بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم
يقول الإمام زين العابدين سلام الله عليه في دعاء مكارم الأخلاق:
«اللهم صل على محمد وآله، وبلِّغ بإيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانتهِ بنيّتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال».
:. درر من بحر أهل البيت عليهم السلام
من يكن قريباً من النور فإما أن يستفيد منه أو يحترق إن لم يكن أهلاً للاستفادة. ومن يكن قريباً من البحر الفرات فإما أن ينهل من درره وعطاياه ويرتوي من عذب مائه وإما أن يغرق فيه ويكون من الهالكين.
وهكذا الحال مع من كانوا قريبين من أهل البيت سلام الله عليهم، حيث نرى بعضهم تاه في ضلالته وتردى في جهالته مع أنه كان قريباً من المعصوم سلام الله عليه.
(الإيمان ثم اليقين ثم النية الحسنة ثم العمل الحسن) نوعاً من التسبيب الخارجي أي الواقعي. فبنسبة درجات الإيمان يكون المجال مفتوحاً أمام النسبة المناسبة من اليقين، وبنسبة درجات اليقين يكون المجال مفتوحاً أمام النسبة المناسبة من النية الحسنة، وبنسبة درجات النية الحسنة يكون المجال مفتوحاً للنسبة المناسبة من العمل الحسن.
ومن دون اكتمال هذه الحلقات الأربع لا يتحقق التكامل. فالإيمان وحده غير كاف بل لابد له من اليقين، واليقين وحده غير مجد من دون النية الحسنة، والنية الحسنة لا معنى لها إن لم تترجم إلى عمل حسن
إذن علينا أن نلتفت إلى ما نعمل وأن لا يكون عملنا مصلحاً من جانب ومفسداً من جانب آخر. وعلينا أن نترك الوساوس لأنها من الشيطان، فلا نترك العمل بل نصلحه ونتقنه، وأن نستلهم في هذا الطريق الدروس والعبر من النصائح والحكم التي وصلتنا عن النبي والأئمة من أهل البيت سلام الله عليهم، مثل نصيحة الإمام الصادق سلام الله عليه للحسين بن أبي العلاء.
وهذا الأمر بحاجة إلى قليل من الالتفات والتأمل، فلا نترك العمل ولا نندفع وراءه دون وعي بل نكون - كما أرادنا الله تعالى - أمة وسطاً.
وعلينا في كل الحالات أن لا نغفل عن الشيطان وحبائله، فإن الله تعالى أجراه فينا مجرى الدم في العروق، فلنكن من وساوسه وحبائله على حذر.
أسأل الله سبحانه وتعالى ببركة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين أن يوفقنا ويستجيب لنا هذه الدعوة الرباعية الواردة في مستهل دعاء مكارم الأخلاق.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين