قال الراوي: وسار القوم برأس الـحسين (عـليه السلام) ونسائه والأسرى من رجاله،

فلما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من الشمر (عـليه لعائن الله) - وكان من جملتهم - فقالت: لي إليك حاجة.
فقال: وما حاجتك؟

قالت: إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة، وتقدم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل ينحونا عنها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال.

فأمر في جواب سؤالها: أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل - بغيا منه وكفرا -، وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة، حتى أتى بهم إلى باب دمشق، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي.