بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد

بعد كل التضحيات العظيمة والجسيمة، والتي كان أقلها قطع الرقاب والأيدي، وبعد أن أريقت تلك الدماء الطاهرة، وبعد أن يتمت الأطفال ورملت النساء، في سبيل إعلاء كلمة الحق، كلمة «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، لازالت تلكم الأنفس تصِّر على معصية الله سبحانه وتعالى، بل لا تخاف الله في أن تفعل وتفعل كل ما نهى الله ورسول صلوات الله عليه وآله عنه عمداً!
قال الله جل وعلى في محكم كتابه العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ...آية 54 من سورة النــور.
فلم ينفع التذكير والإخبار عن الصراط المستقيم الذي من سار بهديه لم ولن يضل أبداً، فقد قال الله العلي الأعلى «وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ...آية 73 من سورة المؤمنون، وقال تعالى «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم...آية 52 من سورة الشورى،،
فما نفع ذلك مع نفسٍ مثل نفسي فغلبت على عقلي وأمتلكني هواي ،وسعد بذلك الشيطان، فأعنته على نفسي، فتجاوزت بما جرى عليّ من ذلك ما لا أحصيه عدد لحدودك وخالفت أوامرك، فلما لم أرتدع ولم أنزجر، أحطتني خبراً بأن من يعصيك ويعصي رسولك محمداً صلوات الله عليه وآله فالعذاب الشديد ينتظره ويرتقبه ليأخذ الحق مني بمعصيتي، فقلت جل ثناؤك: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ...آية 7 من سورة الحشر،،،
ويلاه، سيدي ومولاي، كلما حاولت إجبار نفسي بالإبتعاد عن معصيتك وإطاعة أوامرك، أراها تعرفني بما لم أحط به علماً فتأخذني من ضعفي إلى ما يعصيك، وتبعدك عني ما شئت جلت قدرتك وعظمتك، سيدي ومولاي، إن نبيك يوسف بعد ما جرى عليه من المصيبة، قال «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ...آية 33 من سورة يوسف،،،،
إلهي وسيدي ومولاي، وأنا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين، إلهي وربي وسيدي ومولاي لأي الأمور إليك أشكو ولما منها أضج وأبكي، إلهي وربي وسيدي ومولاي، إن لم تصرف عني كيد الشيطان لي وتعينني على نفسي صيرتني للعقوبات مع أعدائك وجمعت بيني وبين أهل بلائك وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك، ،،،
سيدي ومولاي، تعلم جلت عظمتك وآلاءك بأني أريد الإقتراب من رحمتك وأَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، فمن يعنني إن لم تعني على طاعتك وفعل أوامرك،،،،
إلهي وربي وسيدي ومولاي،إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا، يا سيدي ومولاي، وهذا شهرك الأعظم، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أنزِلَت فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ، قد أقبل، ومضى منه ما مضى ولازِلتٌ في غيي وجهلي ومعصيتي لأوامرك، ،،
إلهي وربي وسيدي ومولاي، إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق فمن السالك بي إليك في واضح الطريق وإن أسلمتني أناتك لقائد الأمل والمنى فمن المقيل عثراتي من كبوات الهوى وإن خذلني نصرك عند محاربة النفس والشيطان فقد وكلني خذلانك إلى حيث النصب والحرمان،،،
إلهي أتراني ما أتيتك إلا من حيث الآمال أم علقت بأطراف حبالك إلا حين باعدتني ذنوبي عن دار الوصال فبئس المطية التي امتطت نفسي هواها فواهاً لها لما سولت لها ظنونها ومناها وتباً لها لجرأتها على سيدها ومولاها، إلهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي وهربت إليك لاجئاً من فرط أهوائي وعلقت بأطراف حبالك أنامل ولائي فاصفح اللهم عما كنت أجرمته من زللي وخطأي وأقلني من صرعة رداي فإنك يا سيدي ومولاي ومعتمدي ورجائي وأنت غاية مطلوبي ومناي في منقلبي ومثواي،،،،

