ماذا تعنى بالشر ؟
الحلاج : فقر الفقراء
جوع الجوعى
وفي اعينهم تتوهج ألفاظ لا أوقن معناها أحيانا أقرأ فيها "ها انت تراني لكن تخشى ان تبصرنى لعن الديان نفاقك في عينيك يذوى اشفاق ، تخشى ان يفضح زهوك ليسامحك الرحمن "
أما ما يملأ قلبي خوفا ، يضني روحي فزعا وندامه فهي العين المرخاة الهدب فوق استفهام جارح .
اين "الله" ..؟
والمسجونون المصفودون يسوقهم شرطي مذهوب اللب قد اشرع في يده سوطا لا يعرف من في راحته قد وضع من فوق ظهور المسجونين الصرعة قد رفعه ورجال ونساء قد فقدوا الحرية تخذتهم ارباب من دون الله عبيدا سخريا....
يا شبلى
الشر استولى في ملكوت الله حدثني ..
كيف اغض العين عن الدنيا الا ان يظلم قلبي ؟
الشبلى : مهلا..مهلا ..
بل انت الان على حافة ان يظلم قلبك ...
الحلاج : لا .بل انى اتنور من رأسي حتى قدمى
الشبلى :صمتا واليك جوابك كي ترتد الى نفسك
هل تسألني من ذا صنع الفقر ؟
من ألقى في عين الفقراء؟
كلمات تفزع من معناها واليك جواب سؤالك .
الظلم...
هل تسألني من ذا صنع القيد الملعون وانبت سوطا في كف الشرطي ؟
واليك جواب سؤالك
الظلم ....
هل تسألني من ذا صنع الاستعباد ؟
الظلم
لكنى ألقى في وجهك بسؤال مثل سؤالك .
قل : من صنع الموت ؟
قل :من صنع العلة والداء ؟
قل :من سود وجه السود ؟
قل :من صفر وجه الصفر ؟....
من ألقانا في هذى الدنيا مأسورين لنغص بمشاربنا ونشاك بمطمعنا نتنفس ابشع رائجة مصاعدة من رجع حلوق الموتى ..الموتى الاحياء المقتولين القتلة.. الكذابين الخوانين ،لصوص الاطفال ومنتهكى الحرمات ، وتجار الدم وجباة بيوت المال ...من ألقنا بعد الصفو النورانى في هذا الماخور الطافح ..
من ..من ؟
الحلاج : لا لا ....اجرؤ
لا تملئ نفسي شكا يا شبلى .
الشبلى : بل ان املأها علما ويقينا
يا حلاج
الشر قديم في الكون ...الشر اريد بمن في الكون كي يعرف ربي بمن ينجو ممن يتردى وعلينا ان يتدبر كل من درب خلاصه فاذا صادفت الدرب فسر فيه واجعله سرا لا تفضح سرك.
صلاح عبد الصبور - مأساة الحلاج