اللانداي: قصائد قصيرة جداً منظومة أساساً باللغة البشتونية في أفغانستان، وفق قواعد خاصة من الوزن الشعري. والمجموعة المعربة هنا تمثل طائفة من اللانداي الذي نظمته نساء أفغانيات جمعها الشاعر الأفغاني سعيد بهو الدين مجروح، وترجمت إلى الفرنسية والإنجليزية، وعنها هذه الترجمة إلى العربية منظومة شعراً.
اللانداي شعر سري تتداوله النساء فيما بينهن، ويبحن عبره بأحاسيسهن الخاصة وهواجسهن وأشواقهن الروحية والجسدية بكل جرأة وصدق. وتدور معظم مقطوعات اللانداي حول ثلاث شخصيات محورية: المرأة - الزوج - الحبيب. يبدو الزوج في اللانداي بشعاً عجوزاً عاجزاً عن منح امرأته الحب الذي تريد، أما الحبيب فيقترب أحياناً حد الخيانة، ويبتعد أحياناً أخرى حدّ الموت.
يمكن أن نصف اللانداي بأنه بوح المرأة البشتونية الخفي.
ها أنتَ تبعث لي، يا ربُّ، ثانيةً
ليلاً كئيباً.. على أعتابهِ أقفُ
وها أنا، وسرير النّحس يرقبني،
من أخمصيْ قدمي للرأسِ أرتجفُ
**
قُساةٌ قُساةٌ
ترون العجوزَ يجرّ خطايَ
إلى المضجعِ
وتستفهمون عن السّرّ في أدمعي؟!
**
**
أحبُّ!
ولا أخفي غرامي وآهاتي
ولو نزعت سكّينُهم كلّ شاماتي!
**
ضعْ شفاهكَ فوق شفاهيَ
واتركْ لساني طليقا
يقولُ لكَ الحبَّ
يا عاشقي والعشيقا
**
غداً
سوف أعبُرُ في قريتي
سأرفعُ للشمس وجهي الحسيرَ
وأنشر للريح شعري الْمَشاعْ
غداً سوف يشبعُ كل الجياعْ
**
ضمّني، أوّلاً، في ذراعيكَ
خذني بنشوتكَ الصّاعدةْ
ثمّ دعني أراكَ
تقبّلُ شاماتِ جسميَ
واحدةً.. واحدةْ!
**
يا جميلُ! يا عسلُ!
ادنُ أيّها الأملُ
إن خجلتَ تلمسني
لن يصدَّني الخجلُ!
**
ها هو الدّيكُ
يطلقُ لعنتَه ويصيحْ
فيغادرني عاشقي
مثل طيرٍ جريحْ
**
حلوةٌ
وذراعايَ مفتوحتانِ
وكُلّي إليكَ فمُ
وأنت جبانٌ
إلى النّوم تستسلمُ!
**
غامرْ برأسِكَ، إن أردتَ عناقي!
أو دعْ طريقَ العشق للعشّاقِ
إنْ تَرجُ أسبابَ السّلامةِ في الهوى
فاحضنْ غبارَ يديكَ يا مشتاقي!
**
بسرّيَ أذوي.. في الخفاءِ أنوحُ
أنا امرأةُ البشتونِ كيف أبوحُ؟!
**
طوعاً أمنحك شفاهي العذبةْ
ما الحاجةُ لأهزّ الجرّةَ
وأنا رطبةْ؟!
**
في الليلِ
الشّرفةُ معتمةٌ
وكثيراتٌ جدّاً سُرُرُ بناتِ الحيّْ
لا تحزنْ
يا روحي!
وَسواسُ حُليّي سوف يدلُّ علَيّْ
**
اجعل من نفسكَ شحّاذاً صوفيّاً
وتعال إلَيّْ
مَن يجرؤ أن يقطع دربَ الليلِ
على شحّاذٍ صوفيّ؟!
**
ألا تستحي، يا شيخُ!
من ثلجِ لحيتِكْ
تداعبُ شَعري
وهْوَ في عُمُر ابنتِكْ!
**
واحدٌ
يتقطّع شوقاً إلى قطرةٍ من غديري..
آخَرٌ
بجواريَ
نعسانُ
يقذف بي من سريري!
**
إذا ابتسمتُ رماك الوجدُ بالسّكرِ
فكيف تفعلُ لو أسقيكَ من ثغري؟!
**
يا ديكُ، أخّرْ صيحةَ الفجرِ
للتّوّ قد آوى إلى صدري!
**
أوقدْ ناركَ
واجمعْ أحطابَكَ
واقذفها في قلب التّنّورْ
فأنا متعوّدةٌ
أنْ أمنحَ جسدي
في وجه النورْ
**
ادنُ شيئاً.. ضاقت بيَ الأسبابُ
واحتضنّي.. فقد طواني العذابُ
أنا لبـلابةٌ -- وحولي خريفٌ-
ووشـيكاً سيذبلُ اللبـلابُ
**
ما دمتَ غريراً في الحبِّ
ولستَ بهائمْ
فلماذا أيقظتَ فؤادي النّائمْ؟!
**
أُجَنُّ .. أُجَنُّ
إذا ما مررتُ بأيٍّ ولِيٍّ
وأيِّ ضريحْ
فأرجُمهُ بالحجارةِ
عن كلّ أمنيةٍ خذلتها يداهُ
وعن كلّ قلبٍ جريحْ
**
محبوبي هندوسيٌّ
وأنا من دين محمّدْ
لكنّي من أجل الحبِّ
سأكنسُ درجاتِ المعبد
راقت لي