قال ابو حنيفة:

ذهبت الى ابي عبد الله الصادق (ع) لاسأله عن مسائل فقيل لي : انه نائم. فجلست انتظر حتى يستيقظ فرأيت غلاماً جميل المنظر ذاهيبة وحسن سمت له خمس اوست سنوات فسألت عنه فقالوا: هو موسى بن جعفر (ع) فسلمت عليه وقلت له :

يابن رسول الله! ما تقول في افعال العباد, ممّن هي؟

قال: يا نعمان قد سألت فاسمع واذا سمعت فعُه واذا وعيت فاعمل ثم قال (أن افعال العباد لاتخلو من ثلاثة منازل اما ان تكون من الله تعالى خاصة او من الله ومن العبد على وجه الاشتراك فيها, او من العبد خاصة فلو كانت من الله تعالى خاصة لكان اولى بالحمد على حسنها والذم على قبحها ولم يتعلق بغيره حمد ولا لوم فيها ولو كانت من الله ومن العبد لكان الحمد لهما معاً فيها والذم عليهما جميعاً فيها, واذا بطل هذان الوجهان ثبت انها من الخلق, فان عاقبهم الله تعالى على جنايتهم بها فله ذلك, وان عفى عنهم فهو اهل التقوى واهل المغفرة).