لست ادرى لست ادرى
حيرة تاسرنى وتسكن نفسى
ما بى نحوك لست ادرى
كيف كامطار صيف قد اتيتى
تورقى الاشجار فى ارض ٍ
قد خلت من كل نبتِ
لم ادرى الا
وكل ارضى
لها قد غزوتِ
ولكل مشاة جيشك
بها قد نشرتِ
وبكل سهلٍ فيها
لراياتك قد نصبتِ
إن بها تشرق شمس
كنت فوق الشمس انتِ
وان بها يسطع بدر
لحتِ فوق البدر انتِ
بين شفق الفجر بنتِ
وفى مغيب الشمس لحتِ
فى هديل حمامها
وفى غناء كنارها
فى ارتحال سحابها
وطيب حلو نسيمها
زرقة مياه البحر فيها
أُشرِبتْ عيناكِ
واحلى ورود رياضها
خداكِ
انفاسك عبق
احلى ورودها
وعقيق كرزها
صفوهُ شفتاكِ
لست ادرى
ما بى نحوك
لست ادرى
هلا مددت الى يد
من بين موج
الحيرة تنقزينى
ومن قاع بحر تمزقى
كى تخرجينى
كونى الدليل كونى
انت لى المرفاء
ما ذا يجرجرنى اليك
دون الورى وحدك انت
باسمك صرت انادى
ارقب الليل مَشُوقا
لطيفك كى اناجى
اسوق له حديثا
فيسكره التناجى
ويرمقنى بحنوٍ
يذيب جليد نفسى
فيغرقه ودادى
غير انى لست ادرى
مابى نحوك
ليت لديك تفسيراً
سيدتى لما بىّ نحوك
فانجدينى
ومن عذابات نفسى
ليتك تنقزينى
وان مثلى عجزتِ
سيدتى ثقى
بانك تذبحينى
ايا دوالى سعادة الافراح
وسنابل ازاهيرترياق
شفاء الجراح
لم يعد بالكأس قطرات
سوى حبيبات السهاد
وانين اثقل الصدر صياح
لم تعد تعبر نافذتى قسمات
اشعاع الصباح
وليل حيرة مدلهم
لكل شبرٍ من فؤادى
قد استباح
قربك نار
بعدك نار
هجرك نار
ضياع وودار
فيكِ لما عقلى لا يحتار
واخر صريعا
بين الجنة والنار
مابىَ نحوك
كل القواميس تجهل كنهه
فكيف بى ادركه
وكل المعانى به تحتار
بقلمى / ود جبريل