الصَّقْرِ وَ الْجَرَادَةْ
...
تَحِكـِيْ لَنَـــا الْجَــرَادَةْ
قد قَالَ لِـيْ
المَسْئُوُلُ فِيْ القِيَادَةْ :
أكتبيْ لنا قصيدة
لا تزعِجُ السِــيادة
أسرُدِيـها سـرْدًا هَــادِفًا
كي تَحْصُــدِيْ الإشَـادةْ
فَمـَا يـدُوُرُ حَوْلَنـَا
لا يدعو للزيادة
حَاوِلـيْ تَطْرِيْزَ حَوَافِّ شَكْلِهَا
بالْعَـــزْمِ والإراَدْةْ
فالشعرُ يَسْمُوُ عَادَةْ
إذا تَخَطَّـىَ العادة
أرجـُوُ بِأن تَسْتَوْعِبِـيْ
لاَ تدعي البلادة
قصيْدَةٌ واحـــدة
مَحْبُوكـَةُ الإجـَادَةْ
تَدْعـُوُكِ أن لاَ تَمْضِيْ
فـيْ الإسهاب والإعادة
حَيْثُ يظَلُّ
وزنُـهَا مُوَاصِلاً رُقَـادَهْ
وَالمَعـْنَىَ فيهَـا
يَنْطـوِيْ فِيْ حشْـوَةِ
الوِسَـادَةْ أجَبْتُهُ :
" يَا صَـاحِبَ السَّعــادَةْ "
أمامَ صَقـرٍ شَـامـخِ
مَا قِيْمَــةُ الْجَــرَادَةْ
لا ينتمـي الكلب العقـورْ
إلـىَ وَجاهَـةِ الصُّقُوُرْ
حتَّى ولَـوْ تَمَــادَىَ
إذا أردتُــمْ منِّيْ
هذا منتهى
الإيجاز والإفادة
فاعْتِقِــلُوُا ضَمِيْرِيْ
وَ اعْتِنِقُـــوُا مَصــِيِرِيْ
لا يسْتَحِـقُّ منـِيْ غـيْرُ خــالِقِـيْ
الرُّكـُوُعَ وَ السُّجُـوُدَ وَ العِبــَادَةْ
فَهَلْ فَهِمـتَ مَا أقُــولْ
دَعْ مَنْ يَعِيِــشُ فِيْ الْحُقُــوُلْ
مُتَــــابِعًا حَصـــَادَهْ
وَ فِـيْ غُضُــوُنِ سَــاعَـةْ
لـَمْ يَجـدُوُا الْجــَرَادَةْ
أشَــاعُوُ أنَّهَـا اخْتَفَــتْ
وَ فِـيْ الْحَقِيْقَــةِ انْتَهَتْ
فـيْ حَمْلَــةِ الإِبَـــادَةْ
وَ الصّـقْرُ ظَلَ قَاسِيًـــا
مُتَقَــلِّدًا عِنَـــادَهْ
وَ العِبْرَةُ الْمُسْتَخْلَصَــةْ يَا ســَادَةْ
أنَّ الشّرِيْفَ فَارِسٌ
إن امْتَــطَىَ جَـــوَادَهْ
فَسَوْفَ يَمْضِيْ لْلْمُخــيْفْ
مُقْتَلِعًـــــا فُــــؤَادَهْ
فَالشُّرَفَــــَاءُ مـَنْ قَدْ آمَنُوُا
أنَّ ابْتــــِلاَءَاتِ الْحَيَاةٌ طَلْقٌ
كَالْحَامِلِ التّيْ انْتَهَــىَ
بِهَا الْحَمْــلُ للوِلاَدَةْ