18-Nov-2013
المالكي يؤكد استعداده لزيارة السعودية لإنهاء الخلافات معها

المالكي خلال لقاء مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز في جدة

ايلاف
أكد رئيس الوزراء العراقي استعداده لزيارة السعودية لإنهاء الخلاف مع المملكة. وقال نوري المالكي إنه ونظيره التركي رجب طيب إردوغان سيتبادلان الزيارات قريبًا موضحًا أن طائرات روسية عمودية لمكافحة الإرهاب ستصل إلى العراق اليوم.

شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على أنّ بلاده تريد علاقات طيبة مع جميع الدول. وقال "لا نجد مصلحة في علاقات غير جيدة مع أية دولة ونعمل على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول وإن العراق يتمتع حاليا بعلاقات جيدة مع مختلف دول العالم واذا كانت هناك مشكلة مع السعودية فنحن مستعدون لاستقبال أي مبعوث يأتي منها وأنا مستعد لزيارتها كي ننهي الخلاف" كما نقل عنه مكتبه الإعلامي وفقًا لتصريحات تلفزيونية ستعرض لاحقًا.

يذكر أن السعودية كانت أعلنت في 20 شباط (فبراير) عام 2012 تعيين سفير لها غير مقيم في بغداد والذي يعد هو الاول منذ عام 1990 حيث قال مسؤول سعودي إن "المملكة قدمت إلى السفارة العراقية لدى الرياض ترشيح سفيرها لدى الاردن فهد عبد المحسن الزيد ليكون سفيرا غير مقيم في بغداد".
وتشهد العلاقات العراقية السعودية توترًا نتيجة خلافات حول بعض القضايا الثنائية والاقليمية وخاصة في ما يتعلق بالنزاع السوري حيث تدعم السعودية المعارضة السورية على خلاف العراق الذي يدعم النظام رغم تأكيده انه يتخذ موقفًا محايدًا من الأزمة لكنه يشير إلى أنّ تداعيات القتال في البلد المجاور الذي يشارك فيه تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية المرتبط بالقاعدة تسبب مشاكل أمنية خطيرة للعراق الذي تصاعدت معدلات العنف فيه بشكل غير مسبوق منذ ثلاثة أشهر بسبب ذلك.
وعادة ما يتهم نواب من التحالف الوطني العراقي الشيعي السعودية إلى جانب قطر وتركيا بتصدير الإرهاب إلى العراق لكنها تؤكد مرارًا رفضها هذه الاتهامات وانها تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية والمكونات العراقية المذهبية والقومية.
كما أبدت السعودية استعدادها خلال زيارة إلى الرياض مؤخرًا قام بها الوكيل الاول لوزارة الداخلية عدنان الاسدي استعدادها للتعاون مع العراق في مكافحة الإرهاب وحفظ أمن الحدود المشتركة.

تفعيل العلاقات العراقية التركية

ورحب المالكي في حديثه التلفزيوني بالتطور الجديد في العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا وقال "لقد صدرت إشارات إيجابية من تركيا ورحبنا بذلك وسيقوم وزير الخارجية التركي (داود أوغلو) بزيارة بغداد وسأقوم أنا بزيارة تركيا وسيزور رئيس الوزراء التركي (رجب طيب اردوغان) العراق".
وشهدت علاقات البلدين خلال السنتين الاخيرتين توترا ملحوظا عقب اتهامات وجهها اردوغان إلى المالكي بممارسات طائفية ضد السنة ثم ساءت العلاقات اكثر لدى احتضان تركيا العام الماضي لنائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي المحكوم في بلده بالاعدام بتهم إرهابية ومنحه الاقامة الدائمة.
لكن هذه العلاقات شهدت تطورا ملحوظا خلال الشهرين الماضيين عقب زيارة قام بها إلى أنقرة وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري واجرائه مباحثات مع نظيره التركي اوغلو وكبار المسؤولين الاتراك اسفرت عن اتفاق لطي صفحة الماضي والبدء بخطوات جدية لتخطي تلك المرحلة وتطبيع العلاقات بين البلدين.

