في إحدى جزر الكاريبي حدثت ظاهرة غريبة إستوقفت النظر وأثارت التساؤلات في كل الأوساط العلمية.
فقد تحولت 37 بنتاً في سن البلوغ فجأة إلى ذكور...
حدث هذا في 32 عائلة..
وكان مظهر البنات كامل الأنوثة داخلياً وخارجياً من حيث التركيب التشريحي للجسم
وفجأة حدث هذا التحول تلقائياً وبدون تدخل جراحي أو طبي
وعكفت بعثة طبية أوروبية على دراسة هذه الظاهرة.
وأثبتت الدراسة أن جميع البنات كن "من حيث التشريح الباطني" ذكوراً من البداية..
أي كانت لهن خصية مكتملة داخلية ولك يكن لهن أرحام أو مبايض..
أما سبب أنوثة المظهر الخارجي فكان عيباً في إحدى الجينات الوراثية التي كان لها دور هام في بناء الهرمون الذكري..
وقد جاء التحول من تلقاء نفسه مع البلوغ ومع إفراز الخصيات الداخلية للهرمون الذكري بغزارة..
فكان هذا النشاط معوضاً عن تلف الجين الوراثي..وحدث هذا التصحيح دون أي تدخل جراحي أو طبي.!
ولغز الذكورة والانوثة ظل غامضاً حتى إكتشف العلماء دور الجين الوراثي"S.R.Y" في الكرموسوم Y بالحيوان المنوي الذي يلقح البويضة المؤنثة بعد الجماع..
فإذا كان الحيوان المنوي يحتوي على هذا الكرموسوم Y فإن هذا يعني أن هناك أوامر في ورقة العمل بأن يكون الجنين ذكراً.
وإن كان فيه الكروموسوم X فإن الغدة تتحول إلى مبيض وتكون النتيجة أنثى!
إن قدر كل منا مكتوب في اللوح المحفوظ الصغير الدقيق في دماغ الحيوان المنوي وهو معلوم مسبقاً قبل لقائ الحيوان المنوي بالبويضة.
والطريف في الموضوع هو مايحدث إذا لقح البويضة حيوانان منويان في وقت واحد وكان في كل منهما ورقة عمل مختلفة أي كان أحدهما Y ,والآخر X
والإحتمال في هذه الحالة أن ينشا الجنين أنثى والآخر ذكر..أي يولد الجنين خنثى مثل "الدودة الشريطية" له مبيض وخصية داخلياً في وقت واحدا,وأيضاً قضيب ومهبل من حيث أعضاءه الخارجية.
وقد سجلت الإحصاءات العديد من هذا النوع
وفي تلك الحالات يكون للمولود عند إدراك البلوغ الخيار في أن يكون ذكراً"وذلك بإستئصال جراحي لأعضاء الأنوثة" أو يكون انثى" وذلك بإجراء إستئصال جراحي لأعضاء الذكورة".
كما ان له الخيار في أن يعيش خنثى وأن يلقح نفسه بنفسه بإعتباره رجلاً وإمرأة في نفس الوقت..
ولم يحدث بين الحالات التي سُجلت أن إحتار أحد منهم هذا المصير.
"وانه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نظفة إذا تمنى".
نعم أصل الذكر والانثى واحد ,والسر هو النطفة المنوية.
الأوربيون سعداء جداً بهذه النتيجة منذ أن توصلوا إليها ,وهي أن الذكورة والأنوثة هندسة وراثية وجينات وتعليمات وأوامر مكتوبة بحروف شفرية من حمض الريبونيوكلييك في دماغ الحيوان المنوي.
ولكن!
لا أحد منهم يفكر في من هو الذي كتب الشفرة ومن اودعها في هذه الصحيفة المتناهية في الصغر "مجموع الجينات لكل البشر من أيام آدم إلى الآن لا تملأ نص فنجان" وعدد الجينات في كل فرد منا يتجاوز الـ900 ألف جين,تحمل أكثر من 900 ألف معلومة عن بناء كل منا وصفاته ..فهي مجلد أو عدة مجلدات أو مكتبة في حجم أصغر ألف مرة من ذرة التراب.
من هو الكاتب الذي كتب اقدارنا وصفاتنا وتاريخنا في داخل هذا اللوح الأسطوري في صغره !!
ولكنهم لا يهتمون ..فعلمهم مازال علماً مادياً صرفاً يجري في إتجاه الحواسيب والكتب فقط
وفي فرحتهم بالعلم ينسون أن المعلم والملهم المحتجب وراء الغيب هو الله سبحانه وتعالى
"نسوا الله وكانوا قوماً بوراً"