تعريف عيش الغراب
تنتمي جميع أنواع عيش الغراب إلى الفطريات، ولكن لا تتكون الفطريات من عيش الغراب فحسب. وبالنسبة إلى الفطريات التي تكون عيش الغراب، يلعب عيش الغراب دورًا شبيها بالزهرة أو الفاكهة في النباتات. ويُنتج جزءًا ما من فطر عيش الغراب أبواغ مجهرية تشبه اللقاح أو البذور، بأعداد تصل إلى التريليونات (1) في بعض الأحيان. وعادة ما يتواجد الجزء المتبقي من الكائن الفطري في التربة، أو الأخشاب، أو غيرها من المواد الأخرى ويتكون من أحبال خيطية تعرف بالغزل الفطري. وفي أغلب الأوقات، ينتُج عن النمو التوسعي للغزل الفطري دوائر من فطر عيش الغراب أو "حلقات سحرية". ويمكن للغزل الفطري أن ينمو بأحجام كبيرة للغاية، حيث تم تسجيل حالة واحدة على الأقل تغطي مساحة تزيد عن 1,500 فدان بولاية أوريجون (2).
وتعد الكثير من الأنواع الكمونة لعيش الغراب من المحلللات الهامة، للأخشاب بوجه خاص، وغالبًا ما يسهل حث تلك الأنواع على النمو. ومع ذلك، تربط علاقات "فطرية جذرية" تعايشية خاصة ما بين الكثير من تلك الأنواع المكونة لعيش الغراب وأنواع محددة من النباتات. وفي أغلب الأحيان، لا ينمو عيش الغراب أو النبات بدون شريك فطري جذري.
وينتمي الجزء الأكبر من الفطريات المكونة لعيش الغراب إلى شعبة الفطريات البازيدية أو الفطريات الزقية. ويكمن الفارق التقني ما بين تلك المجموعات في كيفية تطور الأبواغ، والتي لا يمكن رصدها سوى عن طريق المجهر. وعلى الرغم من ذلك، فمن النادر رصد "الزِقٍ" (الأبواغ الزقية")؛ وغالبًا ما تتخذ شكل الأكواب الصغيرة. ويرجح أن فطر الموريل (جنس المورشيلا) الذي يحظى بتقدير كبير، والذي عادة ما يثمر في الربيع وغالبًا ما يكون فطري جذري، أو فطر الكمأة (جنس الدرنة النباتية)؛ وينتمي ذلك الجنس بأكمله إلى الفطريات الجذرية، هما أفضل أنواع الزق العروفة.
بعض أنواع عيش الغراب المثيرة للاهتمام
تنتمي غالبية أنواع عيش الغراب الشهيرة إلى "الفطريات البازيدية"، بما في ذلك الأنواع الواسعة الانتشار مثل الفطر الأبيض (Agaricus bisporus)، وأنواع متنوعة من الفطر المحاري (جنس Pleurotus)، والفطر الشيتاكي (Lentinula edodes). وتضم أنواع عيش الغراب البرية الصالحة للأكل (والتي تنتمي أيضًا إلى الفطريات الجذرية) البورسينو (فطر بوليتاس إيديوليس (Boletus edulis) والأنواع الشبيهة) وفطر الكويزي المعروف (جنس الكويزي).
عيش الغراب السام
قد يؤدى فطر قلنسوة الموت (الأمانيت الفالوسياني) الشائع أو الأنواع الشبيهة إلى الوفاة إذا تم تناولها. وهنالك أنواع أخرى عديدة قد تكون مميتة إذا تم تناولها، ولكن يمكن التعامل مع جميع الأنواع المعروفة بصورة آمنة. وعلى الرغم من ذلك، إن أنواع عيش الغراب السامة بدرجة خطيرة محدودة إلى حدٍ ما. وقد يسبب عددٍ أكبر من أنواع عيش الغراب، بما في ذلك الفطر صاحب المظهر الأشهر الأمانيت الطائر (Amanita muscaria)، آلام بالمعدة، أو القيء، أو الاسهال. بل أن حتى فطر الموريل الأكثر شيوعًا قد يكون سام إذا ما تم تناوله نِيئًا.
وعلاوة على ذلك، لعدد من الأنواع، وأبرزها بعض أنواع جنس السيلوسب، أثارًا نفسية ويمكنها أن تسبب أنواع مختلفة من الهلاوس. ويعد ذلك درجة من درجات السمية، ولكن لم يسجل أن لتلك الأنواع أي أثار طويلة المدى. ومع ذلك، يعد اقتناء العديد من تلك الأنواع بعدة بلدان خرقًا للقانون.
عيش الغراب الطبي
تم استخدام بعض من أنواع عيش الغراب كعلاج لآلاف السنوات، خاصة في الصين واليابان (3). وعلاوة على ذلك، تم إثبات بعض من الأثار التي تعمل على تعزيز المناعة والمضادة لمرض السرطان للأنواع التقليدية مثل فطر اللينجزي (Ganoderma lucidum) والفطر المتعدد الألوان (Trametes versicolor) علميًا (4). وأظهرت الأبحاث ن تناول الفطر المحاري بصورة منتظمة يخفض من مستوى الكولسترول (5).