وهنا نصل إلى مرحلة من كلام الإمام الصادق عليه السلام : “اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها, وبعلها, وبنيها“!
فكروا وتفهموا سر هذه الكلمات.. فالسؤال بفاطمة, وأب فاطمة, وبعل فاطمة, وأبناء فاطمة, وختام هذا الدعاء كلمة هي ختم: (والسر المستودع فيها)!!

في معراج النبي صلّى الله عليه وآله وسلم أخذوه إلى شجرة طوبى, وقطفوا له من ثمرها, وأطعموه منها, ومن هذا الثمر انعقدت نطفة فاطمة
وفي هذه النطفة وضعوا جوهر روحٍ اختارها الله تعالى من أشرف ما في خزائنه من جواهر!!

المسألة هنا: (والسر المستودع فيها), فأي سر هذا السر؟ الذي كان لابد له من مقدمات, معراج النبي صلّى الله عليه وآله وسلم , وأن يتناول من ثمار شجرة طوبى, ليتكون البدن الذي يكون محلاً لهذا السرّ! هذا السرّ يحتاج إلى فرصة أخرى لبيانه.
إنها سر.. سر الله الأعظم.. فقد كان قلبها سراً..
وما في القلب كان سراً..
ألمها كان سراً, لونها كان سراً..
ما تحملته كان سراً..
قدرها كان سراً.. مقامها مازال سراً..
سر في سر, وحتى القبر الذي حوى جثمانها كان سراً!

ماذا فعلت يا بنت رسول الله حتى صرت سر الله؟! وإلى أي مقام وصلت؟!
الذي أستطيع أن أقوله إن العمل الذي قامت به فاطمة علسها السلام أحيت به قيم الأنبياء عليهم السلام من آدم إلى النبي الخاتم صلّى الله عليه وآله وسلم
العمل الذي عملته .. به أحيت اسم الله تعالى .. أحيت كل حرمات الله تعالى