طائرت روسية تصل إلى العراق

وأشار المالكي إلى أنّ هناك دفعة من الطائرات الروسية العمودية المتطورة الفعالة في مكافحة الإرهاب ستصل إلى العراق اليوم.
وسبق للعراق ان وقع اتفاقات تسليحية مع روسيا مطلع العام الحالي لشراء اسلحة تبلغ قيمتها 4.3 مليارات دولار تتضمن الدفعة الثانية للعقود الروسية، البالغة مليار دولار. وتشدد وزارة الدفاع العراقية على "حاجة العراق الماسة إلى 17 مليار دولار لاتمام عقود تسليح اخرى تشمل الاعتدة، والطائرات، والسفن، الزوارق، الاجهزة، عجلات بمواصفات خاصة.
وتؤكد انه "في حال عدم تخصيص المبلغ المطلوب آنفا فان من المستحيل تنفيذ خطة بناء الجيش وسيؤثر ذلك مباشرة في كفاءة عمل القطعات العسكرية في مواجهة الإرهاب وفرض الأمن والاستقرار في البلاد".
والسبت الماضي عبرت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" عن قلقها من زيادة وتيرة العنف في البلاد وأشارت إلى أنّ عدد القتلى العراقيين وفقا لأرقامها قد بلغ خلال الشهر الماضي 979 قتيلاً فيما أُصيب 1902 آخرون بجروح جرّاء أعمال العنف والإرهاب.
كما قتل اكثر من 5500 شخص منذ بداية العام الحالي في العراق فيما اعتبر الشهر الماضي وحده الاشد دموية منذ نيسان (ابريل) عام 2008 بحسب ارقام رسمية.

الملف النووي الايراني

وحول الملف النووي الإيراني أعرب عن تفاؤله بسير المباحثات وقال "أنا متفائل بإمكانية التوصل إلى حل حول هذا الموضوع".
وسبق للعراق ان استضاف في ايار (مايو) عام 2012 جولة مفاوضات نووية بين إيران ومجموعة الدول الغربية 5+1 كما انه يطرح باستمرار وساطته بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق ينهي ازمة البرنامج النووي الايراني ومعارضة الغرب لاستخدامه في انتاج قنبلة ذرية لما يحتفظ به من علاقات طيبة معهما.

كان كشف عن وساطة أميركية لتطبيع العلاقات المنهارة
رسالة المالكي للرياض... استراتيجية أم دعاية انتخابية؟
رصد مراقبون تصريحات لافتة لرئيس الحكومة العراقية غداة زيارته لواشنطن حول وساطة أميركية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها مع المملكة العربية السعودية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
قوبلت تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسبوع الماضي لقناة (الحرة) الأميركية حول تطبيع العلاقات مع السعودية بترحيب شعبي واسع، ومن مختلف أطراف الطيف السياسي والديني على الساحة العراقية.
وكان المالكي كشف عن الوساطة الأميركية لإعادة العلاقات بين البلدين بقوله: "نعم هم يقومون الآن بهذا الدور وقد حاولوا سابقًا"، مشيرًا الى "أنهم ـ أي المسؤولين السعوديين ـ اذا ارادوا تغيير الاتجاه واقامة علاقة متكافئة وحسن جوار ومصالح مشتركة فاهلاً وسهلاً، وانا على استعداد أن استقبل مسؤولين منهم أو أن ازور السعودية لإنهاء هذا الخلاف".
يذكر أن المالكي كان زار نهاية تشرين الاول (أكتوبر) الماضي الولايات المتحدة لمدة أربعة ايام، اعقبتها بعد يومين زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى السعودية، حيث التقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وعدداً من القيادات والمسؤولين السعوديين.
وأضاف المالكي "اننا لا نجد مصلحة في علاقات غير جيدة مع أية دولة ونعمل على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول، وأن العراق يتمتع حاليًا بعلاقات جيدة مع مختلف دول العالم".

قوة العراق

وتابع رئيس الحكومة العراقية: "نحن نريد منطقة هادئة ونريد عراقاً له علاقات في المنطقة، لأن قوة العلاقات مع دولها، التي ليست لدينا الآن مشكلة معها، سواء ايران أو تركيا أو الكويت أو الامارات، هي قوة للعراق وللمنطقة ودفع للارهاب والارهابيين وللطائفيين الذين يعيشون على هذه الخلافات".
وظلت العلاقات متوترة بين البلدين الجارين منذ سقوط نظام صدام حسين العام 2003 حيث تفجرت قضايا خلافية كثيرة بين بغداد والرياض حول مسائل استراتيجية إقليمية كبرى، لعل أبرزها الإرهاب والدور الإيراني في العراق.
وشهدت العلاقات زيادة في حدة التوتر على خلفية الأزمة السورية وتصادم موقفي البلدين منها حول الحل السلمي وأطراف هذا الحل، فضلاً عن اتهامات متبادلة في شأن التدخلات العسكرية ودعم الجماعات المسلحة التي تقاتل نظام بشّار الأسد، بينما تتهم الرياض حكومة المالكي بأنها فتحت الساحة العراقية لعبور الدعم الإيراني للنظام السوري.