إلهي كيف تطرد مسكيناً التجأ إليك من الذنوب هاربا أم كيف تخيب مسترشداً قصد إلى جنابك ساعيا أم كيف ترد ظمآناً ورد إلى حياضك شاربا، كلا وحياضك مترعة في ضنك المحول وبابك مفتوح للطلب والوغول وأنت غاية المسئول ونهاية المأمول، إلهي هذه أزمة نفسي عقلتها بعقال مشيتك وهذه أعباء ذنوبي درأتها بعفوك ورحمتك وهذه أهوائي المضلة وكلتها إلى جناب لطفك ورأفتك!
فما كانت إلا ساعة وإذا بالجواب يأتي، أن ينفس أنصتي وإخشعي بذكر مصيبة كربلاء ؛ فأنصتت، وسكن حسيسها، منتظرة مني حديثها:
إعلمي بأن الأنبياء والرسل والأوصياء قد ضحوا بكل ما لديهم حتى أنفسهم، فكانت أهون ما يكون عليهم فراقها، وكل ذلك في سبيل إعلاء كلمة الله الذي لا إله إلا الله لاَ شَرِيكَ لَهُ، فكان مصابهم أعظم المصاب ورزيتهم أعظم الرزايا، ولكن لا يوم كيوم الإمام أبي عبدالله الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، فإليك يا نفس سلسلة ما جاء من المصائب عليه وعلى أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام،،،

لقد فجر الامام عليه السلام ثورته الكبرى التي أوضح الله بها الكتاب ، وجعلها عبرة لاولي الالباب، فاضاء بها الطريق، وأوضح بها القصد ، وانار بها الفكر، فانهارت بها السدود والحواجز التي وضعها الحكم الاموي امام التطور الشامل الذي يريده الاسلام لابنائه، فلم يعد بعد الثورة أي ظل للسلبيات الرهيبة التي أقامها الحكم الاموي على مسرح الحياة الاسلامية، فقد انتقضت الامة - بعد مقتل الامام عليه السلام- كالمارد الجبار وهي تسخر من الحياة، وتستهزا بالموت، وتزج بابنائها في ثورات متلاحقة حتى اطاحت بالحكم الاموي، واكتسحت معالم زهوه.

بدأت مسيرة المصاب بعد النداء، "أن يا حسين، أحلل من إحرامك وإجعلها عمرة مفردة، فإن القوم يأتمرون عليك ليقتلوك ولو كنتَ متعلقاً بأستار الكعبة"
فبدأت النفس بالسكون الذي يسبق العاصفة، وهي تقول ويلاه، فسألتها هل جعلك ذلك مطيعة لربي وربك؟ فقالت -بأسفٍ- لا! ولا غرابة من نفسٍ كهذه مُلأت ظلماً وتعودت على العصيان!

توجه الإمام روحي فداه بعد أن جاءته تلك الكتب والرسل من القوم من أهل الكوفة والعراق، مفادها " أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وطمت الجمام ، وإنما تقدم على جند لك مجندة فأقبل ؟"، فما كان منه صلوات الله عليه أن جمع عياله وأطفاله وأهله وأصحابه متوجهاً نحو العراق خارجاً من أرض مكة المكرمة معلناً عن هدف خروجه:
إني لم اخرج أشرا، ولابطرا، ولاظالما، ولامفسدا، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أنأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر!


وقال في أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام وأصحابه رضوان الله عليهم:

" الا ترون الى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه "

لقد آثر الموت على الحياة، لانه يرى الحق قد تلاشى والباطل قد استشرى!

سألت تلك النفس، هل أثر فيك خطابه عليه السلام إلى درجة أن تكون ذليلة صاغرة؟


فقالت وبعد صمت طويل: لا!
ولا غرابة من جوابها!

