من عادة الطلبة العراقيين الذين يغتربون عن اهلهم و يأتون إلى ماليزيا أو غيرها من الدول ان يحضروا معهم حقيبة سفر هائلة الحجم تحتوي على ما يخطر في البال و ما قد لا يخطر ولكنه بالتأكيد خطر على بال الأم التي قلبها على ولدها الذي سيقضي سنة او سنتان بعيدا عنها ، فهي تحرص على أن تجهزه بكل شيء تتوقع انه سوف يحتاج ابتداءا من مقراظة الاظافر مرورا بالـ (اوتي) و نهاية بالـ (بطنج مع النومي بصرة) لانه قد يحتاجه اذا اختلف عليه الطعام و تسبب في .. المهم ..
لم يكن الامر معي هكذا، ليس بسبب إن والدتي ليس قلبها علي بالطبع، ولكن انا اكره حقائب السفر الكبيرة، وافضل ان اكون عمليا لذلك اخترت حقيبة سفر صغيرة و جهزتها بما احتاجه في الأيام الاولى فقط، و حقيبة اخرى (هاند باك) تحتوي على لابتوبي العزيز الذي لازمني إلى هنا في ماليزيا و الذي ضرب ارقام قياسية في درجة حرارته حتى (ماع) الغطاء البلاستيكي الذي كان تحته عندما كنت في البيت و لا يقل لي احد لما اشتريته وانت خبير .. في وقتها اطلقت شركة HP شعارها (بدل ان تشتري مدفأة و حاسوب، اشتر حاسوب HP ووفر نقودك) و انا لم اكن أجيد الانجليزية فلم افهم الجزء الاول . على اية حال
ليس لديهم هنا في ماليزيا (صابون ركي) هذا ما تأكدت منه بنفسي، بالطبع لا استطيع ترجمة هذه النوعية لاسأل عنها ولكن دققت بنفسي النظر في نوعيات المنظفات فلم اجد (سطلا يحتوي على صابون ركي) كما في العراق، على اي حال لغسل (جسمي) اشتريت منظف يدين مكتوب عليه (بنكهة الفراولة) والجميل فيه انك تبخ (كما المفترض) على يديك ليخرج سائل جيلاتيني احمر ذو نكهة جميلة، انا استخدمته لتنظيف عموم الجسم .. ليست هنا المشكلة
المشكلة كانت كيف اصل (ظهري) ، صحيح اني جسمي رياضي قليلا، و لدي يدان طويلة ولكن القضية مرهقة لي .. استغرقت شهرا في هذا الحال المضني ثم تذكرت ما كنت افتقده.. نعم .. هي الـ (ليفة) .. كل ما علي ان ابحث عن(ليفة) بالتأكيد لديهم (ليفة) هنا او هنا الماليزيين و إلا كيف يغسلون اجسادهم المطعمة بالبهارات شعرت بالحماسة و انا اضحك على نفسي كيف لم افكر في هذا من قبل و انطلقت إلى (المول) المسمى بالـ (جاينت) و هو يحتوي على العديد من الدهاليز (المضيئة طبعا) و فيه من الاشياء و النواعم و المأكولات ما تشتهيه الانفس،
مشيت في درابين الجاينت ابحث بعيني المجردة عن (ليفة) ربما اجدها معلقة هنا او مكترة هناك ... بحثت كثيرا و انا اصول و اجول و كلما امر بقرب (الشرطي) يبتسم لي و انا ابتسم له بالمقابل .. و في النهاية تعبت من الفرران و بدأت ابحث عن (عامل ولد) لكي اسأله
للاسف الكادر بالكامل (عمال و كاشيرية) كلهم نساء، .. انا اخجل ان اسأل الفتيات عن شيء مثل (ليفة) و ايضا لا اعرف ترجمة للانجليزية لهذه الكلمة الغريبة (نعم بحثت في جوجل و لم يسعفني الحظ) ، لذلك كان لزاما علي ان اقوم بـ (الوصف) لهذه الآلة العجيبة التي يستخدمها العراقيون .. و هذا يبدو امرا محرجا للغاية و ربما يساء فهمي ..
