على شباكي تقف يمامة .. تأتي تقريبا كل يوم ... تذهب و تجئ بطريقتها المعروفة ..تدور برأسها تمسح المكان بعينيها الدقيقتين .. ثم تطير ..
كنت أتساءل عما تبحث .. وأجابتني نفسي أكيد إما عن طعام أو ماء أو مكان آمن تبني عُشاً .. فكرت في استغلال ما يتبقى من الأرز المطهي في البيت بدلاً من رميه .. فوضعت لها مقدار ملئ اليد أرزاً على القاعدة الاسمنتية للنافذة .. و تركتها و انصرفت الى يومي .... ما هي الا ساعتين و لمحتها صدفة تحط على الشباك فتوقفت خوفا من أن تثير حركتي وراء النافذة خوفها فتهرب .. و لم يكن هناك ما أفعله سوى أني أتأملها رأيتها تقبل على الطعام ليس في نهم كما تصورت ! أقبلت في أناقة شديدة ثم نظرت له نظرة مترددة كأنها تفكر هل تأكله أم هو "كمين" .. التقطت أول حبة و رفعت رأسها كأنها "تستطعمها " ثم إطمأنت وبدأت في التقاط الحبوب واحدة تلو الأخرى .. ولك أن تتخيل سعادتي و هي تأكل .. كل حبة تضيف لي شعوراً بالإنجاز ! .. لقد أطعمت يمامة لا تعرف سوى التوكل على الله ( وهذا شرف لي ) .. غدت خماصاً و خصني الله أن أكون سبباً في أن تروح بطاناً .. ( و هذا شرف آخر ) .. انتهت من طعامها ثم رأيتها تنظر الى السماء نظرة ساكنة كأنها تحمد الله و طارت بنشاط .. بالتأكيد كانت سعيدة و لكنني كنت أكثر سعادة منها .. تلك اليمامة أعطتني احساساً بالأهمية ! إنني ترس مهم في دولاب (عجلة) الحياة .. أي نعم ان لم أكن هناك لم يكن الله لينساها .. ولكن وقع الإختيار عليَّ اليوم لأدفع لها رزقها المكتوب عندي .. أو وقع الإختيار عليها اليوم لتكون سبباً في إلهامي بصدقة تستنزل رزقـي من السماء ! ..
يارب إملأ حياتي باليمامات !.