدة؟..
فقال الرجل : 8 مسائل!..
فقال العالم : إنا لله وإنا إليه راجعون.. ذهب عمري معك، ولم تتعلم سوى 8 مسائل؟!..
ما هي؟!..
فقال الرجل :
الأولى : نظرت إلى هذا الخلق، فرأيت كل واحد يحب شيئا، ولا يزال محبوبه معه.. ولكن إذا ذهب إلى قبره فارقه محبوبه.. فجعلت الحسنات محبوبتي، فإذا دخلت قبري دخلت محبوبتي معي.
الثانية : نظرت في قوله عز وجل : {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّة َ هِيَ الْمَأْوَى}.. فأجهدت نفسي في دفع الهوى، حتى استقررت في طاعة الله.
الثالثة : نظرت إلى الخلق، فعلمت أن كل من معه شيء له قيمة، يحفظه.. ثم نظرت إلى قول الله عز وجل : {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}.. فكلما وقع عندي شيء ذو قيمة، وجهته إلى الله - عز وجل - ليبقى لي عنده.
الرابعة : رأيت أن كل واحد يرجع إلى المال، والحسب، والشرف، والنسب.. ورجعت إلى قوله عز وجل : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.. فعمدت إلى التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة : نظرت إلى الناس، فرأيت الحسد، وحب التملك.. ورجعت إلى قوله عز وجل : {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاة ِ الدُّنْيَا}.. فتركت الحسد.
السادسة : نظرت إلى هذا الخلق، فرأيت أن أصل العداوة هو الشيطان، فعدت إلى قوله عز وجل : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}.. فعاديته، وأحببت الناس جميعا.
السابعة : نظرت إلى هذا الخلق، فوجدتهم يطالبون الكثرة، ويذلون أنفسهم.. ثم نظرت إلى قوله عز وجل : {وَمَا مِن دَابَّة ٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}.. فاشتغلت بالله وتركت ما سواه.
الثامنة : نظرت إلى هذا الخلق، فرأيت من يتوكل أحدهم على الآخر، ورجعت إلى قوله عز وجل : {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.. فتوكلت على الله عز وجل.
فقال العالم : وفقك الله!.. فإنك والله قد جمعت الأمور كلها.