بسم الله الرحمن الرحيمقال الله تعالى في سورة البقرة : (وإذا قيلَ لَهم آمِنوا بِما أنزلَ اللهُ قالوا نُؤمنُ بِما أنزِلَ علينا ويَكفُرونَ بِما وراءَهُ وهو الحقّ مُصدِّقاً لِما معَهم قُلْ فَلِمَ تَقتُلونَ أنبياءَ اللهِ مِن قَبلُ إنْ كنتم مؤمِنينَ ؟)
وإليك ما جاء في توراتِهم مِنْ قتل الأنبياء ، فقد جاء في سفر إرميا في الإصحاح السادس والعشرين ما يلي :
"وقد كان رجلٌ أيضاً يتنبّأ باسم الربّ وهو أوريّا بن شمعيا من قرية يعاريْم فتنبّأ على هذه المدينة وعلى هذه الأرض بكلّ كلام إرميا .
ولَمّا سمع الملك يهوياقيم وكلّ أبطاله وكلّ الرؤساء كلامه طلب الملك أن يقتله ، فلَمّا سمع أوريّا خاف وهرب إلى مصر ، فأرسل الملك يهوياقيم أناساً إلى مصر ألناثان بن عكبور ورجالاً معه إلى مصر ، فأخرجوا أوريّا من مصر وأتَوا بِه إلى الملك يهوياقيم فضربه بالسيف وطرح جثّته في قبور بني الشعب ، ولكن يد أخيقام بن شافان كانت مع إرميا حتّى لا يدفع ليد الشعب ليقتلوه ."
ومن جملة الأنبياء الّذين قتلوهم النبيّ إشعيا ، قتله منسيُّ بن حزقيا ملك يهوذا قتله نشراً بالمنشار .
وأرادوا قتل النبيّ إيليّا فهرب منهم
وإليك قصّته من سفر الملوك الأوّل في الإصحاح التاسع عشر :
"وأخبر آخاب إيزابل بكلّ ما عمل إيليّا وكيف قتل أنبياء البعل [أنبياء البعل ـ يعني خدم الصنم المسمّى بعل في القرآن ، واليهود يسمّونه البعليم ، وهم خدمه والدّاعين إلى عبادته ، قتلهم النبيّ إيليّا بالسيف] ، فأرسلت إيزابل رسولاً إلى إيليّا تقول هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد إن لم أجعل نفسك كنفس واحدٍ منهم في نحو هذا الوقت غداً . فلَمّا رأى ذلك قام إيليّا ومضى لأجل نفسه ... فجاء إلى جبل الله حوريب ودخل المغارة وبات فيها وكان كلام الربّ إليه يقول مالك هاهنا يا إيليّا ، فقال قد غرت غيرةً للربّ إلهِ الجنود لأنّ بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي ليأخذوها ."
وأرادوا قتل المسيح فَنجّاه الله من أيديهم ، فذهب إلى ربوةٍ بالشام في جبل قاسيون ، وهناك [الآن] مسجد صغير وفيه ساقية ماء ، وبقي هناك يعبد الله ولحقته أمّه، وبعد زمن مات ودفن جسمه في تلك الربوة وصعدت نفسه إلى السماء . والشاهد على ذلك قول الله تعالى في سورة المؤمنون :
(وجَعلْنا ابْنَ مريَمَ وأمّه آيةً وآوَيناهما إلى رَبوةٍ ذاتِ قرارٍ ومَعينٍ .)
وإليك ما جاء في قتلِهم الأنبياء والوعّاظ الآمرين بالقسط . وذلك في سفر صموئيل الأوّل في الإصحاح الثاني والعشرين ما يلي :
"فقال الملك لِدُواغ دُرْ أنت وقَعْ بالكهنة ، فدار دُواغ الأدوميّ ووقع هو بالكهنة وقتل في ذلك اليوم خمسةً وثمانين رجلاً لابسي أفود كِتّانٍ ، وضرب نوب مدينة الكهنة بِحدّ السيف ."
من كتاب الخلاف بين التوراة والقرآن لمحمد علي حسن