فأكملت حديث بالقول:
فحط الإمام عليه السلام رحاله في كربلاء بعدما غدر به أهل العراق بقتلهم بن عمه مسلم بن عقيل عليه السلام، وهو عارفٌ يما سيجري عليه، فقال عليه السلام " صبرا يا بني عمومتي، صبراً يا أهل بيتي لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا"! فقال عليه السلام مخاطباً شيعة آل أبي سفيان لعنهم الله " تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم البا لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم . فهلا لكم الويلات ! تركتمونا والسيف مشيم ، والجأش طامن ، والرأي لما يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا ، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها . فسحقا لكم يا عبيد الأمة ، وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومحرفي الكلم ، وعصبة الإثم ، ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن . ويحكم ! أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون ؟ ! أجل والله غدر فيكم قديم ، وشجت عليه أصولكم ، وتأزرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمرة ، شجى للناظر ، وأكلة للغاصب. "

مالك يا نفس لم تخنعي! ألم يؤثر فيك كل هذا المصاب، أما زلت تريدين المزيد؟
إذا يا نفس، خذي نقطة من بحر دم مصيبة سيدي ومولاي أبي عبدالله الحسين عليه السلام وإن لم تخشعي وتتوبي إلى الله، فهذا من هوان الدنيا على كونك فيها.. فإليك إليك:

صبت عليَّ مصائب لو أنها

صبت على الأيام صرن لياليا


جاءت تلك الجموع الغائرة لكربلاء الحارقة، بغيت قتل الحسين بن الطاهرة!

فحسم المقام بأعظم إلتحام، وكان غير الموت والإستشهاد محال!

فقال مولانا الحسين صلوات الله عليه:
سامضى وما بالموت
إذا مانوى حقا
وآسى الرجال الصالحين بنفسه

عار على الفتى
وجاهد مسلما
وفارق مثبورا يغش ويرغما

وضّيق الطغات على بن رسول الله صلى الله عليه وآله، فجاء الأمر من بن مرجانة إلى عمر بن سعد لعنهما الله:
أما بعد فحل بين الحسين وأصحابه وبين الماء ولا يذوقوا منه قطرة.


وفي ليلة العاشر من المحرم، بعدما طُلب من القوم الطغات إمهالهم حتى صبيحة يوم العاشر، بادر الإمام الحسين عليه السلام أصحابه بالقول : "اما بعد فاني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيراً من أصحابى، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنى جميعا خيراً، ألا وإنى أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا، ألا وإنى قد رأيت لكم، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم منى ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي، ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فان القوم انما يطلبوني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري"
يا نفس، ماذا تظنين كان جواب أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلاو وأصحابه؟
أوتظنين أن يتركوه والقوم الظالمين وحيداً كما أنت أهل لذلك؟

فإليك إليك جوابهم صارخاً ينم عن أيمان (لست -أنت يا نفس- فيهم)، فقام إليه مسلم بن عوسجة الاسدي فقال:
انحن نخلي عنك ولما نعذر إلى الله في اداء حقك. أما والله لا أفارقك حتى اكسر في صدورهم رمحي واضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك

وقال سعد بن عبدالله الحنفي:
والله لا نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك، والله لو علمت اني اقتل ثم أحيا ثم احرق حيا ثم اذر يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف، ألا افعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً.

وقال زهير بن القين:
والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا الف قتلة وان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن انفس هؤلاء الفتية من اهل بيتك،

قال:
وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد فقالوا: والله لا نفارقك ولكن انفسنا لك الفداء نقيك بنحورنا وجباهنا وايدينا فاذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا.


فما قولك يا نفس في هذه الأنفس؟
ألك مكان بينها؟

كلا والله، لمقام صعب الإرتقاء وأنت على العصيان دائمة!
فبات سيدي ومولاي أبو عبدالله الحسين عليه السلام وأهل بيت عليهم السلام وأصحابه ولهم دوي كدوي النحل، بين راكع وساجد، وتالٍ للقرآن!
فلما أصبح الصباح وتهيأت تلك الأنفس الطاهرة لقتال الأعداء، رفع أبو عبدالله الحسين صلوات الله عليه كفه إلى السماء، قائلاً :
اللهم ا نت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو!


