من المشرفين القدامى
ابو موسى
تاريخ التسجيل: November-2013
الدولة: Baghdad _Iraq
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,223 المواضيع: 462
صوتيات:
136
سوالف عراقية:
0
مزاجي: التواضع
المهنة: Administrative
أكلتي المفضلة: ما رزقني ربي
موبايلي: iPhone
آخر نشاط: 21/January/2022
الشيخ عبدالزهرة الكعبي (قده): مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) الجزء الثالث
الجزء الثالث
المقتل
فقال له الحسين : رحمك الله يا مسلم ،ثم تلا قوله تعالی( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ، ودنا منه حبيب وقال: عزّ عليّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة فقال مسلم ابن عوسجة بصوت ضعيف بشّرك الله بخير يا أخي يا حبيب ثم قال حبيب: لو لم أعلم أني في الاثر لأحببت أن توصي لي بجميع ما يهمك فقال مسلم: أوصيك بهذا وأشار الى الحسين بن علي أن تموت دونه فقال : أفعل ورب الكعبة وفاضت روحه بينهما (وصلت يابن ظاهر منيتي أنا ما وصيك بعيالي وبيتي ولا تحفظ أولادي وثنيتي ان چان نيتك مثل نيتي اريدنّك تجاهد بثويتي بالحسين وعياله وصيتي) وصاحت جارية له وامسلماه يا سيداه يا ابن عوسجتاه فتنادى أصحاب ابن الحجاج قتلنا مسلماًً فقال شبث بن ربعي لمن حوله : ثكلتكم امهاتكم أيقُتل مثل مسلم وتفرحون! لرب موقفٍ له كريمٍ في المسلمين رأيته يوم «آذر بيجان» وقد قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين وحمل الشمر في جماعة من اصحابه على ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتى كشفوهم وفيها قاتل عبد الله ابن عُمير الكلبي فقتل رجالاً وشّد عليهم هاني بن ثبيت الحضرمي فقطع يده اليمنى وقطع بكر بن حي ساقه فأُخذ أسيراً وقُتل صبراً فمشت اليه زوجته ام وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول: هنيئاً لك الجنة اسأل الله الذي رزقك الجنة ان يصحبني معك فقال الشمر لغلامه: اضرب رأسها بالعمود فشدخه وماتت مكانها وهي اول امرأة قُتلت يوم عاشوراء من اصحاب الحسين بن علي وقطع رأسه ورمي به الى جهة الحسين فأخذته أمه ومسحت الدم عنه ثم أخذت عمود خيمة وبرزت الى الأعداء فردّها الحسين وقال: ارجعي رحمك الله فقد وضع عنك الجهاد فرجعت وهي تقول : اللهم لا تقطع رجائي فقال الحسين: لا يقطع الله رجاكي وحمل الشمر حتى طعن فسطاط الحسين بالرمح وقال: عليّ بالنار لأُحرقه على أهله فتصايحت النساء وخرجن من الفسطاط وناداه الحسين: يا ابن ذي الجوشن انت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي احرقك الله بالنار! وقال له شبث بن ربعي : أمرعباً للنساء صرت ؟ ما رأيت مقالاً اسوأ من مقالك ولاموقفاً اقبح من موقفك فاستحيا وانصرف وحمل على جماعته زهير بن القين في عشرة من اصحابه حتى كشفوهم عن البيوت ولما رأى عزرة بن قيس وهو على الخيل الوهن في اصحابه والفشل كلما يحملون بعث الى عمر بن سعد يستمّده الرجال فمدّه بالحصين بن نمير في خمسمائة من الرماة واشتّد القتال واكثر اصحاب الحسين فيهم الجراح حتى عقروا خيولهم وارجلوهم ولم يقدروا ان يأتوهم إلاّ من وجه واحد لتقارب ابنيتهم فأرسل ابن سعد الرجال ليقوضوها عن ايمانهم وعن شمائلهم ليحيطوا بهم فأخذ الثلاثة والأربعة من اصحاب الحسين يتخللون البيوت فيشدون على الرجل وهو ينهب فيقتلونه ويرمونه من قريب فيعقرونه فقال ابن سعد: أحرقوها