شروط الرياض

وربط مراقبون بين تصريحات المالكي حول الرغبة في تطبيع العلاقات مع الرياض واعتزامه الترشح لولاية ثالثة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وكانت مصادر سياسية رفيعة المستوى كشفت في الأوان الأخير أن المملكة العربية السعودية وضعت عدداً من الشروط على المالكي لتمرير ولاية ثالثة له كرئيس وزراء مقبل.
وقالت المصادر إن "الرياض اشترطت على المالكي مقابل أن تصوت الكتل السنية في العراق على منحه ولاية ثالثة، عدة شروط يطبقها المالكي في سلة واحدة، والسعي الحقيقي لتطبيع العلاقات معها". ولفتت المصادر الموثوقة الى أن "ابرز الشروط تتمثل بتسمية وزراء سنة تحددهم المملكة يتولون ملفات الداخلية والدفاع والخارجية والمالية، بالتشاور مع السفارة السعودية في بغداد".
وبينت أن "واحدة من تلك الشروط تقضي بجعل السفارة السعودية على غرار السفارة الاميركية من موقع استراتيجي واهمية ومساحة، وابعاد السفارة الايرانية من موقعها الحالي في منطقة الصالحية الى موقع آخر عبر نهر دجلة"، ونوّهت الى أن "الرياض ستلتزم كبادرة حسن نية على تقليل منسوب الاعمال الارهابية في العراق، بداية الامر".


رسائل ود مسبقة

يشار الى أن رئيس الوزراء العراقي كان وجه عشية انعقاد القمة العربية في بغداد العام الماضي حين صرح في اول مارس/ آذار 2012 بأن أول زيارة بدأ بها إلى الخارج كانت إلى السعودية، موضحاً "هذا يعكس شعورنا بأهمية المملكة في المنطقة وأثرها على الاستقرار والأمن، وليس بيننا وبين المملكة حواجز حتى لا نتحدث مباشرة بعيداً عن الوساطة، فالوسطاء عادة ما يفسدون العلاقة بين الدول".
وكانت السعودية قد عينت في أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي 2012 فهد بن عبد المحسن سليمان الزيد، سفيرها في عمّان، ليكون أول سفير سعودي غير مقيم في العراق منذ عام 1990 عندما غزا رئيس النظام السابق صدام حسين دولة الكويت، ويعد تسلم السفير مهام عمله من الناحية الدبلوماسية جزءاً من عودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ 22 عامًا.

مبادرات عراقية

وإلى ذلك، فإن محللين سعوديين كانوا رأوا أن مبادرات وفود عراقية لزيارة الرياض في شباط (فبراير) 2013 لتقديم واجب التعزية للمملكة العربيَّة السعوديَّة، قيادة وشعبًا، في وفاة الأمير سطام بن عبدالعزيز، أمير الرياض الراحل ، أظهرت أن المملكة في قلب كل العرب، وأنها على علاقة طيبة مع الجميع، "وإن كانت النائبات تقرّب المختلفين فإنّه من الطّبيعي أن يظهر ذلك بين الأشقاء".
وكان وفدان عراقيان على مستوى عالٍ، أحدهما كان برئاسة السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النوَّاب العراقي وضمَّ وزير الماليَّة رافع العيساوي ووزير الزراعة عز الدين الدوله وعددًا كبيرًا من النوَّاب، وآخر برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني الشيعي والكتل البرلمانية المكوَّنة من التحالف، زارا الرياض لتقديم واجب العزاء.
وحيث كانت زيارة الوفدين العراقيين للرياض وإن كانت لتقديم العزاء، إلا أن المراقبين لم تخفَ عنهم أبعاد هذه الزيارة التي تتوافق مع الإشارات والمواقف التي كانت سبقت هاتين الزيارتين. فقد رصد المراقبون تصريحات وأقوالاً إيجابيَّة صدرت عن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، الذي حرص أن ينوّه بمواقف القيادة السعوديَّة من مختلف القضايا الإقليميَّة.
وحينها، كرَّر المالكي إشاداته في أحاديث صحفية نشرت في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية، وبعد ذلك في لقاء تلفزيوني في محطة (دريم) المصريَّة، كما انعكست مواقف المالكي هذه على أقوال ومواقف حلفائه السياسيين، الذين، كما قال المراقبون، اكتشفوا بعد وقت طويل أن المملكة العربيَّة السعوديَّة لم يصدر منها شيءٌ يؤذي العراق، بل كانت مساندة وحمت العراق من أيّ تدخلات، "ويكفي أن حدودها مع العراق التي تُعدُّ أطول حدود بريَّة مع دولة أخرى لم تخترق ولم يتم فيها أيّ تسلَّل للعناصر الإرهابيَّة، التي عانى منها العراق".