هل تعرف ما هو شعور الأعمى حينما يمسك بريشة ويرغب في رسم ما تراه عينه أو ما يخيل لها أنها تراه؟
هل تشعر بالأبكم حين يقترب من أذنك حتى تقول نفسك أراغبٌ هو بتذوقها؟ وهو في داخلهِ يصرخ يريد فقط أن تسمع إسمه بصوته؟
!!هل مررت بأصمٍ يقف بعيدًا عن إحدى طوابير حفلٍ موسيقي؟ هل أستطعت رؤية وجهه؟ لن تستطيع ولو قبلته
حاول مرةً أن تقف مغلقًا حواسكَ جميعها ساعةً كاملة ، ثم دَع أُذنيكَ تسمع وكأنها تسمع للمرةِ الأولى ، أنصت جيدًا لما تسمع. لا تصدر - أنت - صوتًا ولا حتى حركة .. دع كل ما حولك يفعل ذلك من أجلك . تخيل كمية الهواء المحيطة بك ، وجعل صدرك نُزلاً كريمًا لها في كل حين . إستمع للهواء وهو يودع شفاهك مرةً ويستقبلها مرةً آخرى. دع الطبيعة تثبت وجودها فيك دعها تزرع ما إجتثته العولمة منك ، وإستمع لهذا الصوت فهو لن يكون أقل من صوت الحياة.
إفتح عينيك لا تستعجل بذلك .. أنظر بدقة وكأنك تخرج من بطن أمك خلقًا جديدا ، تَعَرّف من جديد على كل شيء ثم أسأل نفسك ماذا يمكن أقدمهُ - كإنسان - للعين التي جعلت حياتي أجمل؟ وكيف أرد الجميل؟ قَدِر ما تراه - جميع - ما تراه من بشعٍ وجميل. لا تصرف نظرك عن تلك الوجوه العابسه تذوق من حزنهم .. كن أقرب العيون من الإشياء المهمله والتي تبعث الملل بداخلك. وتأكد أنها هي الباقي وكل ما تستحث وجوده فهو تاركك لا محاله.
إذهب إلى أشد الأمكان التي تشعر أنك ( أنت وحدك ) هنا ، لا أحد غيرك يستطيع أن يكون هنا أكثر منك ، “إذهب لنفسك فيك” ، تعرف عليك ، تعرى من كل شيء ، إستكشف روحك التي حبستها فيك منذ أن قُطع حبلك السري . أنصت إليها.. تحدث معها أخبرها - دون خجل - لماذا أنت تحبها؟ خذ كل الوقت الذي قد تحتاجه لتتعرف على شيء لطالما حلمت بلقائه. لا تودع نفسك. أخبرها أنكَ عائدٌ لها ، وتيقن أنك أصبحت من القلة الذين يحق لهم أن يقولوا ” إننا عشنا في هذه الحياة ” . ثم عش حياتك كما أراد الله لك أن تعيشها لا كما أردت - أنت - أو كما أرادت لك الناس