تقرير مصور الشعلة الأولمبية عبر التاريخ
برلين، صيف 1936
\أول رحلة لنقل الشعلة نظمت قبيل دورة برلين. وقد صممت من قبل النحات والتر ليمكه وصنّعت من قبل شركة فردريك كروب العملاقة، وقد تم تصنيع 3840 منها لـ 3331 عدّاءً. وهناك قطعتان منفصلتان لضمان إدامة الشعلة في حالة الانطفاء. وهما مصنوعتان من الفولاذ بطول 27 سم ووزن 450 غم.\
لندن، صيف 1948
المرة الأخيرة التي جرت فيها الألعاب الأولمبية في بريطانيا كانت في عام 1948. وقد صممت الشعلة من قبل رالف لافر، وهو من محبي فن العمارة الكلاسيكي. كان يريد أن يبدع شيئا غير غالي الثمن لكنه مصنوع بحرفية عالية للشعلة التي تمر رحلتها عبر قارة أوروبا قبل "دورة التقشف". وقد صنع نوعان من الشعلة أحدهما من الألمنيوم مع اقراص من الهكسامين/ نفتالين مكدسة في الداخل والثانية للمرحلة الأخيرة في الملعب بلهب من المغنيسيوم في حامل من الفولاذ تمكن رؤيته في ضوء النهار.
أوسلو، شتاء 1952
لم تبدأ أول عملية نقل للشعلة الأولمبية على مراحل في اليونان، بل بدأت في مورغدال، وهي مهد رياضة التزلُّج والقفز المتعرِِّج على الجليد. لقد استُخدمت الشعلة على مرِّ القرون في النروج في رياضة التزلُّج الليلي، وكانت الفكرة هي نقل احتفالات استقبال الشعلة إلى أوسلو. وكانت هنالك 95 شعلة، لكل منهما مقبض بطول 23 سنتمترا، يعلوه طوق بيضاوي ظليل. وقد زيَّن الشعلات التي وُضعت معا سهم يربط بين مورغدال وأوسلو.
هلسنكي، صيف عام 1952
صُنعت 22 شعلة فقط، بدل إنتاج مئات الشعلات. وعوضا عن ذلك، استُخدمت 1600 اسطوانة غاز لإضاءتها ومدِّها بالوقود. قام الرجال بالعدو حاملين معهم الشعلة لمسافة كيلومتر واحد، أمَّا النساء فعدون بها لمسافة أقلّ من ذلك. ومرَّر العدَّاؤون الشعلات فيما بينهم، واستُبدلت الشعلات باسطوانات ومصابيح الغاز تلك بعد حوالي كل 20 دقيقة.
أمَّا الجزء العلوي من الشعلة، فقد استند إلى حامل مجعَّد من الجلد، أو الخشب. وقد سُلِّمت الشعلات بعد الألعاب إلى المنظمات الرياضية والأولمبية.
كورتينا دامبيزو، شتاء 1956
أوقدت اللعبة الأولمبية للألعاب الشتوية في شمال ايطاليا قرب معبد جوبيتر في الكابيتول، أحد تلال روما السبعة. ذلك لأن روما اختيرت للتو للدورة الأولمبية الصيفية عام 1960. وكان العداء الأولمبي أدولفو كونسوليني اول من حمل الشعلة، بينما نفذ جزء من المسيرة باستخدام زلاجات.
ملبورن، صيف عام 1956
يُعزى الفضل في استلهام مشاعل دورة ملبورن إلى التصميم الذي ابتكره رالف ليفرز لدورة ألعاب لندن. وبما أن ألعاب الفروسية جرت في ستوكهولم، فقد سافرت الشعلة الأولمبية إلى السويد وأستراليا.
وفي أستراليا، تم تحويل مسار الشعلة للالتفاف على المناطق التي غمرتها الفيضانات، إذ تحدَّى العدَّاؤون الطرق الوعرة، الأمر الذي هدََّد حتى بإطفاء وإخماد أضواء عمَّال المناجم الاحتياطية.
وقد اختلفت الوقت المقدَّر للعدَّائين لإتمام كلِّ ميل وفقا لاختلاف مناخ المناطق المدارية والمعتدلة التي مرَّت بها الشعلة التي وصلت إلى مليبورن بعد أن قطعت مسافة 20470 كيلومتر، وتناوب على نقلها 3118 عدَّاءً.
منتجع وادي سكواو، صيف عام 1960
أوكلت مهمَّة إضفاء الأبَّهة على دورة ألعاب الشتاء في كاليفورنيا إلى شركة ديزني، إذ صمَّم أحد "المتخيِّلين" فيها، وهو جون هينش، الشعلة الأولمبية لتلك الدورة. وقد التزم بالخطوط العريضة لتصميم شعلة دورتي لندن وملبورن.
روما، صيف عام 1960
استند تصميم شعلة تلك الدورة إلى تلك التصميمات التي كان قد عُثر عليها في الآثار القديمة. والشعلة ذات شكل ناعم مخدَّد، وهي مصنوعة من البرونز ويبلغ وزنها 580غراما.
لقد قطعت الشعلة خلال عملية نقلها المتتابع خارج اليونان على خطى أجدادهم القدماء الذين أسَّسوا المستعمرات في جزيرة صقلية وفي شبه الجزيرة الإيطالية، وذلك لإنشاء 'اليونان العظمى' (الماغنا غريسيا، أو "Magna Grecia").
إنزبروك، شتاء عام 1964
لقد استخدم بطل التزلُّج السابق لدورة الأولمبياد الشتوية لعام 1956، جوزيف رايدر، الشعلة لإيقاد المرجل. إلاَّ أنه شاب الدورة حادثتا وفاة لرياضيين اثنين أثناء التدريب، ناهيك عن عدم تساقط الثلوج خلال تلك الفترة.
طوكيو، صيف عام 1964
نُقلت الشعلة جوَّا وبرَّا وبحرا من الأولمبيا (الموقع الذي انطلقت منه أولى الألعاب الأولمبية في اليونان) إلى طوكيو. وفي اليابان، قُسِّمت الشعلة لتسلك أربعة مسارات مختلفة قبل أن يلتمَّ شمل الأقسام الأربعة مرَّة أخرى في شعلة واحدة.
وكان يوشينوري ساكاي، المولود في هيروشيما في السادس من شهر أغسطس/ آب من عام 1945، آخر عدَّاء يحمل الشعلة ويوقد المرجل. وعندما دخلت الشعلة الاستاد (الملعب)، فاح عطر الأقحوان الذي رُشَّ من عبوات عملاقة كانت موضوعة أسفل المدرَّجات.
غرينوبل، شتاء عام 1968
قطعت الشعلة المصنوعة من البرونز الصلب رحلة حافلة عبر فرنسا، فقد عبر حامل الشعلة سلسلة جبال 'بو دو سانس' وسط البلاد، والتي غطَّتها الثلوج بعد عاصفة ثلجية ضربت المنطقة أوائل يناير/ كانون الثاني من ذلك العام. كما نقل أحد الغطَّاسين الشعلة عبر الميناء القديم في مرسيليا، إذ حمل الشعلة فوق سطح الماء على ارتفاع يده، ولذلك لكي يبقى اللهب مشتعلا، بينما راح يغطس بباقي جسده تحت الماء.
مكسيكو سيتي، صيف عام 1968
حملت الشعلات الـ 3000، والتي جاءت كل واحدة منها على شكل مكنسة، شعار دورة المكسيك 68 ثلاثي الأبعاد. بعدها سلكت الشعلة نفس الطريق الذي كان كريستوفر كولومبس قد سلكه من أوروبا إلى العالم الجديد.
وقد قامت، للمرة الأولى، امرأة هي إنريكويتا باسيليو، بإيقاد المرجل. وقد كان مزيج الوقود الصلب المستخدم متطايرا وسريع التناثر على نحو غير متوقَّع، الأمر الذي تسبب بوقوع بعض الانفجارات البسيطة، ونجم عن ذلك إصابة بعض العدَّائين بحروق طفيفة.
