في عصرنا الحالي، تحيط بنا الموجات الكهرومغناطيسيَّة من كلّ حدب وصوب، وليست في الهواتف الجوَّالة وحدها، بل هي موجودة في معظم الأَجهزة الحديثة في بيوتنا، لاعتمادها عليها في عمليَّة التَّشغيل: كالتِّلفاز، والفيديو، والمذياع، والجوال، وأجهزة الحاسوب... ولهذه الموجات تأثير سلبي على صحّة الإنسان حيث تناولت بعض الدراسات موضوع مخاطر إستخدام الهاتف الجوَّال قبل النَّوم. فهل تشعرون في الصباح بالصّداع بعد وضع الجوال بقربكم خلال النوم؟.مخاطر مثبتةأثبتت هذه الدراسات أنّ إستخدام الهاتف الجوَّال قبل النَّوم، يؤثّر على راحة ونوعيّة النوم عند الإنسان، وبشكلٍ خاصّ عند الأَطْفال والمراهقين. يؤدّي ترك أجهزة الخليوي مفتوحة في غرف النوم الى الأرق والقلق وإنعدام النوم والإفراط في استخدامها يؤدّي الى تلف في الدماغ وضعف القلب. وأكّد عالم الكيمياء الألماني فرايدلهايم فولنهورست أنّ الإشعاعات المنبعثة من الجوّال، تعادل في قوّتها الاشعاعات النّاجمة عن مفاعل نووي صغير. وهذه الإشعاعات تضرب خلايا المخ ممّا ينجم عنه إرتفاع نسبة التحوّل السرطانيّة بالجسم ٤% عن المعدل الطبيعي.فرصة للسكونأمّا بالنسبة إلى تأثير الجوّال الشّديد على المراهقين، فإنّ فرط استعماله أدّى بشكل ملحوظ إلى الإكثار من السهر، والإستيقاظ متأخّرا والشعور بالخمول الشديد عند الصباح، نتيجة للأرق أو التململ في الفراش أثناء الليل. بالإضافة إلى أنّ إستعماله عند النوم مباشرة، يزيد اضطرابات النوم بمعدل الضعف، أما إستعماله من بعد منتصف الليل، فيزيدها إلى 4 أضعاف. ولعل مرحلة النوم العميق أكثر مراحل النوم تأثراً بفرط استعمال الهاتف الجوال، ما يتسبّب في ضعف الاستفادة من ساعات النوم الضرورية، لصيانة أعضاء الجسم وترميم أنسجتها. لذا ينصح خبراء إضطرابات النوم والإختصاصيون النفسيون، بضرورة إعطاء النفس فرصة للسكون، خصوصا قبل النوم وأيام الإجازات، فهذا الجهاز يقلّل من فرص الهدوء النفسي، ويزيد من تعكّر المزاج والشد العصبي، ويسبب حرماناً مزمناً من النوم، يصعب في كثير من الأحيان التخلص من مضاعفاته السلوكية والنفسية.