التنين من الكائنات الأسطورية التي عاشت في كتب الخيال والأساطير..تغزو عالم الخيال فقط..
لم يتم العثور على احافير لتلك الكائنات حتى الآن ..


لكن الشهرة الواسعة التي تحظى بها تلك الكائنات الأسطورية ..تجعلنا نشك في كونها أسطورة!
فالتنين موجود في معظم بل كل الحضارات القديمة تقريباً..بنفس المواصفات..مع إختلاف أنواعها وأسماءها..
كما أن الأمر لا يقتصر على مجرد الحكايات الشعبية المتوارثة عبر الأجيال في حضارة ما ..ولكن هناك الكثير والكثير من الرسومات والأشكال لتلك الكائنات نجدها موجوده في معظم الحضارات التي آمنت بوجودها..وأشركوها في كثير من طقوسهم..وكأن هذا الحيوان كان موجوداً كأمر طبيعي في زمن من الأزمان ..ولكن..أين هو الآن..

التنين هو من الكائنات الأسطورية ذو شكل أفعواني أو شبيه بالزواحف، وردت في الكثير من الثقافات والأساطير في جميع أنحاء العالم. له أجنحة وفي بعض الأساطير لا يملك أجنحة، ويقال في بعض الأساطير بأنه ينفث النار من فمه,وأحيانا له منقار طويل ,وأسنان منشارية.






وأكثر التنانين شهرة هو التنين الأوربي، المستمدة من مختلف التقاليد الشعبية الأوروبية، والتنين الشرقي، مثل التنين الصيني.

وحسب الاساطير فهي حيوانات بيوضة أي تتكاثر بالبيض، وهي ذات جسم مغطى بالحراشف أو الريش. كما تصور في بعض الأحيان أن لها عيونا كبيرة أو تراقب الكنز بعناية كبيرة، وهو أصل تسميتها دراغون بالإنكليزية أي "الرؤية بوضوح"

بعض الأساطير تصورها مع صف من الزعانف الظهرية. ويكون التنين الأوروبي في أكثر الأحيان مجنحًا، في حين أن التنانين الشرقية تشبه الثعابين الكبيرة. ويمكن أن يكون للتنين عددًا متغيرًا من السيقان تتفاوت من العدم إلى الأربع أو أكثر من ذلك عندما يتعلق الأمر بالأدب الأوربي المبكر.



وقد وُجدت مخطوطات لكثير من الاديان القديمة التي أظهرت أن التنين مقدس ويُعبد عند بعض الشعوب,وتقدم له القرابين..
وفي بعض الرسوم القديمة يتم تقدين مولود كقربان بشري يأكله التنين.













ولأن التنين من خلال وصفه حيوان مشترك في صفاته بين السحالي والثعابين والتماسيح..فربما تكون تلك الحيوانات الموجودة حالياً هي ما تبقى من الأجداد السابقة التي هلكت من 150 مليون سنة..
ومن أمثلة تلك السحالي الشبيهة بالتنين الأسطوري..سحلية الكومودو الضخمة..التي تزن حوالي نصف طن,وطولها يصل إلى 3 امتار



وتعيش هذه السحلية الضخمة في جزر الكومودو,التي سميت بإسم تلك السحلية الضخمة وذلك لإنها إحتلتها ,حيث تعيش الآلاف من سحالي الكومودو الضخمة على هذه الجزيرة ,التي لا يسكنها سواها!

التنين بحسب أساطير الشعوب

عند العرب

ورد في لسان العرب أن "التِّنِّينُ ضرْب من الحيّات من أَعظمها كأَكبر ما يكون منها، وربما بعث الله عز وجل سحابةً فاحتملته، وذلك فيما يقال، والله أَعلم، أَن دوابّ البحر يشكونه إلى الله فيرْفَعُه عنها؛ قال أَبو منصور: وأَخبرني شيخ من ثِقاتِ الغُزاة أَنه كان نازلاً على سِيف بَحْرِ الشام، فنظر هو وجماعة أَهل العَسْكر إلى سحابةٍ انقَسَمت في البحر ثم ارتفعت، ونظرنا إلى ذَنَبِ التِّنِّين يَضطرب في هَيْدب السحابةَ، وهَبَّت بها الريحُ ونحن نَنظر إليها إلى أَن غابت السحابةُ عن أَبصارِنا. وجاء في بعض الأَخبار: أَن السحابة تحمل التِّنّين إلى بلاد يَأْجوج ومَأْجوج فتَطرحه فيها، وأَنهم يجتمعون على لحمِه فيأْكلونه".


الأساطير الأغريقية

يعود أول ذكر للتنين في الحضارة الأغريقية إلى الإلياذة، حيث وصف أجاممنون بأن له تنينا أزرقًا على حزام سيفه ورمز تنين ذا ثلاث رؤوس على الدرع الذي يلبسه على الصدر.

ودراغون تعني في اللغة الأغريقية "ذلك الذي يرى"، أو "ذلك الذي يومض" (ربما في إشارة إلى حراشفه العاكسة للضوء).

وفي سنة 217 م، ناقش فيلوستراتوس (Philostratus) التنين في الهند في "حياة أبولونيوس من تيانا" (Apollonius of Tyana).



في ترجمة مكتبة لوب الكلاسيكية ذكر بأن "كانت الأنياب، من جميع النواحي، أشبه بأنياب الخنازير الكبيرة، ولكنها أنحل وملتوية ومسننة مثل أسنان سمك القرش".


الأساطير الأوروبية

توجد التنانين في التراث الشعبي والأساطير الأوربية وهي متداخلة بين الثقافات في أوربة. ومع أن للتنانين أجنحة، إلا أنها تكون عموما مختبئة في كهوف تحت الأرض، مما يجعلها كائنا قديما لعنصر الأرض.


الاساطير الصينية

يمكن للتنانين الصينية والشرقية عموما أن تتخذ شكل الإنسان، وعادة ما تكون خيرة، في حين أن التنانين الأوروبية تكون عادة حاقدة وإن كان هناك بعض الاستثناءات (تنين ويلز الأحمر هو أحد تلك الاستثناءات). وتوجد بعض التنانين الشرقية الحاقدة كما في الأساطير الفارسية، والروسية مثلا.

وللتنين شعبية خاصة في الصين، فالتنين ذو المخالب الخمسة كان رمزا لأباطرة الصين مع طائر العنقاء رمزا للامبراطورة الصينية. وأزيار التنين التي يرتديها ويحركها العديد من الناس هي أمر شائع في المهرجانات الصينية.

الأساطير اليابانية

تدمج أساطير التنانين اليابانية الأساطير المحلية مع القصص المستوردة من الصين، وكوريا والهند. ومثل التنانين الآسيوية الأخرى، فإن التنانين اليابانية هي آلهة المياه المرتبطة بهطول الأمطار والمسطحات المائية، وتوصف عادة بأنها مخلوقات أفعوانية كبيرة، بدون أجنحة، ذات أقدام بمخالب.


وقد كتب غولد (1896:248) أن التنين الياباني "يمتلك ثلاثة مخالب".

والتنين مازال موجودا في خيال الشعوب

فنجد في تايلاند وماليزيا وأندونيسيا وسنغافورة يقوم الشباب بحمل هيكل لتنين ضخم من القماش الملون في موكب كبير ..ويتجولون به في المدينة يرقصون ويغنون ويمرحون ..في واحد من أشهر مهرجاناتهم.

في النهاية..يجب أن نعلم أن التنين حتى الآن مجرد اسطورة ..ولكنها أقرب ما يكون للواقع..فهي ليست كالحيوانات الأسطورية التي يتم ذكرها في حكايات نعلم يقيناً أن لا وجود لها .. ولكنها موجوده في مخطوطات ورسومات وكتابات وكتب مقدسة عند الكثير من الشعوب .
ربما كانت التنانيين..حيوانات حقيقية سادت البر والبحر والجو في أزمنة غابرة بعيدة..وإختفت يوما ما ..وبلا عودة !