كربلاء الحسين يوم استشهاده حاضرة بفكرها واحداثها في يومنا هذا كحضورها يوم العاشر من محرم
وكأن الحسين استشهد اليوم
حية ندية طرية كدم الشهادة شاء الله لهل سبحانه وتعالى هذا البقاء السرمدي والدوام الأبدي
ﻷن دين المصطفى (ص) وميراثه،بل ميراث جميع الانبياء صلوات الله عليهم أختزل في شخص واحد السبط الشهيد
فكان ارث المرسلين
وإذاكانت كربلاء قد احتوت عاشوراء الحسين مكانا فإن عاشوراء اليوم تجاوزت حدود كربلاء لتسع العالم بجهاته الاربع وإن الدم الذي سال في زاوية من زواية العالم -آنذاك-والذي اريد له ان يكون في زاوية الاهمال وطي النسيان قدر له ان يتخطى حدود المذهبية والقومية
فأصبح قبر الحسين مأوى أفئدة الاحرار في العالم اجمع
من هنا يمكن القول ان الشعيرة الوحيدة بعد شعيرة الحج
في الفقه الاسلامي التي تتسم بطابع العالمية وتتخطى حدود الفكر الاسلامي
هي زيارة الحسين في يوم عاشوراء وغيره ...
وما ذاك الا ان الحسين اعطى الله مالم يعطه احد من العالمين وجاد بما سوى نفسه من الأبناء واﻷصحاب
فجزاه الله بخلود الذكرى وسرمديته
واذا كان من ديدن الشعوب الوفاء لعظمائها
فإن الوفاء لا يتجاوز السطور التي يكتبها التاريخ لمآثرهم
بستثناء الحسين فإن ارادة السماء هي التي رسمت خطى الخلود فلم تعد قضية الحسين إسلامية اﻷنتماء
بلعالمية إنسانية .فاﻷسلام إذا كان محمدي الوجود فهو حسيني الدوام والبقاء
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا