تصور أنك قادر على ابتلاع قرص صغير قد يحول بشرتك إلى بشرة شاب في الثانية والعشرين من العمر، أو يمنحك طاقة ونشاط طفل صغير، أو يوفر لك محيط خصر مثلما هو موجود لدى رياضي أولمبي. ولا يزال الباحثون والعلماء يعملون لاكتشاف ينبوع الشباب، لكن الانطلاقة الكبرى من مختبرات البحث إلى تصنيع أدوية وعقاقير كهذه لا تزال صعبة المنال. لكن لسوء الحظ، فإن ذلك لم يمنع بعض الأطباء، والعيادات الطبية، ومنتجي المكملات الغذائية (الأقراص) المقاومة للهرم، من دعم العلاجات التي لم تثبت حقيقتها. لذا، قامت مؤسسة «كونسيومر ريبورت» (تقرير المستهلكين) الأميركية بالتدقيق في بعض هذه المزاعم، وما يتوقع من بعض المنتجات.
* حقن الفيتامينات
* ادعاءات: حقن الفيتامينات بجرعات كبيرة في الوريد قد تشعرك بالشباب.
- الحقيقة: إن إغراق الجسم بتركيزات عالية من الفيتامينات عن طريق الأوردة من شأنه تسريع الامتصاص إلى مجرى الدم. وقد يبدو لنا أن تناول القليل منها جيد، والأكثر من ذلك هو الأفضل، والأكثر الأكثر هو الصحيح، لكن هذا الأمر ليس دقيقا.
لقد نظر العلماء في استخدام أربعة أنواع أساسية من المغذيات لعلاج حالات معينة. وأحد الأمثلة هو مثال واعد، لكنه لا يشكل دراسة حاسمة، وقد جرى نشرها في «جورنال أوف ألتيرناتيف آند كومبليمنتري ميدسن» في عام 2009. وكان الباحثون في جامعة ييل قد رغبوا في التأكد من أن الحقن الوريدية الأسبوعية من الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تعرف بكوكتيل «مايرز» (Myers’ cocktail) لفترة ثمانية أسابيع، من شأنها تخفيف أعراض آلام العضلات الليفية (فيبروميالغيا). لقد فعلت ذلك، ولكنها لم تكن أقوى مفعولا من مفعول الأقراص الوهمية.
وتقول نشرة «كونسيومر ريبورتس» إن أفضل أسلوب لتناول الفيتامينات بالنسبة إلى الأغلبية الساحقة هو عن طريق الوجبات الغذائية.
* ادعاءات: المكملات الغذائية «ديهايدروإبيندروستيرون» dehydroepiandrosterone (DHEA) supplements، (وهو هرمون ستيرودي ينتج طبيعيا من قبل الغدد الأدرينالية ويباع بشكله الاصطناعي المستخرج من مكمل غذائي) تمنع الأمراض وتحسن الطاقة.
- الحقيقة: ليس من الصعب العثور على رفوف مليئة بزجاجات DHEA في الكثير من المخازن. ولكن عليك أن تعرف أن جسمك يفرز هذا الهرمون. وتبدأ مستوياته بالهبوط عادة في سن الثلاثين، وهي السن ذاتها التي تبدأ فيها التغيرات المصاحبة للتقدم في السن، مثل تناقص الكتلة العضلية، والكثافة العظمية، وبدء ظاهرة الإعاقة الإدراكية والمعرفية. لكن الأبحاث بينت أن تناول المزيد من DHEA لن يساعد في هذا الأمر.
وكانت دراسة لـ«مايو كلينيك» قد نشرت في «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» في عام 2006 قد نظرت في استخدام مكملات DHEA من قبل البالغين الكبار لأكثر من سنتين، فوجدت أنها لا تقوم بإبطاء التقدم في السن. وفي الواقع، اكتشف الباحثون أن لا فرق بين أولئك الذين تناولوا المكملات هذه، والذين لم يتناولونها على صعيد التركيب الجسدي، والأداء الطبيعي، والحساسية ضد الإنسولين، وجودة الحياة.
وتقول: «كونسومر ريبورتس»، نظرا لعدم وجود دليل على فعالية هذا العلاج، ونظرا إلى العوارض والتأثيرات الجانبية التي قد تشمل تدني مستويات الكولسترول الجيد، وزيادة شعر الوجه لدى النساء، فضلا عن ظهور حب الشباب، والقلق من الإصابة بالأنواع المختلفة من السرطان، يتوجب عدم تناول هذه المكملات.
* «أوميغا - 3»
* ادعاءات: مكملات «أوميغا - 3» الغذائية قد تبطئ تأثيرات الشيخوخة.
- الحقيقة: عرف العلماء لفترة من الفترات أن تناول الأحماض الدهنية مثل «أوميغا - 3»، سواء أكان ذلك عن طريق الأقراص، أو وجبات الطعام، مثل سمك السلمون والسردين، قد يساعد على الحماية من أمراض القلب، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وربما من أمراض أخرى. ولكن، هل هناك صلة لهذه الأحماض بالهرم والتقدم في السن؟ لقد بينت دراسة العام الماضي من جامعة «أوهايو ستايت»، أن هذا المكمل الغذائي قد يساعد على الحفاظ على القسيمات الطرفية (التيلوميرات) التي هي قطع صغيرة من الحمض النووي (دي إن إيه) تحمي الخلايا.
و«التيلوميرات» هي أشبه بالرؤوس البلاستيكية في نهاية أربطة الأحذية التي تمنعها من الاهتراء، كما يوضح إيمانويل سكورداليكس، الخبير في شؤون الوراثة بمعهد «وستار»، وهو مركز أبحاث طبي في فيلادلفيا بأميركا. وعندما تصبح «التيلوميرات» قصيرة جدا، تتوقف الخلايا عن الانقسام والتكاثر، ويشرع الناس في التقدم في السن، بحيث يبدأون بفقدان قوة العضلات، ومرونة الجلد، وقوة النظر، والسمع، والقدرات العقلية. لكن الكثير من العوامل، مثل أنواع الوجبات الغذائية، والتمارين الرياضية، والبيئة، والوراثة، وربما عوامل أخرى أيضا لم يجر بعد التعرف إليها بعد، تساهم في الحفاظ على هذه «التيلوميرات»، وفقا لسكورداليكس.
وفي الدراسة هذه، وجد باحثو جامعة «أوهايو ستايت»، أن غالبية البدنين الذين شاركوا في الدراسة، لكنهم من الأصحاء الذين تناولوا «أوميغا - 3» لفترة أربعة أشهر، تغيرت لديهم نسبة الحوامض الدهنية في أجسامهم بطريقة ساعدت على الحفاظ على هذه «التيلوميرات». وكان هذا الدليل الأول الذي بين أن المكملات الغذائية قد تساعد فعلا في إحداث فرق فيما يخص التقدم في السن.
وتقول «كونسيومر ريبورت» إنه رغم أن الدراسة مثيرة للاهتمام، فإنها بحاجة إلى المزيد من الأبحاث، ففي هذه المرحلة لا توجد أدلة كافية للتوصية باستخدام مكملات «أوميغا - 3» لتأثيرها على «التيلوميرات». لكن تناول الأسماك الدهنية مرتين في الأسبوع هو من الأمور الجديرة بالاعتبار، نظرا لفوائد السمك التي جرى توثيقها تماما على القلب والشرايين.