عن داود بن سليمان الغازي قال : سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام في قوله عزوجل : " فتبسم ضاحكا من قولها " قال : لما قالت النملة : " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده " حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مار في الهواء والريح قد حملته فوقف وقال : علي بالنملة ، فلما أتي بها قال سليمان : يا أيتها النملة أما علمت أني نبي الله وأني لا أظلم أحدا ؟ قالت النملة : بلى ، قال سليمان فلم حذرتنيهم ظلمي وقلت : " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم " ؟ قالت النملة : خشيت أن ينظروا إلى زينتك فيفتتنوا بها فيبعدوا عن الله تعالى ذكره .
ثم قالت النملة : أنت أكبر أم أبوك داود ؟ قال سليمان عليه السلام : بل أبي داود ، قالت النملة : فلم زيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود ؟ قال سليمان : مالي بهذا علم ، قالت النملة : لان أباك داود داوى جرحه بود فسمي داود ، وأنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك .
ثم قالت النملة : هل تدري لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة ؟ قال سليمان : مالي بهذا علم ، قالت النملة : يعني عزوجل بذلك : لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يدك كزوال الريح ، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها .