ز يـارة
أمـيـن الله
أقول : ومن الزيارات المعروفة التي يستحب بها قبور الأئمة كلهم وبالخصوص أمير المؤمنين عليه السلام فتقول : في زيارة مرقد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ـ مثلاً أو إمام آخر تسمية وتقول ـ :
أزور سيدي ومولاي أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي ابن طالب عليهما السلام أصالة عن نفس وبالنيابة عن والدي ووالد والدي وأصدقائي وجيراني وكل من سألني الدعاء والزيارة :
الزيارة المعروفة بأمين الله :
وهي في غاية الاعتبار مروية في جميع كتب الزيارات والمصباح ، وقال المجلسي رحمه الله أنها أحسن الزيارات متناً وسنداً ، وينبغي المواظبة عليها في جميع الرّوضات المقدّسة ، وهي كما روي بإسناد معتبرة عن جابر عن الباقر عليه السلام أنه زار الإمام زين العابدين ( علي ابن الحسين ) عليه السلام أمير المؤمنين عليه السلام ، فوقف عند القبر وبكى وقال :
{{ السلامُ عَليكَ يا أمينَ اللهِ في أرضهِ وحُجّتهُ على عبادِهِ ، السَلامُ عَليكَ يا أميرَ المؤمنينَ ، أشهدُ أنكَ جاهدتَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ ، وعَمِلتَ بِكِتابِهِ ، واتَّبَعتَ سُنَنَ نَبِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ حَتّى دَعاكَ اللهُ إلى جِوارِهِ ، فَقَبَضَكَ إليهِ بِاختِيارِهِ ، وألزَمَ أعدائَكَ الحجُةَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الحُجج البالِغةِ على جَميعِ خَلقِهِ .
اللهُمَّ فأجعل نَفسي مُطمئنةً بقدركَ راضيةً بقِضائكَ ، مولعةً بذِكركَ ودُعائكَ ، مُحِبةً لِصَفوةِ أوليائِكَ ، مَحبُوبةً في أرضكَ وَسَمائك ، صابرةً على نُزولِ بَلائكَ ، شاكِرةً لفَواضِلِ نَعمائكَ ، ذاكرةً لِسوابغِ آلائكَ مُشتاقةً إلى فرحةِ لِقائكَ ، مُتزوِدةً التقوى لِيوَمِ جزائكَ مُستنةً بسننِ أوليكَ ، مُفارِقَةً لأخلاقِ أعدائكَ مَشغولةً عَنِ الدُنيا بحمدكِ وثنائكَ .
اللهمَّ إنَّ قلوُبَ المُخبِتينَ إليكَ والِهةٌ ، وَسُبُلَ الراغبينَ إليكَ شارِعة ، وأعلامَ القاصِدينَ إليكَ واضِحةٌ ، وأفئدةَ العارِفينَ مِنكَ فارغةٌ ، وأصواتَ الداعينَ إليكَ صاعِدةٌ ، وأبوابَ الإجابةِ لهم مُفتّحةٌ ، ودَعوةَ مَن ناجاكَ مُستجابةٌ ، وتوبَة مَن أنابَ إليكَ مقبولةٌ ، وعبرةَ مَن بكى مِن خَوفكَ مَرحومةٌ ، والإغاثةَ لِمن استغاثَ بكَ موجودةٌ ، والإعانةَ لِمن استعانَ بكَ مبذولةٌ ، وعداتِكَ لعبادِكَ مُنجزةٌ ، وَزَلَلَ مَن استقالَكَ مُقالةٌ ، وَأعمالَ العامِلينَ لدَيكَ محفُوظةٌ ، وأرزاقَكَ إلى الخلائقِ من لدُنكَ نازِلةٌ ، وَعوائِدَ المزيدِ إليهُم واصِلةٌ ، وذنُوبَ المُستغفرينَ مغفورةٌ ، وحوائجَ خَلقِكَ عِندكَ مَقضيّةٌ ، وَجوائز السائلينَ عِندَكَ مُوفورةٌ ، وعَوائدَ المزيد متواترةٌ ، ومَوائد المُستطعمينَ مُعدة ، ومَناهِلَ الظمآءِ مُترعةٌ .
