ﻗﺼﺔ اﻟﻄﺮﻣﺎح رﺳﻮل اﻻﻣﺎم ﻋﻠﻲ (ع) الى ﻣﻌﺎوﯾﺔ
كتب معاو?ة بن أبي سف?ان كتابا إلى علي بن أبي طالب (ع) يقول فيه:
بسم الله الرحمن الرح?م
أما بعد ?ا علي لأضربنك بشهاب قاطع ? ?دكنه الر?ح و? ?طفئه الماء إذا اهتز وقع وإذا وقع نقب.والس?م
فلما قرأ علي (ع) كتاب معاوية دعا بدواة وقرطاس ثم كتب:
بسم الله الرحمن الرح?م
أما بعد ?ا معاو?ة فقد كذبت، أنا علي بن أبي طالب، وأنا أبو الحسن والحس?ن قاتل جدك وعمك وخالك وأب?ك، وأنا الذي أفن?ت قومك في يوم بدر و?وم أحد ويوم حنين، وذلك الس?ف ب?دي، يحمله ساعدي بجرأة قلبي كما خلفه النبي صلى الله عل?ه وآله بكفي، لم أستبدل بالله ربا وبمحمد (ص) نب?ا وبالس?ف بد?. والس?م على من اتبع الهدى.
ثم طوى الكتاب ودعا الطرماح بن عدي الطائي (أخو الصحابي الجليل حجر بن عدي الطائي) وكان رج? فصيحا متكلما، فقال له خذ كتابي هذا فانطلق به إلى معاو?ة ورد جوابه.
فأخذ الطرماح الكتاب وانطلق مسرعا ناحية الشام.
فلما نزل دمشق سأل عن قواد معاو?ة، فق?ل إنهم ?جتمعون عند باب الخضراء، فنزل وعقل بع?ره وتوجه صوبهم، فلما بصروا به أخذوا ?هزؤون به.
فقال أحدهم ?ا إعرابي أعندك خبر من السماء؟ قال: نعم جبرائ?ل في السماء وعزرائيل في الهواء. فقالوا له ?ا إعرابي من أ?ن أقبلت؟ قال: من عند التقي النقي إلى المنافق الردي. قالوا ?ا إعرابي إجلس حتى نشاورك؟ قال: والله ما في مشورتكم بركة، و? مثلي يشاور أمثالكم. قالوا ?ا إعرابي فإنا نكتب إلى ?ز?د بخبرك (وكان ?ز?د ?ومئذ ولي عهد معاوية).
فكتبوا إل?ه أما بعد ?ا ?ز?د فقد قدم عل?نا من عند علي بن أبي طالب إعرابي له لسان لا ?مل، و?كثر فما ?كل، والس?م.
فلما قرأ ?ز?د الكتاب أمر أن يحضروه الى معاوية، فلما حضر نظر إل?ه معاوية وقال: الس?م عل?ك ?ا إعرابي، قال الطرماح: الله الس?م المؤمن المه?من. قال معاو?ة: إن أم?ر المؤمن?ن ?قرأ عل?ك الس?م، قال الطرماح: س?مه معي من الكوفة.
قال معاو?ة: إنني أعرض عل?ك الحوائج، قال: أول حاجتي إليك أن تقوم من مجلسك حتى ?جلسه من هو أحق به منك. قال معاو?ة ?ا إعرابي: فإنا ندخل على علي فما لنا ح?لة والسلام عليه، قال الطرماح: الس?م عل?ك أ?ها الملك، قال معاو?ة: وما منعك أن تقول ?ا أمير المؤمنين؟ قال: نحن المؤمنون فمن أمرك عل?نا؟ قال إذن ناولني كتابك، قال الطرماح، إني لأكره أن أطأ بساطك، قال: فناوله وز?ري، قال الطرماح: خان الوز?ر وظلم الأم?ر، قال: فناوله غ?مي، قال: غ?م سوء اشتراه مو?ه من غ?ر حل واستخدمه في غ?ر طاعة الله، قال معاوية: فما الح?لة إذن؟ قال: ما ?حتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك، قم صاغرا فخذه.
فقام معاو?ة فتناول الكتاب وقرأه ثم قال: ?ا إعرابي ك?ف خلفت عل?ا؟ قال: خلفته والله جلدا، حر?ا، ضابطا، كر?ما شجاعا، جوادا، لم ?لق ج?شا إ? هزمه و? قرنا إ? أرداه و? قصرا إ? هدمه.
قال معاو?ة: فك?ف خلفت الحسن والحس?ن؟ قال: خلفتهما صلوات الله عل?هما صح?ح?ن، فص?ح?ن، كر?م?ن، شجاع?ن، جواد?ن، شاب?ن، طر??ن، مصلحين للدن?ا وا?خرة. قال معاو?ة: فك?ف خلفت أصحاب علي؟ قال: خلفتهم وعلي (ع) ب?نهم كالبدر وهم كالنجوم، إن أمرهم ابتدروا وإن نهاهم ارتدعوا، فقال معاوية: ?ا إعرابي ما أظن بباب علي أحدا أعلم منك. قال: و?لك استغفر ربك، ك?ف لو رأ?ت الفصحاء الأدباء النطقاء ووقعت في بحر علومهم لغرقت ?ا شقي.
قال معاو?ة: الو?ل لأمك، قال الطرماح: بل طوبى لها ولدت مؤمنا مثلي ولم تلد منافقا مثلك، قال معاوية: ?ا إعرابي هل لك في جائزة؟ قال الطرماح: بلى، فقال معاوية: كيف تستحل أخذها مني؟ قال: إني استحل أخذ روحك من جسدك، فك?ف ? أستحل أخذ مالك من يدك. فأمر له بمائة ألف درهم وقال: أز?دك ?ا إعرابي؟ فقال: زد إن الله ولي من يزيد، فأمر له بمائة ألف أخرى، فقال الطرماح: ثلثها فإن إمامي أمير المؤمنين (ع) أولى منك بها، فثلثها له وقال: وا?ن ما تقول؟ فقال: أحمد الله وأذمك. قال: ولم و?لك؟ قال: لأن هذا المال لم ?كن لك ولأب?ك م?راثا، إنما هو من ب?ت مال المسلمين.
ثم أقبل معاو?ة على كاتبه فقال اكتب للإعرابي جوابا ف? طاقة لي به، فكتب أما بعد ?ا علي فلأوجهن إل?ك بأربع?ن حم? من خردل مع كل خردلة ألف مقاتل، ?شربون الدجلة و?سقون الفرات.
فلما نظر الطرماح إلى ما كتب أقبل على معاو?ة فقال له: لا أدري أ?كما أكذب أنت أم كاتبك؟ و?لك لو جمعت الجن والإنس وأهل الزبور والفرقان ? يصلون الى ما قلت. قال معاو?ة: ما كتبه عن أمري، قال: إن لم ?كن كتبه عن أمرك فقد استضعفك في سلطانك، وإن كان كتبه بأمرك فقد استح??ت لك من الكذب. أما إن لعلي صلوات الله عل?ه د?كا أشتر، ?لتقط جيشكم بخيشومه، ف?جمعه في حوصلته. قال معاو?ة: ومن ذلك ?ا إعرابي؟ قال: ذلك مالك بن ا?شتر النخعي.
ولما انتهى أخذ الكتاب والجائزة وانطلق بهما إلى علي بن أبي طالب (ع).
فأقبل معاو?ة على أصحابه وقال: لو وجهتكم بأجمعكم في ما وجه به علي صاحبه ما كنتم تؤدون عني عشر ما أدى هذا عن صاحبه.