ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
ﺃﻛﺪﺕ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ " ﻓﺮﺍﻱ" ﺃﻥ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺨﻠﺺ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﺳﺎﻣﺔ
ﻳﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ.. ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻈﻴﻒ، ﻣﺜﻞ
ﺍﻟﺘﺒﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺮﻕ
ﻭﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻳﺨﺘﻠﻒ
ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺴﺒﺒﺎﺗﻪ ﻭﻟﻸﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﻴﻦ ﺃﻳﻀﺎ، ﻓﻘﺪ
ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﺜﻼ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ
ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻻﻝ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ %25 ﻋﻦ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻷﺧﺮﻯ
ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻀﺢ ﺃﻥ ﻧﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﺸﻜﻞ
ﺃﺳﺎﺳﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﺴﺎﺀﺍ.. ﻭﺃﻥ
ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻓﻴﻠﻢ ﻣﺆﺛﺮ ﺃﻛﺜﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ
ﻭﺃﺳﻔﺮﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﻇﻬﻮﺭ ﻋﻠﻢ ﻃﺒﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻫﻮ " ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ " ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻌﻘﺪ ﺃﻭﻝ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
1985ﻡ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺤﺖ
ﺷﻌﺎﺭ " ﺍﺑﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﺃﻛﺜﺮ" ﺣﻴﺚ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ
ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ، ﻣﺜﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻡ،ﻭﺗﺤﻠﻴﻞ
ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻷﻥ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ
ﻭﺍﻓﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺠﺴﻢ
ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﻛﺪ ﺃﺧﺮ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﺗﻬﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ
) ﻣﻴﺘﺴﻮﺗﺎ ( .. ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻫﻲ ﺃﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ
ﻟﻠﺘﻮﺗﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﻲ
ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ
ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﺿﺮﺑﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ ﻳﻌﺪ ﺗﻤﺮﻳﻨﺎ ﻣﻔﻴﺪﺍ
ﻟﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺍﻟﻜﺘﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ..
ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺇﻟﻰ
ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻧﻔﺴﻴﺔ، ﻭﺗﺴﺘﺮﺧﻲ ﻋﻀﻼﺕ ﺍﻟﺼﺪﺭ
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺑﺤﻮﺙ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻥ ﻟﻠﺪﻣﻮﻉ
ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ، ﺣﻴﺚ
ﺃﺗﻀﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻤﺢ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﻠﻌﻴﻦ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ
ﻓﺘﺼﺒﺢ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺏ،
ﻭﺗﻈﻞ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺳﻄﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻨﻤﻮ
ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ، ﺃﻱ ﻃﺎﺭﺩﺓ ﻟﻬﺎ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻄﺎﻳﺮ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﺑﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ
ﻛﻤﺎ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺘﺠﺪﺩ ﻭﻫﻲ
ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ،
ﻭﺍﻟﺼﻮﺩﻳﻮﻡ، ﻭﺍﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮﻡ، ﻭﺍﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮﻡ،
ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻧﺴﻴﻮﻡ، ﻭﺍﻟﻨﺤﺎﺱ، ﻭﺍﻟﻜﻠﻮﺭﻳﻦ،
ﻭﺍﻟﻔﺴﻔﻮﺭ، ﻭﺍﻻﻣﻮﻧﻴﺎ ، ﻭﺍﻷﺯﻭﺕ، ﻭﻓﻴﺘﺎﻣﻴﻦ
) C ( ﻭ )b12 ( ﻭﺃﻧﻮﺍﻉ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ
ﻭﺍﻷﺣﻤﺎﺽ ﺍﻷﻣﻴﻨﻴﺔ
ﻭﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﻣﻼﻣﺴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻟﻸﻏﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﻴﺔ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﺳﻜﺮﻳﺎﺕ ﻭﺩﻫﻨﻴﺎﺕ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﺴﺮﻳﻦ
ﻭﺍﻟﻜﻠﺴﺘﺮﻭﻝ .. ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﺗﻐﺬﻱ
ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﻭﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎﺕ ﻋﻨﺪ
البكاء