نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِن الهَوى -- مالحُبُّ إلاّ للحَبيبِ الأوَّلِ
كَمْ مَنزِلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفَتى -- وحَنينُهُ أبداً لأوَّلِ مَنزِلِ
هذانِ البَيتانِ مِن أشهَرِ ما قالَه أبو تمام في الحُبِّ. لَكن هُناكَ مَن يُخالفُ أبي تمام الرأيَ، فَيَرى أنَّ الآخِرَ خَيرٌ مِن الأوّلِ، فيقول :
نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ فَلَنْ تَرى -- كَهوىً جَديدٍ أو كَوَجهٍ مُقبِلِ
عِشقي لمنزلي الذي استحدَثتُهُ -- أما الذي ولّى فَليسِ بِمَنزلي
و مِن جِنسِ ذلك يقولُ شاعرٌ آخَر :
دَع حُبَّ أوَّلِ مَن كُلِّفتَ بِحُبِهِ -- ما الحبُّ إلا للحَبيبِ االآخِرِ
ما قَد تَولّى لا إرجاعَ لِطِيبِهِ -- هَل غائِبُ اللذاتِ مِثلُ الحاضرِ؟
و شاعرٌ ثالث يَرى أنَّ الحُبَّ لا يعيشُ سوى لساعته فيقول :
الحُبُّ للمَحبوبِ ساعةَ حُبِّهِ -- ما الحبّ فيه لآخِرٍ ولأوَّلِ
و شاعرٌ رابع لَم يَكتَفِ لا بالأوَّل ولا بالآخِر فيقول :
قَلبي رَهينٌ بالهوى المُقتَبِل -- فالوَيلُ لي في الحبِّ إنْ لَم أعدل
أنا مُبتَلىً بِبَليتينِ مِن الهوى -- شَوقٌ إلى الثاني وذِكرُ الأوَّل