البارزاني (يمين) استقبل بحفاوة في ديار بكر من قبل أردوغان ومسؤولين أتراك (الجزيرة)
استقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في ديار بكر جنوبي تركيا اليوم.
وسيجري الزعيمان مباحثات تتمحور حول تسوية المسألة الكردية في تركيا وآخر التطورات في سوريا والعراق.



وسيشارك الجانبان في تدشين عدة مشاريع في المدينة وحفل زفاف جماعي للأكراد في المنطقة.


تجدر الإشارة إلى أن هذه المرة الأولى التي يزور فيها البارزاني ديار بكر، وهي أكبر المدن ذات الغالبية الكردية في تركيا، وقد أعدّ له أردوغان استقبالا حافلا.


وكان أردوغان قال قبل أيام إن نهاية الأسبوع ستشهد في ديار بكر عملية تاريخية، آملا في أن تكون تتويجا لعملية السلام التي بدأت قبل عام مع حزب العمال الكردستاني.


وتسعى أنقرة من خلال الزيارة -حسبما أفاد مراسل الجزيرة في ديار بكر عمر خشرم- لتطبيع العلاقات مع الأكراد وتأكيد الحالة السلمية داخل المجتمع التركي والتي تمثلت في إقامة حفل زفاف جماعي لـ300 من الأكراد يشارك فيه مطرب كردي تركي سمح له بدخول البلاد لأول مرة منذ 37 عاما.


ويرى مراقبون أن أنقرة تريد الاستفادة من نفوذ البارزاني لدى نحو 15 مليون كردي في تركيا لإقناعهم برغبتها في صنع السلام في وقت تراوح فيه المحادثات مع الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المعتقل مكانها.


وكان مئات من أنصار حزب العمال الكردستاني قد تظاهروا احتجاجا على هذه الزيارة واصفين إياها بأنها تخدم الحملة الانتخابية لأردوغان.


وعن الزيارة قال وزير الطاقة التركي تانر يلديز أمس الجمعة إذا كان البارزاني "يحظى بأهمية في نظر مواطنينا، فهذه الأهمية ستساهم في عملية السلام".



استقبال شعبي حاشد في ديار بكر لأردوغان ​​والبارزاني (الجزيرة)
حل سلمي
وقبل أيام كان البارزاني دعا في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إلى حل سلمي للنزاع في تركيا مع الأكراد.


وقال إنه حق طبيعي للشعب الكردي أن تكون له دولته لكن هذا لن يتحقق بالعنف بل يجب أن يتم بشكل طبيعي وأن يعطى الوقت اللازم لتحقيقه.


وكان حزب العمال الكردستاني أعلن وقفا لإطلاق النار في مارس/آذار الماضي مع تركيا، ثم بدأ بعد شهرين سحب مقاتليه من الأراضي التركية نحو قواعدهم في إقليم كردستان العراق.


لكن الأكراد اتهموا بعد ذلك أنقرة بعدم الإيفاء بوعودها لجهة تطبيق إصلاحات خصوصا برفضها الاعتراف بهويتهم في الدستور رغم أنه مطلب رئيسي بالنسبة لهم.


وردا على ذلك علق حزب العمال الكردستاني في سبتمبر/أيلول الماضي انسحاب مقاتليه المسلحين من تركيا مهددا بذلك بنسف العملية السلمية برمتها.


وقام أردوغان ببعض المبادرات في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي مثل منح حق التعليم الخاص باللغة الكردية، لكنه لم يقم بخطوات في مجال منح الأكراد حكما ذاتيا أو الاعتراف بهويتهم.


وأصبحت بالتالي العملية التي بدأت لإنهاء نزاع أوقع أكثر من 45 ألف قتيل منذ العام 1984 مهددة أكثر من أي وقت مضى.

وما يدل على هذا التوتر إعلان الجيش التركي أمس تعرض إحدى قوافله لهجوم من قبل ثوار من حزب العمال الكردستاني في منطقة نوسايبين، في أول حادث من نوعه منذ شهور.




المصدر | الجزيرة