كان عيسى عليه السلام واصحابه في سياحة، فمر بقرية فوجد اهلها موتى في الطريق والدور، فقال عليه السلام:

ـــ ان هؤلاء ما توا بسخطة ولو ماتوا بغيرها تدافنوا.

فقال اصحابه: وددنا لو عرفنا قصتهم!

فقيل له: نادهم سيجيبك أحدهم!

فناداهم عليه السلام: يا أهل القرية!

فناداه احدهم: لبيك يا روح الله.

قال عليه السلام: ما حالكم وما قصتكم؟

قال: اصبحنا في عافية وبتنا في الهاوية!

قال عليه السلام: وما الهاوية؟

قال: بحار من نار فيها جبال من نار.

قال عليه السلام: وما بلغ بكم ما أرى من العذاب؟

قال: حب الدنيا وطاعة الطاغوت.

قال: وكيف كان حبكم للدنيا؟

قال: كحب الصبي لثدي أمه، اذا اقبلت الدنيا فرحنا، واذا ادبرت حزنا.

فاطرق عليه السلام ثم سأله:

ـــ ما بلغ من طاعتكم للطاغوت؟

قال: كانوا اذا أمرونا اطعناهم .

قال عليه السلام: لم اجبتني من بينهم؟

قال: لأنهم لجموا بلجام من نار عليهم ملائكة غلاظ شداد وأني كنت فيهم ولم أكن منهم، فأنا متعلق بشعره على شفير جهنم أخاف ان اقع في النار!

فالتفت عيسى عليه السلام لأصحابه وقال:

ـــ أن النوم على المزابل واكل خبز الشعير مع سلامة الدين أفضل مما ترون من سوء العاقبة.