رحلتي مع البارود
هو الملح الاسود صانع العجائب ورغم بدائيته الا انه صنع افق جديد للبشرية للتغلب على الحصون ودك اسوارها ومن ثم تطور الامر لصنع الانابيب المرسله لكور المعدن التي تخترق كل شئ
البارود اخترعه الصينين قبل 5000 الاف عام وطوره العرب والمسلمين بشكل كبير وكان ان نقلوه الى الاوربيين عبر معارك الاندلس اما عن اول استخدام للبارود لدي العرب فكان بوقت مبكر او خلال القرن الخامس الهجري
البارود الاسود مكون علمياً من الصوديوم او نترات البوتاسيوم وبقايا فحم الخشب الناعم والكبريت ولاكن بنسب متفاوته ويطغى اللون الاسود بسبب الفحم الخشبي
اول محاولاتي للتعرف على البارود كانت بعمر مبكر , كنت بالعاشرة من عمري عندما فكرت بصيد العصافير عبر اداة متطورة ولهذا قررت تصنيع بندقية بشكل مبسط
فهمت ان البندقيه هي عبارة عن ماسورة تحتوي الطلقه ومن الخلف يوجد مسمار يضرب الطلقه ويشعل الفتيل الذي بدوره يحرق البارود ولان البارود محصور يقوم بالانفجار وبسبب الانفجار يندفع المقذوف عبر الماسوره
هكذا بدأت العبث مع البارود الخطر عبر فهمي البسيط ان المسألة لا تتعدى ماسورة من الخردوات وتكون بمقاس احتواء الطلقه بداخلها بشكل مناسب وضربة مسمار من الخلف على الطلقه ويتم الانفجار ويخرج المقذوف ليصيب العصافير التي احلم بمسكها
بالبداية استطعت العثور على طلقتين خرطوش خاصه ببنادق الصيد من عيار 32 جرام ومن ثم وفقت بالعثور على ماسورة مياه حديدية بطول 70 سم والى هنا تم تجميع البندقية
ذهبت الى البريه وبالقرب من شجره تحتوي على العصافير ثبت الماسورة التي حشوتها بالطلقة بين احجار وذلك لتحاشى ارتدادها على رئسى واتيت بخشبة ثقيله وجعلت المسمار يخترقها وبعد تحديد الهدف بشكل جيد ومع اخذ وضعية الانبطاح قمت بضرب الطلقه من الخلف بالمسمار
اول مره لم يحدث الانفجار فعاودت الكره فحدث الانفجار الرهيب ومعه سقطت بعض العصافير ولاكني احسست بالم فى رقبتي وعند تحسسه عادت يدي مبلله بالدم
مباشرة نسيت اصابتي وركضت الى الشجرة وانا احمل بندقيتي وامسكت باربع عصافير كان منهم اثنان احياء وسبب الصيد الوفير ان طلقة الصيد تحتوي عى عشرات الكور المعدنية التى تنتشر بمساحه متقاربة وتصيب العصافير .... وبعدها فكرت باصابتي والتي تحسستها وكانت سطحية والحمد لله وهنا استغربت باني اطلقت النار الى الامام فكيف اصبت وانا المنبطح بالخلف
بنظرة سريعه الى الطلقه وجدت نحاسها الخلفى مهشم بسبب الانفجار وان شضية منها طارت واصابتنى والسبب اننى لم اغلق على الطلقه من الخلف كما بالبنادق
وفى اثناء ذلك حضر لى رجل وهو مندهش مما فعلت وما بين سعيد ومستغرب قال لى من اجل عصافير تريد اهلاك نفسك .... ولخوفى منه انه على علاقة بوالدي قلت له هى تجربه وقد نجحت ... اخذ يشرح لى انه خبير مدافع سابق ويعلم ان هذه المواسير لا تتحمل وتنفجر واننى اخطأت بانى لم اضع مغلاق للماسورة وبعد تدقيقه بجرحي انتهى الود ودفعني وهدد انه سيخبر والدي مع سيل من الشتائم
ذهبت الى المسجد واغتسلت من الدماء ونظفت ثيابي بعد شواء العصافير المساكين والذين انهى حياتهم اختراعي المميز ... عدت الى البيت وشرعت اخطط بصنع مغلاق قابل للفتح لتبديل العبوات النارية ووصلت الى فكرة غطاء علبة زيت معدني قوى ودعمته بقطع معدنيه من الداخل بعد احداث فتحه به للمسمار وقد كان ناجح بشكر رهيب
ولاكن كان خوفى من انفجار الماسوره لاحقاً كما افاد المدفعجي القديم ولاكن لم اعول على كلامه كثيراً ورجوت الله ان لا يواجه والدي والا ستكون تهمة 4 ارهاب
باليوم التالي احضرت مزيد من الطلقات من مخزن والدي الذى يحتوي كل اشياء الدنيا وذهبت الى البريه ولاكن لشجرة ابعد مع احضار كافة مستلزمات الشواء لان الصيد سيكون وفير
ومع اول تثبيت وتجربه كانت الاطلاقات الناريه اكفأ واسرع وأأمن ومعها كان عصافير اكثر وخبرة اكثر
كان كل ما علي انتضار عودة العصافير لافتك بها ومع انتهاء الطلقات كانت الحصيلة 13 عصفور حققت لى وجبه جميله يرافقها الزهو بالانتصار
عند عودتي كان الخبر قد وصل لوالدي بتصنيع بندقية وبادرنى بالسؤال ولاكن مع شرحي له وبشكل مسهب اخذ يحاول اخفاء سروره واضهار غضبه وبعد التهديد والوعيد قال لى اترك العبث بالسلاح وانا ساشتري لك بندقية خاصه لك بشرط ان تكون معي دائما ً اثناء استعمالها ,,, وما كان ذلك الا لخوفه من تهوري ان اذهب ضحية البارود عبر خرده معرضه للانفجار والفتك بي
فى الحلقة القادمه سنكمل مشوار ذكرياتي مع البارود
فيصل الطائي