اغرسوا في الطفل قيمة الاعتزاز بالنفس
ان ثمة هدية معنوية يستطيع الوالدان تقديمها لطفلهما هي مساعدته على اكتساب الشعور القوي بقيمته والاعتزاز بنفسه..
وهذا لا يتأتى الا ببناء شخصيته القوية والتي هي عماد قيمة الاعتزاز بالنفس..
فعلى الوالدين
اولا : بناء الشخصية القوية لطفلهما ...
ثانياً: ان ينبثق عن هذه الشخصية شعور الاعتزاز بالنفس...
ان الطفل وحتى ينمو باتجاه ايجابي سليم اتجاه يستطيع معه أن يعتمد على النفس فإنه وبالدرجة الاولى يجب أن يكون قوي الشخصية.. وهذا ما يقود الى كل الفضائل التي يرغبها الاباء لتكون في الابناء وهي: عزة النفس والاعتماد على النفس والقدرة على مواجهة المصاعب والقدرة على بناء علاقات اجتماعية سليمة وناجحة وتقوية المواهب والميول.
كما ان عزة النفس مصدر خصب للجرأة وقول الحق والميل لمساعدة الاخرين والتفاعل معهم. لأن عزة النفس هي قيمة نفسية واجتماعية تدفع صاحبها الى الايثار واحترام الغير ومساعدتهم والتفاعل الاجتماعي معهم.
اما سوء تقييم الطفل لنفسه وسوء تقييم والديه له بأنه ضعيف الشخصية ولا يشعر بقيمة نفسه وينظر لنفسه بسلبية فيتمثل في الظواهر التالية التي يجب على الوالدين الانتباه لها وتشخيصها لوضع الحل المناسب لها:
1- اذا شعر الطفل بانخفاض احترام الذات واذا انسحب من العالم المحيط به وانطوى على نفسه.
2- ان ميل الطفل للشجار والعدوانية هي من نتائج ضعف احترام الذات وعدم الثقة بقوة النفس وعزتها.
3- انكار الطفل للحقيقة وهروبه منها بوسائل مرضية وعدم قدرته على مواجهة الواقع وتحمّل المصاعب.
4- الامتثال السهل لأية توجيهات والطاعة العمياء دون التمحيص والتمييز والتصرّف بشكل آلي مثلما يُملى عليه.
5- الميل للضحك والمرح غير المبرر لاخفاء ضعف الشخصية وهذا ما يفسّره العلماء بالهروب من الواقع بالاختفاء وراء تصرف آخر.
إن علاج هذه العلامات التي تبدو على الطفل ضعيف الشخصية يجب أن يُنتبه لها بدقة وحرص حتى تتم معالجتها بالطرق التالية:
1- ان تُعرض للطفل وسائل اعلامية تبرز اماكن قوته كالتفوق الرياضي والدراسي والفني وعرض سير وصور لاطفال مبدعين ناجحين في حياتهم.
2- اتاحة الفرصة الكافية للطفل لمخالطة اقران او اقارب من نفس عمره ممن يتمتعون بشخصيات قوية وحققوا نجاحات بارزة في دراستهم او في أي مجال آخر.
3- اعطاؤه كتب ومنشورات تشجّع على تقوية الشخصية وتعلّم آليات عزة النفس وبناء الشخصية.
4- عرض سير العظماء خصوصاً اولئك الذين مروا بطفولة بائسة لكنهم اصحبوا فيما بعد مخترعين وقادة وعلماء وسير شخصيات كانت معاقة نفسياً وجسمياً لكنها ابدعت فيما بعد والامثلة كثيرة: فطه حسين كان ضريراً واصبح عميداً للادب العربي والرئيس الاميركي روزفلت اصبح رئيساً بالرغم من أنه كان مُقعداً وغاندي كان وزنه لا يتجاوز خمسين كيلوغراماً لكنه حرر الهند.
بهذا فسوف تستيقظ في الطفل مكامن القوة النائمة ... ويستيقظ فيه شعور التحدي وشيئاً فشيئاً ...
سينتقل من حالة الضعف الى حالة القوة ...