لم يستطع زوجان بريطانيين اخفاء انبهارهما عند اكتشافهما جدارية شمعية بالحجم الطبيعي للملك هنري الثامن, بينما كانا يقومان بتجديد منزلهما في القديم الذي يعود بنائه للقرن السادس عشر في سومرست, خاصة بعد ان تحدث لهما رجل مختص عن اهمية هذه اللوحة.
و لكن انتاب هذان الزواجان انجي و رودري بويل التوتر عند اقترابهما لفرصة اكتشاف اخر.
عندما يتم قلب اللوحة التي يبدو فيها الملك هنري جالسا على عرشه, فانها تبدوا انها تتحول الى لوحة ثانية لشيطان بقرنين و عينين كيعينا الماعز. و يمكن تشاهد لوحة الشيطان ايضا عند شاهدتها عبر كاس زجاجي شفاف.
اللوحة موجودة في غرفة الرسم في منزلهما في قرية ميلفيرتون, و التي كانت في القرن السادس عشر تعتبر القاعة الصيفية الكبيرة في المنزل.
و بينما تعتبر لوحة الملك تعبيرا ينم عن الولاء له, فان الرسالة المخفية تدل على ان هذه اللوحة ورائها شخص معارض لنظام الملك هنري الذي عين نفسه كرئيس للكنيسة في انجلترا بديلا عن البابا.
السيد و السيدة بويل اكتشفا لوحة الشيطان بمحض الصدفة, حيث كانا يسترخيان امام المدفئة, بينما طارت صورة اخذاها للجدارية و سقطت امامهم مقلوبة كاشفة عن السر المخبا بها.
يقول السيدة بويل, "لقد كان الضوء خافتا, و زوجي هو من شاهد الوجه اولا, لقد تفاجانا فعلا, حيث كانت صورة مزعجة و بشدة, لقد خفت قليلا حين اكتشفت انها لوحة للشيطان."
لقد انتاب الزوجان التوتر في تلك الليلة الامر الذي جعلهما يتجنبا النزول الى الطوابق السفلية بعد هذا الاكتشاف.
بحسبما قالت السيدة بويل, في الصباح التالي قامو بفتح الباب بحذر شديد ليتاكدو ان صورة الملك هنري معلقة كما كانت سابقا.
و كلما اقتربا منها كانا يلاحظان مدى الحرفية الخطيرة التي اخفتها اللوحة, كتفي لملك النحيلين كانا يشكلان ذقن الشيطان بينما شكل اكمام الملك عيني الشيطان.
و تصل ابعاد هذه اللوحة التي يعتقد انها رسمت بين عامي 1530 او 1540, الى ستة اقددام ارتفاعا و عشرون قدما عرضا.
تقول الدكتورة كاثرين, و هي خبيرة رسم جدران, تفحصت هذه الجدارية, " انها تبدوا فعلا مرعبة, امسك كاسا زجاجية امامها و ستظهر لك صورة مخيفة"
و يقول البروفيسور ديارميد ماكولوتش و هو مختص بتاريخ الكنيسة , "لقد كان هناك اهتمام شديد بالوهم البصري في ذاك الوقت, مثل اللوحات المشوهة في اللوحة هولباين الشهيرة عن السفراء, او صور لوحات وليام سكروتس عن الملك ادوارد السادس, و لهذا فليس هناك ما ينكر انها فعلا رسمت لهذا بهذه الرسالة الخفية."
و نوه قائلا ان واحدا من شخصيات المسؤلة في الكنيسة في ذاك الزمن كان فعلا مناهضا للملك هنري, و هكذا من الممكن ان تكون هذه الجدارية هي مزحة ساخرة سرية بالنسبة لهذا الشخص, خاصة انه يمكن ان تكشف سر هذه اللوحة عن طريق كاس زجاجية, و هذا ايضا يفس وجودها في قاعة الطعام الكبيرة في هذا البيت القديم, و السبب ايضا يبدو الان واضحا لماذا لم يوقع راسم هذه الجدارية عليها."
و لاحظت آن بالانتين الوصية على اللوحة, ان اللوحة قد تكون رسمت في الفترة التي كانت تصرفات الملك فيها غاية في الازعج, و عقب عليها السيد بويل, "ان السلطة ما ادت مخيفة حينها, انها فعلا سخرية رائعة"