مدينة رافينا الايطالية:إكسرخسية رافينا البيزنطية
رافينّا (بالإيطالية: Ravenna). مدينة إيطالية بإقليم إميليا رومانيا يقطنها 151997 ساكن، عاصمة مقاطعة رافينا، والمدينة الأكبر والأهم تاريخياً بمنطقة رومانيا. أراضيها البلدية هي الثانية من حيث المساحة في إيطاليا (652.83 كم²)، ولا يتجاوز في ذلك سوى روما.
المدينة ليست ساحلية ولكنها تتصل بالبحر الأدرياتي عبر قناة كانديانو الملاحية. المواصلات مضمونة عبر الميناء أو السكك الحديدية أو الطرق السريعة ؛ في محلة بونتا مارينا تيرمي توجد محطة رافينا بونتا مارينا للأرصاد جوية، معترفٌ بها رسمياً من قِبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وتعد مرجعاً لدراسة المناخ وتميز المدينة وواجهتها الساحلية.
أقرب مطار للمدينة هو مطار فورلي، كما يوجد مطار صغير في ضواحي مدينة رافينا وهو مقر نادي المظليين، ونظرا لصغر حجم مدرج الهبوط، فإن المنشأة مخصصة تقريباً بشكل حصري للرحلات السياحية.
كانت رافينا عاصمة ثلاث مرات : أولاً من للإمبراطورية الرومانية الغربية، ولاحقاً من لمملكة القوط الشرقيينوإكسرخسية رافينا. واليوم هي مقاطعة رافينا.
التاريخ:
أصول رافينا غير مؤكدة. فربما أول من استوطنها إما إلى التيرهينيين أو إلى التيساليين أو إلى الأومبريين. تكونت رافينا من بيوت مبنية على الماء في سلسلة من الجزر الصغيرة في بحيرة لاغونية في وضع مشابه لذلك الذي في البندقية بعد عدة قرون.
ضريح غالا بلاسيديا
تجاهلها الرومان أثناء استيلاءهم على دلتا نهر بو، ولكنهم قبلوها لاحقا في الجمهورية الرومانية كمدينة إتحادية عام 89 قبل الميلاد. وفي عام 49 قبل الميلاد، كانت موقع تجمع قوات يوليوس قيصر قبل عبور نهر روبيكوني. لاحقا وبعد معركته ضد مارك انطونيو عام 45 قبل الميلاد أسس الأمبراطور أوغسطس مرفأ كلاسي العسكري. هذا المرفأ كان محميا في البداية بأسواره الخاصة به وكان محطة هامة للأسطول الأمبراطوري الروماني. اليوم المدينة لا تطل على البحر ولكنها بقيت ميناءا هاما على البحر الادرياتيكي حتى القرون الوسطى المبكرة.
أثناء الحملات الجرمانية استقر الحال بكل من توسنيلدا أرملة أرمينيوس، وماربود ملك الماركومانيين في رافينا.
شهدت رافينا ازدهارا كبيرا في ظل حكم الرومان. في بداية القرن الثاني بنى الإمبراطور تراجان قناة بطول 70 كيلومترا. في عام 402 نقل الأمبراطور هونوريوس عاصمة الإمبراطورية الرومانية الغربية من ميلانو إلى رافينا. وكان النقل أساسا لأغراض دفاعية : فرافينا محاطة بالأهوار والمستنقعات وصعبة الوصول على قواتالامبراطورية الرومانية الشرقية. ومع ذلك وفي عام 409 اجتاز ألاريك الأول ملك القوط الغربيين رافينا بسهولة، ومضى لاحتلال روما آخذا غالا بلاسيديا ابنة الامبراطور ثيودوسيوس الأول كرهينة. وبعد تقلبات عديدة عادت غالا بلاسيديا إلى رافينا مع ابنها الإمبراطور فالانتينيان الثالثوبدعم من ابن أخيها ثيودوسيوس الثاني. تمتعت رافينا بفترة سلام غير مسبوقة، وهي الفترة التي ازدهرت فيها المسيحية، واكتسبت المدينة أشهر معالمها سواء العلمانية (التي دمرت) والمسيحية (التي حفظت إلى حد كبير).
ضريح ثيودوريك العظيم
سقطت الامبراطورية الرومانية الغربية في عام 476. فقد أرسل إمبراطور الشرقية زينونثيودوريك العظيم ملكالقوط الشرقيين لاستعادت شبه الجزيرة الإيطالية. بعد معركة فيرونا تقهقر أودواكر إلى رافينا، حيث تحمل حصارا من ثيودوريك دام ثلاث سنوات، حتى استولى على ريميني فحرم رافينا من الإمدادات. وبعد أن قتل ثيودوريك أودواكر أصبحت رافينا عاصمة لمملكة القوط الشرقيين في إيطاليا.
بعد عام 493 استخدم ثيودوريك الممعماريين الرومان لبناء أبنية علمانية ودينية، بما في ذلك القصر المفقود قرب سان أبوليناري نووفو ؛ كان قصر ثيودوريك (Palazzo di Teodorico) مبنى إضافي. كان ثيودوريك واتباعهأريانيين ولكنهم تعايشوا سلميا مع اللاتين. توفي ثيودوريك عام 526 وخلفته ابنته أمالاسونتا والتي قتلت في عام535.
