ها هو يُقبل من بعيد
ويقترب لحظة بعد لحظة
ورائحة المطر والغُبار المبلل يفوح منها
أقبل فصل ذكرياتي
ذلك الذي تركت فيه أجمل أيام حياتي
وخرجت من ثقب الــ أنا الى هذا العالم المخيف
وبدل أن أرتجف برداً....أرتجف أنا حنيناً وشوقاً
الى ذلك الامس البعيد
حيث تركت طفولتي وسنوات مرحي
وأختارت الاقدار لي رداء الـ..نضج!!!
حين سمعت قطرات المطر تدق شباكي
أسرعت بلهفة البراءة أركض نحو الخارج
كي أفتح ذراعاي وألف حول نفسي تحت حباته اللؤلؤية
فوقفت هناك وأغمضت عيناي
لكني هذه المرة لم أرى عالماً وردياً
بل أحتل السواد عالمي وهجمت على مسمعي الاصوات
وكأني أقحمت ذاتي في زمن ليس لي
خذلني الشتاء وصفعني عمري
فأدركت بإن ما مضى من العمر لا يعود
حتى لو عادت أجواءهُ
فبقيت واقفة والمطر يمتزج بدموعي
الان ما عدت أطلب الاماني تحت المطر
ولا حتى أتذكر الاغاني التي أرتلها بأنغام البراءة
تغير الحال الان!!!
وكل ما يمكنني أن أفعله حين تمطر
ألبس رداءاً سميكاً وأحتسي كوباً من الشاي الساخن
فالان أنا قطعت شوطاً من النضج
كبرت أنا...!!!
رُبــــــــــمــــــا