مدخل
هاقد حلَّ الليل البهيم
وارتدى الكون ثوب الظلام
ترتجي القتامة هالة من نور
كي يغمر الكون الضياء
أقبلْ نحوي سيد الأحلام
لننثر همسنا على السطور
تنتشي على الأوراق الحروف
نسطر أبجدية جديدة للهوى
حروفها الحنين وصخب الجوى
دعوتني ذات يوم للقاء
في وكرنا المكتظ بالأشواق
داخل أحضان ذلك المساء
أشعلتُ شموع ولهي
تجملتُ بأحمر شفاهي
تعطرت بشذا إحساسي
ارتديتُ ثوباً يضج بمفاتن أنثى
كنتَ ومازلتَ حلم طفولتها البكر
والتقينا تحت ظل الذكريات
وعلى موسيقى الشغف
أقبلتَ نحوي
فاتقدتْ حمرة خدي
أمسكتَ بيدي عانقتها
فأخذتَ قلبي معها
وتركتَ بعضاً من شذا أنفاسك عندي
أحطتَ راحتيك بخصري
وعلى إيقاع رقصنا المجنون
تتلاقى في صمت العيون
يضج الحنين بداخلي
تضحك كل أشيائي
تضيق أرصفة الهوى على فرحي
حتى أحضان البحر لا تتسعني
وكلما كنتَ تقترب مني
تتعثر خطواتي
تتعالى دقات قلبي
تتسارع نبضاتي
يضج الوله في أعماقي
تتقدُّ اللهفة في أنحاء جسدي
يربكني نداء رغباتي
يرغمني كي أحتويك
بكل الحب الذي أوتيت
تتعانق مشاعرنا العذراء
نختزل زمناً من المعاناة
فأتوه مابين ملامحك وحزني
تغرقني حنيناً في بحر عينيك
ترحلُ الروح شوقاً إليك
لعمرٍ رسمناه على هوانا
وأفق يمتد أمام ناظرينا
تخلينا الكون وقتها ملك يدينا
والمدى لا يتسع لبعض جنوننا
تاهت الكلمات ما بيننا
ذابت الهمسات عند شفاهنا
احتضنتَ على صدرك لهفتي
فسكنتْ أشواقي وهدأت لوعتي
تقاسمنا معاً لذة حبٍ سرمدي
أنساني سهر ليلي وسهدي
وحرقة البعد ما بينك وبيني
تلاشت لحظات ألمي
في صومعة عشقنا الأزلي
وإلى اليوم كلما لامست خدي
أنساب حنيناً يتقاطر ولهي
وتمخرُ الفرحة في جوف قلبيمخرج
رد مع اقتباس
