ليس من السهل ترك انطباعٍ قويٍّ ومؤثرٍ حين يمثل المرء أمام مقابلةٍ رسميةٍ مهما كانت شخصيته قويةً، فحركة الجسد والإيماءات اللاإرادية المرافقة لأجوبته اللفظية مصدرٌ للكثير من المعلومات الخفية التي تحدث بطريقةٍ غير شفويةٍ، ولا عجب إذ إن مواقف المرء تتأثر بحسب هذه الحركات التي يقرؤها من حوله.
وحين يتعلق الأمر بالمقابلات تحديداً المرتبطة بالعمل أو عقد صفقات، لابد من الانتباه على كل حركةِ تقوم بها حتى لا تعكس ردة فعلٍ غير مفهومةِ تؤثر سلباً على من حولك، فهم يجلسون هناك محدقين بدقةِ، ومركزين لكل حركةٍ تصدر عنك، لذا من المهم إيلاء لغة الجسد الخاصة بك عنايةً خاصةً حتى لا تقع في أكثر الأخطاء شيوعاً في المقابلات.
فوفق خبيرٌ في الإتصال الشفوي والجسد بأن نحو 7 % فقط من الرسائل يتم فهمها شفوياً من الكلمات، وباقي 93 % ينقسم بين نبرة الصوت التي تمثل 38 و55 % من لغة الجسد،
حتى إن نبرة الصوت ولغة الجسد تخونان تعابير الشخص ومشاعره وتفضحه، والمهم في المقابلة هو أن تسيطر على مشاعرك الخاصة وذلك بضبط حركاتك ولغتك الجسدية، فأنت حتى لو كنت صادقاً فإن حركاتك قد تخونك وتعكس معنى مختلفاً.
وينصح الخبير كل من يتقدم لمقابلةِ وظيفيةِ، ألاّ يجعل الانطباع الأول له واهناً، فالمستخدمون يحددون الموظف والمرشح المثالي من أول 30 ثانيةٍ من مقابلة المتقدم، وهذا بالإعتماد على لغة الجسد الصادرة عنه، فلا تكن متعجرفاً ولا تفرط بابتسامتك أيضاً ولتكن مرناً، واحرص على مصافحتك لتكن دقيقةً صادقةً ليست متوترةً.
وانتبه للطريقة التي تصافح بها، فمصافحة اليدين لها وقعٌ كبيرٌ على من تقابله فالقبضة لها تأثيرٌ حساسٌ، فالقبضة القوية مثل من يملكون العضلات تدل على العدوانية والموقف الدفاعي فيما المصافحة الخفيفة تدل على الغرور
.
ويأتي في المرتبة الثانية التوقف عن لمس الوجه فهو ليس مفيداً في المقابلات العملية، فهي تدل على العصبية وقلة الأمانة، فكلما لمست أنفك فإن ذلك يشير إلى الكذب، فيما للمس الشفاه دلالةٌ على العصبية،
فالبعض يلمسون وجوههم كردة فعلٍ غريزية، ودون تفكيرٍ واعٍ لأنها ترتبط بالأمانة، لذا احرص على عدم لمس وجهك حتى تترك انطباعاً قوياً أمام من يقابلك وكن واعياً جداً لحركة يديك خلال المقابلة واحتفظ بهما بعيدتين عن وجهك وأنفك.
ويقع على عاتق المرشح والمتقدم مسؤوليةً كبيرةً أيضاً في حركات قدميه وهزهما، وهذا مرتبطٌ بالطاقة العصبية، وكأنك تقدم رسالةً مفادها "لا أصدق متى أخرج من هنا"، وأرباب العمل لن يهتموا بموظفٍ غير صبورٍ.
ولا تنسى أن لطريقة الجلوس تأثيرٌ قويٌّ، فمن المهم ألاّ تجلس بشكلٍ مستقيمٍ وجامدٍ حتى لا تكون حازماً جداً، وغير مريحٍ، أيضاً لا تجلس مسترخياً جداً وكأنك في منزلك، ولا تتكور على نفسك فتبدو كالخجول وغير الواثق من نفسه،
وحاول أن تجلس براحةٍ وبطريقةٍ تنم عن ثقتك بنفسك، ولا تكن متراخياً او جامداً بل اختر جلسةً مريحةً ورتب جلستك بحسب ما تحمله، فمثلاً إن كنت تحمل حقيبةً اجلس وضعها بجانبك ورتب أغراضك على الطاولة بشكلٍ متقنٍ،
ولا تمسك بالقلم ما لم تحتجه ولا تلوح به ولا تدع هاتفك يصدح برنته، فلو تركت اغراضك غير متقنةٍ وكورت الحقيبة في حضنك فذلك يعكس أنك فوضويٌّ وغير واثقٍ من نفسك ومرتبك وهو أمرٌ سلبيٌّ حتماً.
ولا للتحديق بمن يجتمع بك ولكن هذا لا يعني ألا تنظر لعينيهم ولا تدع عيناك تجوبان الغرفة وكأنك تبحث عن مخرجٍ فهو يعكس عدم الإحترام وقلة التركيز والخوف،
وان نظرت لأحدٍ، انظر بالوسط ولا تطل النظر، حيث تكفي ثوانٍ معدودةٍ ومن ثم حول نظرك ولكن دع تركيزك على ما يقوله، حيث تنظر للمثلث العلوي من الشخص وحتماً لا تنظر للفم أو الجبهة وتذكر ان ترمش.
أخيراً، لابد من أن تنتبه لحركات يديك ولا تلوح بهما في كل شيءٍ تقوله، فالمبالغة في تحريك اليدين يجعلك تبدو في فوضى تامةٍ، وضعهما مقابلك ولكن لا تكورهما بل ابقهما مفتوحتين بطريقةٍ مريحةٍ لتعكس هدوءك وتوازنك.
المصدر