سابورو، شتاء عام 1972
لقد جرى مرة أخرى تقسيم مسيرة الشعلة، والتي حملها عبر اليابان فتية تتراوح أعمارهم بين 11 و20 عاما، لكي يتمكََّن أكبر عدد من الأشخاص من رؤيتها. وتكوَّنت الشعلة من سبيكة من الألمنيوم ومقبض على شكل مقلاة يستند عليها موقد اسطواني الشكل طوله 55 سنتمترا. وقد جاء شكل الشعلة على هيئة المرجل الأولمبي الذي صمَّمه مونيميتشي ياناغي المشهور بتصميمه لمقعد شبيه بالفراشة.
ميونيخ، صيف عام 1972
كانت الدمى الرياضية واسعة الانتشار، والتي صمَّمها الألماني أوتل آيتشرز، المعلم التصميمي الرئيسي لتلك الدورة. وقد صُنعت شعلة الغاز من النيكل والكروم الصلب، وكانت مكوَّنة من ثلاثة أجزاء مشدودة معا: المقبض والصحن وأنبوب النار.
وقد جرى اختبار الشعلة لمعرفة مدى تحمُّلها لأردأ أنواع الطقس، بما في ذلك تسليط مضخَّة يدوية عليها تحاكي هطول مطر غزير. إلاَّ أنه لم يتم اختبار قدرة الشعلة على تحمُّل الحرارة الزائدة، فعندما بلغت درجة الحرارة 46 درجة مئوية خلال مسيرة الشعلة من اليونان إلى ألمانيا، كان لا بدََّ من استخدام شعلات مضغوطة على نحو خاصّ.
إنزبرك، شتاء عام 1976
بشكل مشابه لتصميم شعلة ميونخ، تضمَّنت شعلة هذه الدورة الدوائر (الحلقات) الأولمبية المعروفة ثلاثية الأبعاد، وقد استُخدمت الشعلة لإيقاد مرجلين اثنين، ورمز ذلك إلى استضافة إنزبرك للألعاب الأولمبية للمرة الثانية. بعد خروجها من اليونان، نُقلت الشعلة إلى فيينا، ومن ثم طافت أنحاء النمسا عبر مسارين اثنين: الأول يؤدي إلى شمال البلاد، والثاني إلى جنوبها.
مونتريال، صيف عام 1976
"تُرى، كيف ستبدو الشعلة على شاشة التلفزيون؟" كان ذلك هو الاعتبار والسؤال الأهم بالنسبة لكل من جورج هويل ومايكل دالير اللذين صمَّما شعلة ذات مقبض أحمر اللون، وموقد بلون أسود، وبأشكال توضيحية خاصَّة منقوشة عليها وجاءت باللونين الذهبي والأسود.
وقد نُقلت الشعلة، للمرة الأولى، عبر شعاع من الليزر بواسطة قمر صناعي من أثينا إلى أوتاوا. لكن الشعلة نفسها عملت على وقود أكثر تقليدية، وهو زيت الزيتون. وفي الثاني والعشرين من شهر يوليو/ تموز من ذلك العام، تسببت عاصفة هوجاء بإطفاء نار المرجل الأولمبي، ليُعاد إيقاده من خلال لهيب احتياطي.
ليك بلاسيد، شتاء عام 1980
في تلك الدورة، عاد تصميم الشعلة لياخذ شكل الصحن والمقبض التقليدي. إلاَّ أنها كانت تلك هي المرََّة الأولى التي كان فيها فريق حملة الشعلة صغيرا، إذ تكوََّن من 26 رجلا و26 امرأة جاء كلٌّ منهم من ولاية أمريكية مختلفة.
كان حملة الشعلة أولئك رياضيين ورياضيات برعوا في مجالات أخرى شتَّى. وقد اتَّبعوا طريقا عبر البلاد انطلاقا من موقع بالقرب من أولى المستوطنات التي سبق أن تحدَّث سكانها الإنجليزية، مارِّين بمواقع تاريخية عدذَة.
موسكو، صيف عام 1980
خلافا لتصاميم الشعلات السابقة، فقد حملت شعلة تلك الدورة، ذات اللونين الذهبي والفضي، في أعلاها كأسا (فنجانا) وتحته موقد يستند إلى مقبض محميٍّ بشاشة واقية.
وقد أنتجت "مجموعة شركات ليننغراد" 6200 شعلة تعمل على الغاز صمَّمها بوريس توتشين. وقد سُجِّلت كاختراع حكومي في سجِّلات الاتحاد السوفياتي حينذاك، حيث مُنحت براءة الاختراع تلك وأُعطيت الرقم "729414".
سراييفو، شتاء عام 1984
كانت الشعلة في تلك الدورة من صنع شركة "ميزونو" اليابانية للمنتجات الرياضية، وقد تكوَّنت من منصَّة وموقد هو عبارة عن أنبوب احتراق ضيِّق يحمل شعار الألعاب الأولمبية.
وقد أخذت عملية نقل الشعلة التتابعي مسارين اثنين عبر يوغسلافيا في حينها، إذ جرى التخطيط لذلك بشكلٍ يغطِّي كلا المنطقتين الرئيسيتين اللتين تتكون منهما البلاد التي بدأت رحلة الانقسام والانفصال بعد خمس سنوات من ذلك التاري
لوس أنجليس، صيف عام 1984
صُنعت شعلة تلك الدورة من شباك من الألمنيوم مع طبقة من النحاس ومقبض من الجلد. وقد حملت الشعلة صورة لملعب "ميموريال" العملاق لكرة القدم، وهو الاستاد الوحيد في العالم الذي استضاف الألعاب الأولمبية مرتين (عامي 1932 و1984).
أثارت عملية نقل الشعلة جدلا واسعا، إذ باعت الولايات المتحدة إلى مجموعة من العدَّائين حقَّ العدو بالشعلة لمسافة كيلومتر واحد لقاء مبلغ ثلاثة آلاف دولار أمريكي، الأمر الذي أغضب اليونايين.
وبعد مضيِّ ساعتين على انطلاق عملية النقل التتابعي للشعلة، أعلن الاتحاد السوفياتي حينذاك أنه سوف يقاطع دورة الألعاب تلك، وذلك ردَّا على قيادة الولايات المتحدة لعملية مقاطعة دورة ألعاب موسكو قبل أربع سنوات من ذلك التاريخ. إلاَّ أن تلك الخطوة لم تثنِ الآلاف عن الاصطفاف على طول الطريق التي سلكتها الشعلة.
كلغاري، شتاء عام 1988
كان وزن شعلة تلك الدورة ثقيلا نسبيا، إذ بلغ 1.7 كيلوغرام. وقد جرى تصميمها على شكل برج كلغاري التاريخي، مع مقبض من خشب القيقب الكندي وموقد مصبوب من الألمنيوم الصلب. كما نُقشت على الشعلة كلمات "سيتيوس" و"ألتيوس" و"فورتيوس"، وتعني "أسرع" و"أعلى" و"أقوى"، على التوالي.
أمَّا الصور والرسوم التوضيحية المنقوشة بالليزر على مقبض الشعلة، فقد مثَّلت الدورات الشتوية العشر للألعاب الأولمبية.
وقد قطعت الشعلة خلال الـ 88 يوما التي استغرقتها رحلة نقلها مسافة امتدت من الساحل الشرقي للبلاد إلى كلغاري، مارَّة بعشر مقاطعات ومخترقة منطقتين رئيسيتين في البلاد
سيول، صيف عام 1988
صنعت "شركة كوريا المحدودة للمتفجرات والمفرقعات" هذه الشعلة ذات المقبض المكوََّن من النحاس والبلاستيك والجلد، وقد بدا التصميم مشابها لتصميميِّ شعلتيِّ الدورتين السابقتين.
كما حملت الشعلة أيضا رسوما كورية تقليدية، بما في ذلك سمين لتنِّينين يرمزان إلى الانسجام والتناغم بين الشرق والغرب. وقد قطعت الشعلة خلال الرحلة الطويلة، التي استغرقت 22 يوما، مسافة قدرها 4167.8 كيلومترا، وتناوب على حملها 1467 عدَّاءً، بالإضافة إلى آلاف المساعدين والمرافقين.
ألبرتفيل، شتاء عام 1992
لقد مثَّلت تلك الشعلة المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ بداية للأشكال والتصاميم العصرية والحديثة ولدخول مصممين بارزين إلى عالم تصميم الشعلات. فقد اختار الفرنسيون لتصميم الشعلة فيليب ستارك، والمعروف عالميا بتصاميمه في مجال المفروشات والمنتجات الأخرى، إذ كان قد قام قبل عقد من الزمن بإعادة ترتيب وهندسة الديكور لشقق الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران.
برشلونة، صيف عام 1992
صنَع أندريه ريتشارد، وهو مصمِّم صناعي من برشلونة، وبشكلٍ متعمَّد، شعلة مختلفة أرادها أن تكون ذات هوية "لاتينية". وقد مرَّت الشعلة خلال تنقُّلها على 652 مركزا حيث حُملت هذه المرَّة على درَّاجات على طول المسارات التي اجتازت مناطق ذات كثافة سكَّانية عالية.
وقد قام أنطونيو ريبوللو، بطل رياضة رمي السَّهم لدورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، بإيقاد المرجل في استاد " ونتجويك" الأولمبي، وذلك عبر إطلاقه سهما من اللهب من قوسه.
ليليهامر، شتاء عام 1994
للمرة الأولى، بدأت دورتا الألعاب الأولمبية الشتوية والصيفية بالتعاقب كل عامين بدلا من كل أربعة أعوام. وقد جرى اختبار هذه الشعلة الرفيعة الشكل لمعرفة مدى مقاومتها للرياح، وذلك للتأكُّد من أنها يمكن أن تقاوم دون أن تنطفئ عندما يتم قذفها من علٍ بحيث تؤدِّي في نهاية المطاف إلى إشعال المرجل الموجود في ليسغارسباكين خلال حفل افتتاح الدورة.
وقد تمَّت للمرة الثانية إضاءة الشعلة في موردغال، لكنها كانت قد قطعت هذه المرة رحلة قدرها 12 ألف كيلومتر. إلاَّ أن اليونانيين اعترضوا على دمج الشعلة مع أخرى قادمة من معقل الألعاب الأولمبية. إلاَّ أنََّ الشعلة الأولمبية انتقلت في نهاية المطاف من ليليهامر
أطلنطا، صيف عام 1996
استلهم مالكولم غرير تصميمه لشعلة تلك الدورة من تصاميم الشعلات القديمة، فقد ظهرت على شكل حزمة من القصب ملفوفة مع بعضها بعض بحبل أو لفافة. وقد مثَّلت كل واحدة القصبات الـ 22 المصنوعة من الألمنيوم إحدى الدورات الأولمبية. وبوجود المقبض المصنوع من خشب جوز "البقان" الأمريكي وسطها، فقد كانت شعلة ذلك العام هي الأطول في كل الدورات الأولمبية الصيفية.
لقد أُدخلت تعديلات على الشعلة بعد أن ذابت بعض القصبات، وكان من الصعب رؤية اللهب الذي انطفأ خلال عبور الشعلة مرحلة اليونان في رحلة انتقالها إلى أطلانطا
ناغانو، شتاء عام 1998
استُلهم تصميم هذه الشعلة من شعلة التايماتسو اليابانية، لكن بعض العناصر العصرية تدخل في تركيبتها. وتهدف أيضا لكي تكون صديقة أكثر للبيئة، فقد صُنعت من الألمنيوم وتعمل على البروبين كوقود سريع الاحتراق. ويمثِّل القسم العلوي سداسي الشكل بلُّورات الثلج أو الجليد، أمَّا الجزء الخارجي منها فهو من الفضة ويستحضر فصل الشتاء.