بالنار فأضرموا فيها النار فصاحت النساء ودُهشت الأطفال فقال الحسين: دعوهم يحرقونها فانهم اذا فعلوا ذلك لم يجوزوا اليكم فكان كما قال عليه السلام وكان أبو الشعثاء الكندي وهو يزيد بن زياد رامياً فجثا على ركبتيه بين يدي الحسين ورمى بمئة سهم و الحسين يقول : اللهم سدّد رميته واجعل ثوابه الجنة ثم حمل على القوم فقتل تسعة عشرة رجلا ًوقُتل والتفت ابو ثمامة الصائدي الى الشمس فرأها وقد زالت فقال للحسين : نفسي لك الفداء إني أرى هؤلاء قد اقتربوا منك ، لا والله لا تُقتل حتى اقُتل دونك و احب أن القى الله وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها فرفع الحسين رأسه الى السماء وقال : ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين أنظروا أيها المسلمون دعا الحسين بن علي سلام الله عليه لهذا العبد الصالح بأعظم دعاءٍ وهو أن قال( جعلك الله من المصلين) فمرّرروا أولادكم وعوّدوا بناتكم معاشر المسلمين علی الصلاة في دور الصغرفأن دور الصغرأذا صلّی الانسان فيه لا يسعه أن يترك الصلاة في الكبر وأن الصلاة تنهی عن الفحشاء والمنكر فقال الحسين: نعم هذا اول وقتها سلوهم أن يكفّوا عنّا حتى نصلّي فقال الحصين:أنها لا تُقبل فقال حبيب بن مظاهر: زعمت أنها لا تُقبل من آل الرسول وتُقبل منك يا حمار فحمل عليه الحصين فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشبت به ووقع عنه واستنقذه اصحابه فحملوه وقاتلهم حبيب قتالا شديداً فقتل على كبرسنهِ اثنين وستين رجلاً وحمل عليه بديل بن صريم فضربه بسيفه وطعنه آخر من تميم برمحه فوقع إلى الأرض فذهب ليقوم وإذا بالحصين يضربه بالسيف على رأسه فسقط لوجهه ونزل اليه التميمي واحتز رأسه فهز مقتله الحسين فقال :عند الله احتسب نفسي وحماة اصحابي واسترجع الحسين كثيراً وخرج من بعده الحر ابن يزيد الرياحي ومعه زهير بن القين يحمي ظهره فكان إذا شّد أحدهما واستلحم شّد الآخر واستنقذه ففعلا ساعةً وان فرس الحر لمضروب على اُذنيه وحاجبيه و الدماء تسيل منه فبرز إليهم وهو يرتجز ويقول:( إني أنا الحر وما والضيفي أضرب في أعناقكم بالسيفي عن خير من حلّ بأرض الخيفي أضربكم ولا أری من حيفي) حتی قتل منهم جماعه كثيرة علی كبر سِنّه وحمل أصحاب الحسين الحر ووضعوه أمام الفسطاط الذي يقاتلون دونه وكان به رمق فقال الحسين له وهو يمسح الدم عنه : أنت الحر كما سمّتك أمك وانت الحر في الدنيا والآخرة وعلی قولٍ أنت حر في الدنيا وسعيد في آلاخرة ورثاه رجل من أصحاب الحسين وقيل : علي بن الحسين
لـنعم الحرُّ حرُ بني رياح صبور عند مشتبك الرماح
ونعم الحرُّ إذ فادى حسيناً وجاد بنفسه عند الصباح
وقام الحسين الى الصلاة فصلّی بمن بقي من أصحابه صلاة الخوف وتقدم امامه زهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي في نصف من اصحابه ويقال إنه صلّى واصحابه فرادى بالايماء ولما أُثخن سعيد بالجرح سقط الى الارض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عادٍ وثمود وأبلغ نبيك مني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فاني اردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى الله عليه وآله وسلم والتفت الى الحسين قائلا: أوفيت يا ابن رسول الله ؟ قال : نعم أنت امامي في الجنة ثم قال سعيد أبلغه أني تركت حسيناً في الأثر وقضى نحبه فوجد به ثلاثة عشر سهماً غير الضرب والطعن