ذكر لي نخبةٌ من المؤمنين، منهم الرادود الحسيني الحاج قاسم بن الملاّ حسن الكربلائي، والحديث له، حيث قال:
هُجِّرنا من العراق عُنوةً سنة 1975م وجيء بنا إلى الحدود الإيرانيّة في منطقة قصر شِيرين في موسم البرد القارص، فأُمِر بنقلنا إلى منطقة دافئة، حينها وقع الاختيار على منطقة « جيرُوفْت » الواقعة جنوب مدينة كِرمان من جهة الحدود الپاكستانية.. وكانت منطقة معتدلة وجميلة، يمرّ فيها نهر صغير وتحيط بها الجبال.
مَكَثنا في « جيروفت » أيّاماً نرتّب خلالها الأمور القانونيّة اللازمة، إلاّ أنّنا فُوجِئنا ذات يوم بسيلٍ جارف في تلك المنطقة كاد أن يقضي علينا بأجمعنا، يومها لم نكن نملك سوى خيامٍ بالية لا تقي من حرٍّ ولا برد. أخذ السيل يداهمنا في خيامنا بين الحين والآخر حتّى طوّقَنا، فيئسنا من الحياة.
حانت منّي التفاتة وإذا بي أرى الحاج محمّد علي الصبّاغ رحمه الله ـ وهو من أهالي كربلاء ـ مسرعاً يدخل خيمته ويُخرج عَلَماً كان معه، مكتوبٌ عليه: يا أبا الفضل العبّاس ع. رفعه ثمّ ركزه في الأرض باتّجاه السيل القادم، فما لَبِثنا إلاّ مدّةً يسيرة حتّى رأينا السيل يهدأ ويتوقّف عن الزحف والهيجان، إلى أن سكن وانسحب عن مكاننا، وذلك بإحدى بركات وكرامات صاحب الراية الحسينيّة والأخ المواسي لأخيه في أصعب المواقف، مولانا أبي الفضل العبّاس سَلامُ اللهِ عليه