في النهاية .. لم اجد بدا من المرور بهذا الموقف المحرج انا زبون و يجب ان يتفهموا مشكلتي وواجبهم مساعدتي. و اذهب إلى (فتاتان عاملتان ترتديان ملابس الجاينت) كانتا واقفتان يتحدثن .. اقتربت بابتسامة عريضة و قلت (هاي) I am looking for .. دعونا من الانجليزي، قلت لهن انا ابحث عن اداة تستخدم لتنظيف الجسم يوضع عليها الصابون و نعمل بها هكذا (و اضطررت أن اصف لهم حركة تنظيف الظهر في هذا الجزء من المحادثة) ، بعد القيل و القال بين الفتاتين يبدو إنهن عرفن ماذا اقصد .. و اتت كلاهما معي ليرشدني إلى الـ (ليفة) و انا قلبي يكاد ينفطر من السعادة
وصلنا إلى الـ (ليفة المزعومة) .. و اشارت احداهما إلى (كيس نايلون يحتوي على قطعة فضفاضة بلاستيكية براقة ) شبيهة بهذه:
اندهشت . ما هذه ؟ انا كنت اظنها من اكسسوارات الفتيات .. فقلت لهن (ولكن هذه ليست ما اقصده) فكيف ساصل إلى ظهري ؟ بدأت الفتاة تصف الي آلة اخرى للظهر تتكون من ذراع خشبية على حد قولها و انا محتار ماذا افعل.. و في هذه الاثناء لمحت صديقا عراقيا في المول تعرفت به في وقت سابق واعرف انه امضى وقتا هنا في ماليزيا فشعرت بالسعادة و تركت الفتاتان لاذهب إلى الصديق
(شلونك ابو عبد الله شخبارك ؟ الحكلي صدقة لعمرك ادور على ليفة صارلي ساعة) ضحك الصديق و قال (سهلة يا معود تعال اني ادليك) و اخذني من يدي ثم جاء بي إلى نفس هذه الكتلة الوردية .. (والفتاتان تراقبان الموقف) .. عندها ارتسمت على وجهي خيبة الامل، (يا معود ابو عبد الله اريد الليفة العراقية مالتنا صدك جذب هاي شنو شلون اليف بيها ظهري و هاي اصلا شلون يثبت بيها الصابون) .. قال (هاي ماكو غيرها هنا، ليفتنا العراقية ماكو منها هنا) قلت ( و انته عيني شلون دا تليف؟ ) رد علي (عيني احنه جبنا ليفتنا ويانا من العراق) عندها تذكرت(حقيبتي الصغيرة) و قلت (تبا للعملية)
الفتاتاة تراقبان الموقف و يبدو إنهما شاهدتا خيبة الامل التي ارتسمت على وجهي وانا اتكلم مع الصديق و هو يؤشر لي على (ليفتهم) ، فانبرت واحدة و احضرت لي نوعية اخرى من الـ (ليف) مثل هذه تقريبا:
و قالت هذه اثخن و ربما تفيدك، قلت لها (وكيف ساصل ظهري بهذه يا ذكية) فاحضرت لي اداة اخرى خشبية و في نهايتها (ليفة مصغرة) و قالت جرب هذه (و هي تغمز) التفت على ابو عبد الله فأشار لي بعينيه (انك ليس لديك خيار اخر) .. و النتيجة اني اشتريت الاثنين معا و كانت النتائج كما متوقع غير ناجعة كما جربت .. و لا زلت ابحث عن الليفة إلى هذه اللحظة
الخلاصة اللي يجي منا لعراق لماليزيا .. يجيبلي ليفة صدقة لعمره هع