لا نُذيع سراً إذا قلنا بأنّ الحذاء هو أوّل ما يجذب المرأة في مظهر الرجل، وفق ما ظهر في أحد الاستطلاعات التي جرت وسط عيّنة من النساء البريطانيّات من ذوات الأعمار المختلفة. فالحذاء لا يشي بذوق الرجل أو موقعه الاجتماعي أو وضعه الماديّ فقط، وإنّما يعكس جانباً من شخصيّته.
فالرجل الذي يلبس بدلة أنيقة وفاخرة، ومعها حذاء قديم أو غير مصبوغ بشكل جيد، أو أنّ كعبه مهترئ وبالٍ هو رجل لا يهتمّ بالتفاصيل الصغيرة والضروريّة في الحياة، ولا يُناسب المرأة التي تنتظر رجلاً يتذكّر تفاصيل المناسبات، ويحمل إليها الزهور وعلبة الشوكولاتة؛ وهذا الكلام على عهدة الاختصاصيين،
وقد لا يكون صحيحاً مائة بالمائة، وإن تضمّن جانباً من جوانب الصحة على أيّة حال. وليس على الرجل أن يركض وراء آخر خطوط الموضة ويملأ خزانته بكلّ شكل ولون، فهو حرّ في البقاء مخلصا لأساليب محدّدة في الشكل واللون ونوع الخامات، لكن بشرط أن لا يكون كمن سرق حذاءه من المتحف أو محلّ "الأنتيك"، لأنّ التغيير الهادئ والبطيء، على مر السنين، أمر مطلوب،
وهي حقيقة يُدركها المصمّمون جيّداً؛ ولذلك أتاحوا للرجل طيفاً جميلاً من الأحذية الكلاسيكيّة الجلديّة والأخرى الشبابية الخفيفة التي تُناسب أوقات الصباح، والرحلات، مع دخول قويّ لكثير من الألوان الجديدة، مثل الأخضر الداكن والأزرق والدرجات المضيئة من البنيّ، على أن تكون ثمّة موازنة بين الحذاء المريح العمليّ، من جهة، وبين الأنيق، من جهة أخرى، مع المحافظة على رونق الحذاء، من خلال الطلاء المناسب وإصلاح أيّ عيبٍ أو هريان قد يطرأ عليه.
ولا يُذكر الحذاء طبعاً من دون ذكر الحزام، باعتبار أنّ أحدهما يكمل الآخر، سواء على مستوى اللون أو على مستوى التصميم؛ واختيار الحزام ليس أمراً هيّناً، كما يبدو من الوهلة الأولى، ولا هو تحصيل حاصل، وإنّما هو قطعة اكسسوار مهمّة، قد تفسد أناقة الرجل أو تزيدها درجات تماماً مثل الملح في الطعام.
النصيحة الذهبية
الحذاء الجلديّ الأسود الذي يربط من الأمام بشريط هو الحذاء (اليجب) في خزانة الرجل، لأنه يناسب كلّ زمان ومكان، سواء خلال الدوام اليوميّ، أو المناسبات المسائيّة، أو مع سروال الجينز، وحتى مع البدلة الكلاسيكية.
ولكن بشرط أن تكون متأنّياً في الشراء، وأن تختار الحذاء المريح والأنيق والكلاسيكيّ، وأن تكون سخيّاً في الدفع، لأنّه يستحقّ ذلك.