فالتقى حزب الله بقيادة سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام مع حزب الشيطان بقيادة عمر بن سعد لعنه الله، فما كانت ساعة صلاة الظهر إلا والجمع القليل للطيبين قد أصبح واضح الإنكشاف!

وما كان وقت العصر إلا والإمام الحسين عليه السلام وحيداً فريداً -بأبي هو وأمي- بين الأعداء، ينادي بتلك الصرخة المدوية:
ألا من ناصرٍ ينصرنا، إلا من ذاب يذب عنا!

فأخبريني يا نفس، ما وقع تلك الصرخة فيك؟
ألم ترجعك لجادة الصواب؟
أم ران على قلبك ما كنت جمعت من ظلم وعصيان؟

واجه الإمام الحسين عليه السلام ذاك الجيش البغيض بنفسه الشريفة،،، فإليك يا نفس ما فعلوا:
حملوا عليه حملة واحدة بسهامهم،- وسيوفهم ورماحهم وحجارتهم،- حتى لأنك لن تجدي موضعاً من جسده الشريف إلا مصاب بضربة أو طعنة!
سهم مثلث مسمومٌ وقع على قلبه الشريف وجعل دمه ينزف كالميزاب،- فلم يستطع نزعه إلا من قفاه... آه يا سيدي..
ولم يكفهم يا نفس حتى ذبحوه عطشاناً!
كلا لم يكفهم بعد القتل يا نفس حتى جعلوه عرياناً!
كلا لم يكفهم يا نفس حتى داسوا عليه بحوافر خيولهم.. واويلاه وامصييتاه!
كلا لم يكفهم يا نفس- فأحرقوا خيامه بأهلها!
كلا لم يكفهم يا نفس- حتى أصبحت النساء تتستر بأيدها.. يا أبا الفضل!
كلا لم يكفهم يا نفس- حتى سبوا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله في حر الشمس وعلى جمال هزل ضالعة!
كلا لم يكفهم يا نفس- حتى طافوا بهم في البلدان!
كلا لم يكفهم يا نفس- حتى لووا بسياطهم متون النساء والأطفال!
كلا لم يكفهم يا نفس- حتى أجلسوهم في مجلس يزيد وبن زياد لعنهما الله!
كلا لم يكفهم يا نفس- حتى أذنوا للناس إذناً عاماً أن تفرجوا على خوارج الزمان! يا رسول الله صلوات الله عليه وآله


آه آه،،، والمصيبة كل المصيبة عند سيدي ومولاي زين العابدين عليه السلام -عظم الله لكم الأجر سيدي ومولاي- يقول الشاعر عن لسانه:
دهــــــري حنا ضلوعي
صـــوتي إعتلى من كربلا



وما نشــــــفت دموعي
من كربلا صـــوتي إعتلى



زين العــــــابدين آنه
ومن تنشـــدني عن حالي
جــــروحي لا جرح وثنين
رمتني النــــايبة بچبدي
صبــــــري مُرد روحي
مستــــــأصلة من كربلا



وبوي المنــــذبح ظامي
تهيِّج جرحـــــي وآلامي
تنزف والقــــلب دامي
وبالطف جــــارت أيامي
وما طابــــــت جروحي
من كــــــربلا مستأصلة



عن يا جـــــرح تنشدني
عن مــــذبح أبوي حسين
آنه إلي شـــــفت عباس
وشفت الأكـــــبر مطبًّر
لا لا تلــــــــــوموني
تضل سايلـــــة من كربلا



وعن يا مـــــحنة يا لوعة
لو عن سحــــقت ضلوعة
عمي چفــــوفه مقطوعة
وجاسم طفَّـــــوا شموعه
لو هلَّلـــــــت عيوني
من كـــــربلا تضل سايلة



شجاوب آنــــــه هالحاير
مذابح شفـــــت بعيوني
أبوي وســــهم إلي بقلبه
شلون يطلــــــع المثلث
يصهل رجـــــــع مهره
هالمعـــــظلة من كربلا



