قصة أطراف الأصابع .. تحكيها لنا الأجيال !
يرويها المحبين .. وينسج جمالها العشاق ...
اللمس .. بأطراف الأصابع .. يوصل آلاف المعاني !
دعوني أحكي لكم قصة طرف الأيدي .. أطراف الأصابع .. والتي تتصل بأنسجة عصبية حساسة جداً بالمشاعر والأحاسيس .. وبطرف الأصبع تحكي آلاف القصص وتروي مئات الروايات ..
فيها لغة صامتة .. لغة تعارف بدون حروف لكنها تخرس كل اللغات .. في أطراف الأصابع فيضان من الحب يسري .. بمجرد ما أن تمس طرف أصابع حبيبك .. تسير عبر الأطراف المشاعر فتنتقل .. وفيضان الاشتياق يجري بين الطرفين عبر أطرافهما ..
اللغة .. التي لا تعرف الكذب أبداً !
لا
يمكن لطرف الإصبع أن يكذب .. وإن كذبت الألسن بأعذب الكلام .. وإن كذبت العيون بدموع التماسيح .. وإن كذبت تعابير الوجه بالتمثيل .. لكن أطراف الأصابع لا تكذب أبداً !
فالأعمى .. يفقد العيون .. والأصم يفقد الآذان .. لكنهما لا يفقدان الأصابع التي تحكي قصة الحب !
بطرف أصابعك .. تقول ما لم تقله عيناك ولم يحكيه لسانك ..
بطرف الأصابع .. تتفقد حبيبك .. تعرفه وتفهمه وربما تبقى ساعات طويلة صامتاً .. لا وجود للكلام سوى بأطراف الأصابع ..
لمسات خفيفة .. لكنها كشحنات الكهرباء التي تحتاجها دقات القلب لتمضي دون توقف .. لمسات هادئة لكنها كنسيم بارد عليل ينعش .. لمسات هانئة فاتنة جذابة ساحرة .. تأخذ لبك وتأسر فؤادك فلا تبرح مكانك جامداً للحظات .. يتوقف فيها كل شيء سوى شهود دقات القلب عليها !
الأصابع .. والتي ثبتت في الأيدي .. كانت رسولاً للسلام الداخلي والخارجي ..
فعندما تتواجه مع أحد .. فتبادره بالسلام .. ترسل كفك لكفه .. وتبقى للحظات حتى تشعر بالسلام الروحي معه .. وتتفاهم بقية أعضاء الجسد .. لكن البداية دائماً بالكفوف !
السلام .. الذي أمرنا بأن نطيل به ما أمكن .. لا لمجرد أن تمس الكف الأخرى .. بل لتصل القلوب ببعضها .. لتتواصل الأرواح عبر اللمس .. لتحس بأن الذي أمامك جزء منك .. لتحبه وتصل لمرحلة متقدمة من الارتياح معه ..
السلام بالكفوف .. والذي يعبر عن اللمس الذي نحكيه .. ليس ثقافة لشعب دون آخر .. بل هو شعار الأمم وشعار الثقافات منذ القدم .. الصغير يسلم على أكبر الناس ليحسسه بالتواصل المتوافق روحياً .. الرؤساء يبدؤون مهمة الاتفاق بالسلام !
بل حتى أضعف الناس .. ربّ نفسك على الرحمة .. ومسّ رأس يتيم لتسير نسائم الرحمة في قلبك .. امسح عليه والمس يده كأول إشارة ترسلها للقلوب .. بالرحمة !
الصغير .. لا يحس بالراحة أبداً كما يحسها حينما تمس أصابعه .. تأمل وجه طفل صغير وأنت تضع أصابعك في يده .. امسك أصابعه بأطراف أصابعك .. واعبث بها .. وبنعومة داعبها ..
ستجد الابتسامة اللاشعورية تصدر منه .. سترى الراحة تنتشر في قلبه .. وستعكس الطمأنينة التي في قلبك عبر لمساتك إلى قلبه مباشرة !
الصدق في اللمسات .. حتى في طقطقاتنا على الكيبورد !
فلا أكاد أصدق أن الكيبورد ينقل الشعور عبر الأصابع .. ينقل الصدق .. ينقل الإحساس أحيانا أصدق من كل اللغات التواصلية الأخرى !
بأصابعك .. تحكي دون أن تتكلم .. وتحب دون أن تقول قصيدة ..!
لحظة .. تنشد الخلود !
والأصابع بين أصابعه .. يمس الكف بأطرافه .. ويعود ليحرك أصابعه فيشبكها مع معشوقتها .. ثم يحك بطرف أصبعه الظفر .. ويضم الكف بالنهاية ..
يمس الخد بأطراف الأصابع .. فتسكت كل فنون الأدب عن حكاية القصة .. حتى تصل
لطرف الأذن .. وكأنه يوصل رسالة إليها .. ألا أذن شاهد على حبنا ولا عيون !
ليس بينها وبين القلب عقل .. انظر ليدك الآن .. ومسار الأصابع وملمسها .. لن تجد في طريقها سوى ذراع وعضد ثم القلب مباشرة!
لن تتدخل الافتراضات العقلية لتقنع .. حين تصل الحكاية للأصابع فسوف تسكت البراهين وتصمت ..
تلك اللغة الصامتة .. التي تغنيك عن ألوف الكلمات ..
لغة اللمس .. أجمل اللغات !