إن الهدف من المجالس الحسينية، هي أن يخرج الإنسان بتغيير جوهري في ذاته
، وإلا فالذي يدخل الحمام ثم يخرج وآثار الدرن مازالت على بدنه،
يُعلم بأنه لم يستحم أو لم ينتفع من دخوله؛ لأن حاله قبل الدخول
هي ذاتها بعد الخروج.. فدخول الحمام ليس مطلوباً في حد ذاته،
بل إنه يستلزم التخلص من الأدران العالقة بالبدن.. فالذي تمر عليه
المواسم العبادية في شهر محرم وصفر، وفي موسم رمضان والحج..
دون أن يلمس تغييراً في هذه الروح -والتي شأنها أعلى وأسمى من ذلك البدن
- ولم يطهرها من الشوائب والعوالق، مثله كمن يتناول دواءً طلباً
للاستشفاء ولكن لا يجده مؤثراً.. والسبب في ذلك أنه على شكل الدواء
، وليس هو الدواء نفسه؛ وإلا كان مؤثرا..
فمن انتفاء الأثر نعلم أن المؤثر ليس هو الحقيقي.