على ضفاف نهر العاصي الشهير تلفها البساتين وموسيقى أصوات المياة وزقزقة العصافير تشكل النواعير لوحة فنية خلابة في غاية الجمال مليئة بالسحر والفتنة
وبدون صوتها الفريد لايكتمل عقد الروعة وكـ أنها تشدو بأناشيد الفرح
ولأنها فريده من نوعها وجزء لا يتجزأ من المكان فضل البعض على أن يطلق أسمها على المدينة التي تحتضنها فأصبحت مدينة حماة في سوريا تعرف عند أكثر المؤرخين وأهل التاريخ بمدينة النواعير كـ ميزة وتفرد لايشاركها به أحد .
وصف الناعورة :
هي عبارة عن آلة مائية دائرية دائمة الحركة مخصصة لرفع الماء من النهر وعبر القناطر إلى البساتين على جانبي النهر، وتتكون من دولاب خشبي ضخم يدور حول محور خشبي من خشب الجوز حصرا يدعى القلب يرتكز على قواعد خشبية متوضعة على قواعد حجرية ثابتة وقوية في قاع النهر،
تاريخها :
ويعود تاريخ النواعير إلى عهد الآراميين، وتبين الآثار السورية منحوتات ولوحات أثرية عن النواعير ، مثل لوحة الفسيفساء الرائعة التي اكتشفت في شارع الأعمدة بمدينة أفاميا الأثرية على بعد 55 كم شمال مدينة حماة ويرجع تاريخ اللوحة إلى 420 م وتمثل صورة طبق الأصل للناعورة
عملها وطريقتها :
وعن كيفية عملها تغطس الناعورة اثناء دورانها بالماء وصناديقها منقلبة فارغة وترتفع ملآنة بالماء من النهر وتصب الماء في قناة ذات قناطر متعددة وتسقي به البساتين وأكثر الحمامات وبعض الدور والجوامع والخانات والمقاهي .
وظيفة الناعورة هي حمل الماء إلى مستوى أعلى من مستوى النهر لتيسير الاستفادة منه نظرًا لانخفاض مجرى نهر العاصي في أراضي حماة عن مستوى الحوض الذي ينساب فيه انخفاضًا كبيرًا قد يصل إلى سبعين مترًا في بعض الأماكن فقد أصبح من المتعذر الاستفادة من مياهه إلا باستخدام وسائل الري التي تلائم هذا الانخفاض الكبير فكانت الناعورة خير وسيلة توصل إليها الإنسان في سورية منذ اكثر من الفي عام , وتدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها 2400 لتر من الماء فهل هناك مصدر للماء يأتي من آلة يفوق هذا العطاء دون نفط أو زيت أو كهرباء أو جهد بشري؟
وبقيj هذه النواعير تحفة فنية خالده وشاهد على جمال فاتن لم يستطع الإنسان التخلي عنه قديمآ وحديثآ .