يالــــــرايد خبر تسمع
من شبــــــان من رضع
من ظهـــــره صبح مطلع
چبده ويا الســــهم يطلع
مخظب بـــــــدم نحره
من كــــــربلا هالمعظلة



علينا حــــــرقوا خيمنا
وأشوف خيــــامي تتوقد
لعمــــاتي وخواتي أنظر
سلب ورعــــب خيل و نار
عالنـــــــاقة ركبوني
شفت البـــــلا من كربلا



ونار الفــــــاجعة تلهب
مثل جمرة قلــــب زينب
خدرهن أصبــــح مسلَّب
وعدانا غـــــدت تنهب
ويا الحــــــرم چتفوني
من كـــــربلا شفت البلا



أخذنا رووس أهــــالينا
وفوق رمـــــاح نصبوها
وصلنا إلديــــرة الكوفة
وتتصدق علـــــينا الناس
أنا عــــــــلي السجاد
ويا العـــــايلة من كربلا



وظلت عالثــــرى أجسام
آه يا عملــــــت الظلام
ونظرات الشمــــاته سهام
شلـــون إن دارت الأيام
أدخل علـــــى بن زياد
من كـــــربلا ويا العايلة



رجعت امن اليـــسر للطف
أبوي آنه إحفـــرت قبره
وطلَّعت السَّـــــهم بيدي
إعلى صدري الأكبر إحضنته
متعفر الأبــــــــدان
بـــــدار الفلا من كربلا



ودرب النــــايبة قطعته
وبيدي بلـــــحده نزَّلته
إعلى صــدره طفله وسدتة
إمقطع جســــمه ودفنته
لا غســـــــل لا أچفان
من كـــــربلا بدار الفلا



من الكـــوفة رحت للشام
آنه وعـــــــمتي زينب
الصــــوت يُوسِّم إبمتني
ما ولــــدتني ريت أمي
وزينب عــــــقب عباس
متوجلة من كـــــــربلا



وشفت الشــام عندهم عيد
مچتــــــوفين إيد بإيد
ودمي يسيـــل من الجيد
أسير ولا يــــراني يزيد
تنظر عليـــــــها الناس
من كـــــــربلا متوجلة



سني ما ضــــحك فد يوم
وظلت علــــــتي بقلبي
الفواطــــم ما علاهن ظل
لمن أخـــــذ ثار حسين
والمرتــــــظى لازمني
قلبي إنسلــــب من كربلا



عقب الأهـــــل والأنصار
وأطفي نار قلــــبي بنار
و لا هن قعــدن إبظل دار
منهم عمــــــي المختار
والأجل داهـــــــمني
من كــــربلا قلبي إنسلب



أيتها النفس مالك من محيص، فإن دمت على هذا الورد، لن تتوقفي إلا على سيف صاحب الثار، أعني به سيدي ومولاي الإمام صاحب العصر والزمان روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء، فهو قادمٌ لا محال،،،

كيف لا وهو بقية الله في الأرض والذي سيملؤها قسطا وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، ومن يحب ينتظر ويستصرخه،،

الله يا حامي الشريعة
بك تستغيث وقلبها
فإنهض فما أبقى التحمّلُ
قد مزقت ثوب الأسى
ماذا يُهيجك إن صبرت
أترى تجيء فجيعةٌ
حيث الحسين على الثرى
قتلته آل أميةٍ
ورضيعُه بدم الوريد



أتقر وهي كذا مروعة
لك عن جوى يشكو صدوعه
غيرَ أحشاءٍ جَزوعه
وشكت لِواصِلها القطيعه
لوقعة الطفّ الفضيعه
بأمضَّ من تلك الفجيعه
خيلُ العِدى طحنت ضُلوعه
ظامِ إلى جنب الشريعه
مخضَّبٌ فإطلب رضيعه





وأنت يا نفس ظلمٌ لابد من إزالته إذا ما بقيت على تكبرك وإستعلائك!