رأى مندوسا نائب الملك بمكسيكو أن الموضوع سوف يخرج من يبن يديه في حال بادر بعض المغامرين بالسفر الى الشمال بحثا عن تلك المدن الغنية..



وقرر بسرعة تنظيم بعثة استكشافية سرية للبحث عن مملكة سيبولا الأسطورية التي تتكون من سبع مدن ذهبية.. و يكون الفتى الأزموري دليلها بحكم خبرته التي استفادها من رحلته الطويلة السابقة الى جانب الراهب ماركوس دي نيسا و مساعده و كان ذلك في ربيع عام 1539



- بعد وصول البعثة ..

في تقريره الذي قدمه عن سير مهمته زعم الراهب ماركوس دي نسيا أن مدينة سيبولا عندما شاهدها كانت جدرانها من الذهب و أنها غنية هي و جميع مدن تلك النواحي و بالغ في وصف مظاهر الرخاء بين اهلها و تميز حديثه عن استيبانيكو بعنصرية عرقية و هو الأب الراهب المتسامح الذي أمضى حياته مساهما في قهر الهنود الحمر و اكراههم على التنصر
فكان يصف الفتى بالزنجي و الأسود و سعى الراهب برياء الى ان ينسب الى نفسه كل عمل يحسب ايجابيا للحكام الاسبان للعالم الجديد..
رغم أن الهنود الحمر الذين مر ببلادهم كانوا يعرفون الأزموري و يفضلون التعامل معه لمعرفتهم السابقة به خلال سفره السابق مع رفاقه الثلاثة و كانوا يعتنون به تحت توصية الأزموري..

أثار تقرير الراهب ماركوس دي نيسا حماس النائب مندوسا فقرر ايفاد بعثة عسكرية لضم مدن الذهب السبع و ما يحيط بها من مدن و ممالك اخرى قيل له انها غنية ..في الوقت الذي كان الناس يتحدثون في اسبانيا الجديدة ( المكسيك حاليا) عن اكتشاف مدن الذهب من طرف استيبانيكو و عهد نائب الملك الى حاكم غاليسيا الجديدة ( غاليسيا الجديدة كانت تشمل حدود ولاية كاليفورنيا ) و المسمى( فرانسيسكو باسكيز دي كورونادو ) و المعروف بقمعه الدموي لانتفاضات الهنود الحمر ضد الوجود الاسباني..
لقد كانت حربا شرسة التي خاضها الاسبان ضد الهنود الحمربعيدا عن سيبولا مما أدت الى مقتل الفتى الازموري بطريقة غامضة

في شهر فبراير من العام 1540 و قد مرت أشهر قليلة على مقتل استيبانيكو خرجت حملة حربية جديدة الى مدينة سيبولا تتكون من ألف محارب يقودها مجددا كورونادو و دليلها الراهب ماركوس و بعد مسيرة شهرين و نصف وصلت الحملة الى سيبولا التي كانت قد أبعدت النساء و الأطفالو الشيوخ الى المرتفعات منيعة و تمترس بداخل أسوارها الرجال القادرون على القتل و يرفضون الاستسلام

و بعد معركة سريعة لكن شرسة كان التفوق فيها للبارود الاسباني على نبال الهنود الحمر..دخل كورونادو المدينة التي طالما حكى عنها الراهب ماركوس عن غناها فصدم لحالها البئيس
و في رسالته التي بعث بها كورونادو الى امبراطور اسبانيا بتاريخ 3 غشت من نفس العام (1540) يصف فيها حال سيبولا و مملكة مدائن الذهب السبع و الممالك الاخرى المجاورة لها فيخلص الى أن ( المدائن السبع هي مجرد قرى مشيدة من الحجارة و الطين و أنها مختلفة تماما عما أورده الراهب في تقريره )

كانت سيبولا مجرد قرية صغيرة و فقيرة و منذ حملة كورونادو سينال الراهب ماركوس سمعة تاريخية ككذاب..فهو لم يكن مع الأزموري حين دخلها و حاول أن يجد صيغة للتقليل من أهمية الافتراء على المدينة التي قال انه شاهدها من بعيد فبدت له في حجم مكسيكو و غنية فقيل أنه أطل عليها ساعة الغروب فبدت له جدران بيوتها المشيدة من الحجارة اللامعة ذهبية تحت أشعة الشمس فظنها مشيدة من الذهب

و بصدد قتل الأزموري أورد كورونادو في تقريره الى الملك انه تأكد من مقتله لأن سكان سيبولا عرضوا عليه أغراض المستكشف المغربي و أخبروه انهم تخلصوا منه بعد أن حذرهم هنود حمر اخرون من أنه يقتل نسائهم و يسئ معاملتهن فاجتمعوا على قتله لمنعه من أن يلحق الأذى بنسائهم اللائي يحبونهن أكثر من أنفسهم..لكنهم لم يقتلوا دليل الأزموري الذي كان ترجمانه لدى أولئك الهنود الحمر و أخلوا سبيله بالحاح من كورونادو الذي هزمهم
-استيبانيكو يعود للحياة..

ان استيبانيكو حاضر اليوم في التاريخ الامريكي الحديث كواحد من المكتشفين الذين يعود لهم الفضل في استكشاف مناطق جنوب و جنوب غرب الولايات المتحدة و هو حاضر بقوة في فلكلور الهنود الحمر لدرجة انه أصبح أسطورة تتقاسمها قبائل الهنود الحمر ( الزوني ) و (الهوبي)

- كلمة أخيرة

اذا كان لون جلده و أصوله المغربية الاسلامية حكمت عليه بالعبودية في ذلك الزمن المتميز بانتعاش الروح الصليبية الراغبة بالانتقام من الحضور العربي الاسلامي الطويل في الاندلس فان القدر مع ذلك شاء له ان يكون أول عربي و اول رجل أسود وطئت قدماه أراضي القارة الأمريكية و أيضا أول أجنبي يتصل بالسكان الأصليين من الهنود الحمر..
و بقدر ما كان الأزموري رسول سلام كان أيضا ملاك القيامة المنذر بحرب الابادة القادمة على يد الانسان الأبيض القاتل و الشرير و في لحظة غضب هندي دفع حياته ثمنا لقضية لم يؤمن بها