اللوزة الدماغية مسؤولة عن مواقفهم
مخ السياسين يختلف عن مخ البشر العاديين
GMT 16:00:00 2011 الأربعاء 15 يونيو
في بحث جديد أجراه العلماء في جامعة لندن على مخ الإنسان ، استطاعوا التعرف على ميول الإنسان السياسية ..أي اذا ما كان يميل الي اليمين او اليسار او محافظا أو حتى ليس له انتماء سياسي ، فالعلماء خاضوا تحدي كبير قبل التوصل الي نتائج شبه مؤكدة يستطيعون فيها تفسير الحالة النفسية والعقلية والاتجاه السياسي للسياسين بعد فحص المخ بدقة بأجهزة الرنين المغناطيسي.
يُعرف البحث السياسيين المحافظيين على أنهم أناس يتميزون بالخوف والحذر الشديد غير ان لديهم شعورا يدفعهم الى الإشمئزاز السريع من ردود بعض الأفراد على غير بقية السياسيين الذين ينتمون الى اتجاهات سياسية أخرى. في حين تقول الدراسة ان اليساريين هم من الناس الذين لديهم كتلة رمادية أكبر في نطاق اللحاء الأمامي للدماغ.
ان نتائج البحث أدهشت الجميع ، فقد أجريت على 120 شخص من مختلف الطوائف السياسية في البلاد وبعد دراسة مواقفهم السياسية وفهمها تم إخضاعهم لدراسة المخ ومن ثم مطابقة ذلك بأفكارهم السياسية التي يلعب شكل المخ واللوزة الدماغية الدور الأكبر في تحديدها .
اللوزة الدماغية او"اميجدالا " هي المسؤولة عن الأحاسيس والعواطف عند البشر وأي تشويه فيها او فقدها يؤدي الى فقدان الإحساس والعواطف وبالتالي يتسبب ذلك في عزلة الإنسان .
منذ اكتشاف اللوزة الدماغية على يد العالم الاميركي جوزيف لي دوكي وهي تعرف بأنها المسؤولة عن تنظم العواطف والمشاعر. يفسر العلماء اهمية تلك الدراسة في كونها دراسة لفهم العواطف ومدي تأثيرها على السياسيين وعلى الحياة اليومية ووقوفها وراء لحظات فارقة على المرء فيها ان يتخذ قرارا ربما يأسف عليه فيما بعد بسبب العاطفة.
ان نتائج الدراسة وفق العلماء تري ان حجم اللوزة الدماغية هي اكبر عند السياسين من غيرهم ، فالعلماء يرون ان الناس الذين لديهم حجم مخ ثابت او ما يسمى التلفيف الدماغي الثابت يغلب عليهم عدم الأمان وتلاحقهم المشاكل ولا يحسنون اتخاذ القرار ، انهم تيقنوا من ان نسبة تقدر ب 70% من اساس بنية الدماغ يتوقف عليها الاتجاه السياسي للفرد .
تؤكد كذلك الدراسة على ان الليبراليين يولد لديهم نشاط أكبر في منطقة جبهة الدماغ عند التعامل مع المعلومات المتناقضة "وكان هذا هو أول دليل من العلوم العصبية على الاختلافات البيولوجية بين الليبراليين والمحافظين" حسبما أشارت الدراسة، كذلك فإن المحافظين أكثر حساسية تجاه التهديدات والمواقف غير الواضحة في حين أن الليبراليين يعتبروا أكثر انفتاحا على التجارب الجديدة. ورجح فريق الباحثين إمكانية ظهور هذه الخلافات في المخ لدى أصحاب المجموعتين وهو ما دللت عليه الدراسة بالفعل.
ان شكل وحجم اللوزة الدماغية يلعب أيضا دورا هاما مع في التعامل مع المخاطر وفي تعاملات البشرمع بعضهم ، فعلي سبيل المثال في مرض التوحد نجد ان اللوزة الدماغية متغيرة ومشوهه وهذا هو السبب الذي يؤثر في علاقة أصحاب المرض في علاقتهم الإجتماعية بالأخرين .
عندما تكون اللوزة الدماغية نشطة فإن شعورا بالخوف سوف يسري في كل أرجاء الجسم والشعور بالفزع والقلق أما في حالات فقدان هذه اللوزة فان الانسان سوف يعيش في خطر حقيقي لعدم شعوره بمعنى الخطر لأنه ببساطة لا يستطيع الدماغ التعرف على معنى الخوف والخطر التلقائي الذي يصدر عن الإنسان بشكل رد فعل تلقائي .
بعض الذين ينتقدون هذه الدراسة لديهم مبرر لذلك فهم يرون انه ليس من المهم ولا الضروري ان يكون حجم اللوزة الدماغية كبير حتى تتولد المشاعر والعواطف لكن المهم في الأمر هو ان يكون الإنسان أكثر حرصا في العلاقات الإجتماعية وان يحافظ عليها ويتمرس عليها أيضا .
elaph