اللّهُمَّ فاستجِب دُعائي واقبل ثنائي وأجمع بيني وبينَ أوليائي بحق مُحمدٍ وعليٍ وفاطمةَ والحسنِ والحسين إنك وليّ نعمائي ومُنتهى مُناي وغايَة رَجائي في مُنقلَبي وَمَثوايَ .
أنتَ إلهي وَسيدي ومولاي أغفر لأوليائِنا وكُف عنا أعدائنا واشغلهم عن أذانا ، واظهِر كَلمةَ الحق واجعلهَا العُليا ، وادحِض كلمةَ الباطِل واجعَلها السُفلى إنكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ .
ثم قال الباقر عليه السلام : ما قال هذا الكلام ولادعي به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام ، أو عند قبر أحد من الأئمة عليهم السلام ، إلا رفع دعاءه في درج من نور ، وطبع عليه بخاتم محمد صلى الله عليه وآله ، وكان محفوظاً كذلك حتى يسلم إلى قائم آل محمد عليهم السلام ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء الله تعالى .
زيارة ثانية
يزار بها كل الأئمة عليهم السلام
عن علي بن حسان ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : سئل عن إتيان قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ فقال :صلوا في المساجد حوله ، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول :
« السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أُمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظاهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على الإدلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، ومن عرفهم فقد عرف الله ، ومن جهلهم فقد جهل الله ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله ، أشهد الله أني سلم لمن سالمتم ، وحرب لمن حاربتم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، مفوض في ذلك كله إليكم ، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس وأبرأ إلى الله منهم ، وصلى الله على محمد وآل محمد » .
هذا يجزئ في الزيارات كلها ، وتكثر من الصلاة على محمد وآله وتسمي واحدا واحداً بأسمائهم ، وتبرأ إلى الله من أعدائهم ، وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت ، وللمؤمنين والمؤمنات )) .
الإذن بالدخول لمراقد الأئمة
عليهم السلام
قال المجلسي : رأيت من بعض تأليفات أصحابنا نسخة قديمة ذكر فيها هذه الزيارة وقدم قبلها دعاء الأذن ، فقال :
إذا دخلت المشهد فقف على الباب مستقبل القبلة وقل :
اللهم إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله ، وقد منعت الناس الدخول إلى بيوته إلا باذن نبيك ، فقلت " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا يؤذن لكم " .
اللهم وإني أعتقد حرمة نبيك في غيبته ، كما أعتقد في حضرته ، وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك يرزقون ، يرون مكاني في وقتي هذا وزماني ، ويسمعون كلامي ، ويردون علي سلامي ، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم ، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم .
وإني أستأذنك يا رب أولا وأستأذن رسولك صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن خليفتك الإمام المفروض علي طاعته ، في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة ، المطيعة لك السامعة .
السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك ورحمة الله وبركاته .
بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه ، وإذن هذا الإمام وبإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين ، أدخل إلى هذا البيت متقربا إلى الله تعالى برسوله محمد وبآله الطاهرين ، فكونوا ملائكة الله أعواني وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت وأدعو الله بفنون الدعوات ، وأعترف لله بالعبودية ، ولهذا الإمام وآبائه صلوات الله عليهم بالطاعة .
ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى وقل : بسم الله وبالله وفي سبيل الله ، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
ثم قل : الله أكبر مائة مرة وقف مستقبل الضريح واجعل القبلة بين كتفيك وقل : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وذكر مثل ما مر سواء إلا أنه قال بعد قوله عليه السلام : إن كان وعد ربنا لمفعولا ، ثم انكب على القبر وقل : يا ولي الله إلى آخر الزيارة الجامعة الآتي ذكرها .