بيد أن الامبراطور البيزنطي جستنيان الأول كان أرثوذكسيا متعصبا، وعارض كل من حكم القوط الشرقيينواختلاف مسيحية الأريانيين، وفي عام 535 غزا إيطاليا وعام 540 استولى على رافينا. وأصبحت رافينا مقرا للحكومة البيزنطية في إيطاليا. واستفاد ما سمي الإصلاح الإمبراطوري في رافينا أيضا من ميناء كلاسي القريب، الذي يسمى أحيانا بومبيي أواخر العصر القديم. أوضح بقايا تلك الفترة كنيسة سانت أبوليناري (القرنين السادس والسابع). وإن كان ميناء كلاسي تأسس خلال الفترة الرومانية إلا إنه ازدهرت بشكل أساسي خلال حكم الإمبراطورية البيزنطية. فميناء رافينا كان واحد من أهم أرصفة التبادل التجاري في القرنين السادسوالسابعوالميناء الرئيسي للضفة الإيطالية من البحر الادرياتيكي.
بعد فتوحات الجنزال بيليساريوس لصالح الإمبراطور جستنيان الأول في القرن السادس، أصبحت رافينا مقرا للحاكم البيزنطي في إيطاليا، وكانت معروف باسم إكسرخسية رافينا Esarcato d'Italia. وكانت تلك هي الفترة التي كُتب فيها علم أوصاف الكون رافينا.العصور الوسطى والعصر الحديث
ثمانية من أوائل المعالم المسيحية في رافينا وضعت ضمن قائمة مواقع التراث العالمي وهي :
ساحة الشعب Piazza del Popolo
احتل اللومبارديون تحت حكم الملك ليوتبراندو رافينا عام 712، ولكنهم اضطروا لإعادتها إلى البيزنطيين. ثم عاد واحتلها من بعده الملك أستولفو عام 751 منهياً بذلك حكم البيزنطيين في شمال إيطاليا.
هاجم بيبين الثالث "القصير" ملك فرنسا اللومبارديين بأوامر من البابا ستيفانوس الثاني. ثم أصبحت رافينا تابعة لأراضيالدولة البابوية في عام 784. وفي المقابل أعطى البابا هدريانوس الأول إذناً للملك شارلمان أن يأخذ أي شيئا يحب من رافينا، فنظم شارلمان ثلاث حملات لنهب رافينا مزيلا كميات هائلة من الأعمدة الرومانية والتماثيل والفسيفساء وغيرها من الموجودات المحمولة لإثراء عاصمته آخن.
تحت سيادة البابوية، تتمتع أسقف رافينا بصلحيات من الكنيسة الرومانية وهو امتياز حصل عليه تحت الحكم البيزنطي. بسبب هبات الأباطرة الأوتونيون كان أسقف رافينا هو الأغني في إيطاليا بعد البابوية، وبالتالي كان قادرا أحيانا على التحدي بنجاح لسلطة البابا المتزامنة.
في عام 1198 قادت رافينا عصبة مدن رومانيا ضد الإمبراطور واستطاع البابا قهرها. بعد حرب عام 1218 استطاعت عائلة ترافرساري فرض حكمها في المدينة والذي استمر حتى عام 1240. بعد فترة قصيرة تحت حكم نائب الإمبراطور عادت رافينا إلى الدولة البابوية عام 1248، ومرة أخرى إلى آل ترافرساري حتى عام 1275 لما أقام آل دا بولينتا حكمهم طويل الأمد. أحد أبرز ساكني رافينا هذا الوقت كان الشاعر المنفي دانتي. آخر حكام دا بولينتا كان أوستازيو الثالث والذي أطاحت به جمهورية البندقية في عام 1440 وضمت المدينة إلى أراضي الفينيسية.
حكمت البندقية رافينا حتى عام 1509، عندما تم غزو المنطقة في خِضم الحروب الإيطالية. في عام 1512 وأثناءحروب الرابطة المقدسة احتل الفرنسيون رافينا.
ساحة الشعب Piazza del Popolo
بعد انسحاب البندقية، حكم رافينا من جديد مندوبون من البابا كجزء من الدولة البابوية. أصيبت المدينة بأضرار هائلة جراء الفيضانات في آيار / مايو عام 1636، وعلى مدى ثلاثة قرون تالية أقيمت شبكة قنوات قرب النهر وتم تجفيف المستنقعات المجاورة، مما قلل من احتمال حدوث فيضانات كبيرة وكوَّن حزاماً كبيراً من الأراضي الزراعية حول المدينة.
باستثناء فترة قصيرة أخرى من الاحتلال الفينيسي (1527-1529) بقيت رافينا جزءا من الدولة البابوية حتى عام1796 عندما أصبحت تابعة للدولة العميلة لفرنسا الجمهورية الألبية. أعيدت إلى البابا في عام 1814. وفي إطار عملية توحيد إيطاليا دخلتها قوات بييمونتية في عام 1859 فأصبحت رافينا ومنطقة رومانيا المحيطة جزءا منمملكة إيطاليا الموحدة الجديدة في عام 1861.
اهم المعالم السياحية:
- Battistero Neoniano بيت المعمودية النيونية 430 م
- Mausoleo di Galla Placidia ضريح غالا بلاشيديا 430 م
- Battistero degli Ariani بيت معمودية الطائفة الأريانية500 م
- Cappella Arcivescovile مصلى رئيس الأساقفة 500 م
- Basilica of Sant'Apollinare Nuovo كاتدرائية سانت أبوليناري الجديدة 500 م
- Mausoleo di Teodorico ضريح تيودوريكو 520 م
- Basilica of San Vitale كاتدرائية سان فيتالي 548 م
- Basilica di Sant'Apollinare in Classe كاتدرائية سانت أبوليناري إن كلاسي 549
الصور: