قرأت هذه الكلمات .. فتركت أثرا جميلا في نفسي ..
هذا الأثر الطيب الذي يتمنى كل منا أن يتركه عند كل من يتعرف عليه ..
أعجبتني كثيرا .. فنقلتها لكم لتشاركوني قراءتها ..
::
:
::
كنت ولا زلتُ أحلم بأن أكون شخصاً طيفيّ الأثر ..
أريد أن أكون مثل الطيف في حياة الآخرينْ ..
شيء خفيف يمر بسهولة !
دون أن يترك أثراً بالغاً .. أو قاسياً.. أو حتى جميلاً مبالغاً فيه !
أتمنى لو استطعت أن أقوم بدورِ العصفورْ ..
الذي يعبر الفضاءات دون أن يترك أثرا فيها ..
ياله من محظوظ !!
أخاف من العبور المفخّخ ..
أخاف منه .. وأحذره قدر استطاعتي !
هناك من يعبر حياتنا عبوراً مفخخاًَ .. لاندري ساعة انفجاره!
يعبرنا .. ويترك أثراً في حياتنا لا يمكن لأحد أن يمحوه ..
هؤلاء يرعبونني !!
يا ترى ما الأثر الذي نتركه حينما نعبر حياة آخرْ ..؟
بغض النظرْ من هو هذا الآخرْ ..؟
فربما يكون .. أخا، صديقا، جارا، حبيبا ، زميل عمل ..
وقد يكون زميل سفر أو دراسة أو شخصا يقف بسيارته بجانبنا عند إشارة مرور ..!
أي إنسان يترك أثرا فينا، سواء علم بذلك أم لم يعلم ..
هناك أناس نلتقيهم مرة في حياتنا ..
فرصة واحدة فقط تمنحنا إياها الحياة ، لنعبرهم أو ليعبرونا !
مرة واحدة فقط ليترك كل واحد منا أثراً في الآخرْ ..
ويا ترى أيّ أثرْ ؟
هؤلاء لا يسمح لهم أو لنا بتكرار الخطأ ..
هي مرة واحدة فقط .. وتصرخ الحياة فينا ..
معلنة انتهاء الوقتْ ..
هؤلاء لا يمكننا تعديل أخطائنا معهم ..
ولا يمكنهم أيضا فعل ذلك معنا ..
إنها الفرصة الواحدة التي لا تتكرر!
بعض الأحيان تقف في مكان ما، فتجد إنسانا يدخلْ ..
يملأ المكان بطيبته .. بخفة روحهْ ..
وتشعر بحق أنه ترك فيك أثراً طيباً ، ورائعاً ..
ربما هذا الإنسان لم يتحدث معكْ .. ولا حتى مع أي أحدْ!
ولكن حضوره يكون كافيا لترك أثر جميل ..
أخاف كثيراً من ترك الأثرْ ..
أخاف أن أترك أثراً ثقيلا على الآخرين ..
لا أدري لماذا أنا مهووس بهذا الأمر إلى حدّ الجنون ..
وأتساءلْ: هل هذه حساسيّة تجاه الناس والأشياء .. والأفعال والتصرفاتْ !ّ
أم أنها محاولة لعدم السماح للآخرين باختراقي .. ؟؟
وهلْ أنا بالفعل محصّنٌ ضدّ ذلك ؟؟
أم أن المسألة لا تعدو كونها خدعةْ .. أو كذبة أخرى أعيشها ..؟
أحيانا تأتيك مكالمة هاتفية ..
لا تستمر أكثر من دقيقتينْ ..
تشعر أن أثراً جميلا تسلل إلى داخلكْ ..!
وأحياناً تمضي مع زميل عمل سنة كاملة ..
ولا يترك فيك أي أثر ..!!
أحيانا تهاتف أحدهمْ ..
وتعرف أن هذه المكالمة هي الأولى والأخيرة بالنسبة لك وله مع بعضكما ..
وأنت تتحدثْ معه تسأل نفسك أي أثر يتركه حديثك ..؟
وبعد المكالمة تكتـشفْ أنك بحاجة لتحسس داخلك ..
لتـفـتـش عن الأثر الذي تركه ..
إن كان حقا قد فعل .. !!
عبور طفل بجواركْ ..
سماعك لشيء جميلْ ..
تفتح زهرة على الرصيفْ ..
قراءتك لكلمة جميلة في كتابْ ..
قبلة تطبعها في بطن كف أحدهم .. وتقول له (خبـيها) ..
كلها تترك أثرا في داخلنا ..
أعرفُ صديقاً ضحكته تـفـتـنـني ..
وتترك فيّ أثرا لا يستطيع أي أحد أن يصنع أثرا مثلهْ ..
مرة من المرات قلت لزميل دراسة .. شكراً لكْ ..
فقال : لماذا ؟ قلت لأنك تذكرني بإنسانيتي ..
وتترك فيّ أثرا جميلا بأن الرهان الحقيقي هو على الإنسان الصادق .. كل شيء حولنا يترك أثراً فينا ..
ولكن أي أثر نتركه نحن ..؟
ونحن نعبر حياة الآخرين ؟؟
أي أثر نتركه حينما ندخل مكانا ..
أو نتحدث مع أحدهم ..؟
أو نكتب في منتدى ..
أو حتى حينما تأتي سيرتـنا على لسان اثـنين يتحدثان .. ؟؟
أي أثر نتركه ونحن نقف عند إشارة المرور .. ؟
أو حينما نعبر ممرا في جامعة ..
أو نقف للتسوق من مكان ما ..؟
ترك الأثر هو المهمة الأصعب في الحياة ..
خاصة إذا لم تكن أمامنا فرصة أخرى للتعويض