من بلاغة الإمام الحسين (ع) مطارحة شعرية
هفا قلبي إلى اللهو وقد ودع شرخيه
دخل اعرابي مسجد رسول الله ( ص) يسئل عن الإمام الحسن ( ع ) فقالوا له الحضور ماذا تريد منه ؟ فقال إني سمعت انه من قوم يتكلمون فيعربون في كلامهم وقد جئت اطارحه الشعر .
فقالوا له إذا اردت هذا فابتدأ بذاك وأشاروا إلى الإمام الحسين ( ع )
فتوجه إليه الإعرابي وقال السلام عليكم فرد الحسين ( ع) وعليكم السلام
فقال الإعرابي إني جئتك من الهرقل و الجعلل والإينم و الهمهم وإني إعرابي وأكثر مقالتي هي الشعر وقد جئت اسألك عن عويص العربية ؟ فرد الحسين (ع) قل ما شئت فإني مجيبك بإذن الله تعالى .
فقال الإعرابي :
وقد كان انيقاً عصر تجراري ذيليه
عيالاتٌ ولذاتٌ فيا سقيـا لعصريـه
فلما عمم الشيب من الرأس نطاقيـه
وأمسى قد عناني منه تجديد خضابيه
تسليت عن اللهو وألقيـت قناعيـه
وفي الدهر أعاجيب لمن يلبس حاليه
فلو يعمل ذو رأي أصيل فيه رأييه
لألفى عبرة منه له في كر عصريه
فما رسم شجاني قد محت آيات رسميه
فرد الإمام الحسين(ع) على الفور وفي تسعة ابيات كما قال الإعرابي :
سفور درجت ذيلين في بوغاء قاعيـه
هتوف حرجف تترى على تلبيد ثوبيه
وولاج من المزن دنا نـوء سماكيـه
أتى مثعنجر الودق بجود في خلاليـه
وقد أحمـد برقـاه فـلا ذم لبرقيـه
وقد جلـل رعـداه فـلا ذم لرعديـه
ثجيج الماء ثجاج إذا أرخـى نطاقيـه
فأضحى دارساً قفراً لبينونـة أهليـه
غلام كرم الرحمـن بالتطهيـر جديـه
فقال الإعرابي : ما سمعت قطاً أحسن من هذا الكلام
فقال له الإمام الحسن ( ع ) يا إعرابي :
كساه القمر القمقام مـن نـور سنائيـه
وقد أرصنت له شعري وبينت عروضيه
فقال لهم الإعرابي إن مثلكم تجله الرجال .