عندما يهلّ محرم الحرام، يتغيّر كل شيء.. نلبس ثياباً سوداء، وتتوشّح جدران المساجد والحسينيات والمدارس، بل والبيوت والأسواق بالسواد، وتتغيَّر برامج الحياة العادية.. فالمجالس الحسينية تعم كل مكان، صباحاً، عصراً، وليلاً، الجميع يسعى لحضور مجلسٍ ما والبكاء على الحسين وأهل بيته عليهم السلام، الشعائر الحسينية تتصاعد وتيرتها حتى يوم عاشوراء حيث تملأ معالم الحزن كل مكان وتتعطل برامج الناس العادية ليوم أو يومين، ويشتغل الجميع بإظهار الحزن والأسى على حادثة الطف الأليمة، كلٌّ بطريقته الخاصة، وهكذا تستمر الشعائر الحسينية حتى تصل ذروتها مرة أخرى في يوم الأربعين (20 صفر) حيث يجتمع الملايين من داخل العراق وخارجه لزيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام .
ولكن يبقى سؤال كبير يواجهنا جميعاً: هل تكفي كل هذه المظاهر والشعائر ـ دون الحاجة لشيء آخر ـ في أن نكون حسينيين حقاً؟
هل هذه الممارسات تكفي وحدها لكي تؤهّلنا للإستضاءة بنور الحسين وهو مصباح هدى، والإلتحاق بموكب سيد الشهداء وهو سفينة نجاة؟
الشيخ صاحب الصادق