بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته





من علاقاتنا بالامام المهدي عليه السلام : علاقة التربية اذ أنّ العقيدة بالامام المهدي عليه السلام يجب ان تخلق تطوّرا في البرنامج اليومي لحياة الانسان الرسالي،فيكون احساسه بقضية الامام عليه السلام عالي المستوى في الفكر والممارسة، من خلال تربية النفس واعدادها عقائديا وفكريا وسلوكيا.
أما أهم ّ الاسس التربوية التي يجب مراعاتها حتى تصدق صلة التربية مع الامام فهي:
أ- التقوى:
ان قواعد البناء الانساني انما تنهض على التقوى والاستقامة وكما جاء في الاية الكريمة (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ). أي ان من آثارايمان الانسان وتقواه هو افتتاح ابواب البركات الالهيّة.
وهناك حقيقة اخرى يؤكد عليها القران بخصوص التقوى في سورة البقرة (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)، حيث انّ الله سبحانه وتعالى يؤكد على حقيقة ان القرآن هدى (للمتقين) بالخصوص وليس لكل الناس، وهنا فإن التقوى تعني الاستقامة الباحثة ابدا عن النور في طريق الله، والمتقون هم الذين يشعرون بمسؤوليتهم الفكرية والاجتماعية تجاه العقيدة والحياة، فهم يحتاجون الهداية من موقع المواجهة الحادة للمشاكل الصعبة التي تعترضهم في قضايا الصراع، فيقفون امامها موقف الجاد الذي لا يعيش حالة اللامبالاة والاسترخاء الفكري.
ب- محاسبة النفس:
ان المتقين هم الذين يخافون الله ويحبونه بأخلاص وايمان، فيشعرون من خلال ذلك بالمسؤولية التي تتحول الى مراقبة ومحاسبة في الفكر والعمل.
انّ المحاسبة هي اولى خطوات التقوى، ولقد ورد عن الامام الكاظم عليه السلام قوله (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنا استزاد وان عمل سيئا استغفر الله)، فعبارة (ليس منّا) استبعاد لذلك الشخص الذي لا يحاسب نفسه عن حظيرة المسلمين , ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطوف في الاسواق وينادي (ايها الناس حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا) .
وينقل عن السيد الطباطبائي قدس سره انه كان دؤوبا في وصيته لتلاميذه: (كل واحد منكم لما يتوسد الوسادة يوميا في الليل يتذكر ما عمله في النهار فان كان خيرا يستزيد ولا يكتفي، واذا كان العكس فعليه ان يستغفر الله ويتوب).
ج- ايجاد القدوة الصالحة:
فانّ الانسان عندما يريد ان يحسّن اخلاقه وسلوكه وعلاقاته وطريقة معاملته للاخرين فلا بدّ ان يكون لديه برنامج ما ليسير عليه، وان تكون له أسوة وقدوة يحتذي به ويتبعه ، فالذي يسعى لتطوير المجتمع فكريا وسلوكيا لا بدّ ان تكون لديه علاقة مع امام او مع حجة، وبتعبير اخر لابدّ ان يكون هذا الإمام عليه السلام كالضوء لاتباعه يسيرون باتجاهه وعلى اساس قبوله ورفضه لما يقوم به هؤلاء الاتباع في هذه الحياة.
هذا على الصعيد العام، اما على الصعيد الخاص فلابد ان يكون لنا قدوة ممن حولنا، كأن يكون مرجعا أوعالما كبيرا, فمن الطبيعي ان الانسان ينظر الى حركات وسكنات تلك الشخصيّة ليتعلم منه، ويتخذ منه قدوة له.
د- الحرص على تربية الابناء التربية الرسالية:
حين يضع الاب الرسالي في ذهنه حقيقة انه لو لم يدرك دولة الامام المهدي عليه السلام ليكون ناصرا له فلعل اولاده سيدركونه، وهذا مدعاة لان يكون حريصا على اختيار الزوجة الصالحة والواعية لينجب اولادا يوليهم تربية ايمانية واعية في كل مراحل النمو من الطفولة وحتى البلوغ، وخاصة مرحلة الطفولة مصداقا للحقيقة التي تقول: ان الوضع الروحي والسلوكي والخلقي للناس في كل عصر انما هو حصيلة البذور التي نثرت في ادمغتهم ايام الطفولة، وبذلك يكون كل منهم مؤهلا لان يكون جنديا من جنود الامام عليه السلام .