وخلال حفل الافتتاح، دخل إلى الاستاد الناشط في مجال مكافحة الألغام الأرضية، كريس مون، والذي كان قد فقد اثنين من أطرافه عندما كان يقوم بإبطال مفعول ألغام في موزمبيق، وكان مون يعدو ويرفع الشعلة بيده.
سيدني، صيف عام 2000
استُوحي تصميم شعلة تلك الدورة من شكل مبنى دار الأوبِّرا في سيدني، وهو على شكل منحنيات متداخلة. أمَّا اللون الأزرق، فيرمز إلى المحيط الهادئ، بينما تمثِّل المكوِّنات الثلاثة المتداخلة للشعلة الأرض والنار والماء. وبعد رحلة عشرة أيام جابت خلالها أراضي اليونان، وصلت الشعلة إلى أستراليا حيث جالت أيضا في الأولورو ووصلت إلى الحاجز المرجاني العظيم. وقد أضاءت الشعلة العدَّاءة كاثي فريمان، وهي من سكَّان البلاد الأصليين. وبعد إضاءتها الشعلة في الاستاد الأولمبي، انطلقت العدَّاءة إلى ميادين التنافس الرياضي، حيث فازت بسباق فئة الـ 400 متر عدوا.
مدينة سالت ليك، شتاء عام 2002
أخذت الشعلة هذه المرة شكل كتلة ثلجية مدلاَّة، وتضمَّنت في تركيبتها مادتي الفضة والنحاس اللتين ترمزان إلى الغرب الأمريكي. وقد جرى تصميم الشعلة بهذا الشكل للترويج لشعار دورة ألعاب "سالت ليك"، وهو "فلتضرم النار في الحشى". وقد اشتعل اللهب في القسم العلوي من الشعلة، والمصنوع من الزجاج، وكانت النار تشتعل داخل كتلة من الجليد. وكان ذوو الضحايا الذين سقطوا خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001 من بين أولئك الذي قاموا بالعدو لمسافات للمشاركة في حمل الشعلة.
أثينا، صيف عام 2004
جنها قلم
عاد المصمِّم الصناعي اليوناني أندرياس فاروتسوس إلى الجذور القديمة للألعاب الأولمبية فصمَّم شعلة صُنعت من المغنيزيزم والخشب، وأخذت شكل ورقة زيتون. والهدف من التصميم هو أن تتحقق فيه الانسيابية ابتداء من يد حامل الشعلة، إلى اللهب، ومن ثم إلى الشعلة ذاتها. أمَّا الشعلة هذه المرة، فقد جابت في رحلتها القارات الخمس، بحيث أُتيحت الفرصة لـ 260 مليون شخص لرؤية اللهب
تورينو، شتاء عام 2006
هنا جنها مايكرفون
التفتت شركة تصميم السيارات الإيطالية "بينينيفارينا" إلى تصميم شعلة انطلاقا من عملها التقليدي في مجال التصاميم التي تقدمها لعمالقة صناعة السيارات، مثل فيراري وماسيراتي ورولس رويس وجاغوار. وهكذا، فقد جاءت الشعلة مشابهة لزلاَّجة جرى استلهام تصميمها من منظر الجبال واللهب الذي يحترق في القمة. لكنها كانت شعلة كبيرة في حجمها، إذ لقيت انتقادات عدَّة لكونها ثقيلة جدَّا على حامليها، إذ بلغ وزنها أقل بقليل من كيلوغرامين.
بكين، صيف عام 2008
كان القصد من تصميم الشعلة على هيئة لفافة ورق الزينة أو الهدايا، والمزيَّنة برسوم وأشكال "السُحب الميمونة"، هو إظهار وتجسيد الانسجام، لطالما كانت تلك الاستخدامات أمرا شائعا في الأسطورة الصينية. كما كان الغرض من وراء تصميم الشعلة هو الدلالة على ألعاب أولمبية مرتبطة بالناس وترمز إلى الاهتمام بالبيئة وبالتكنولوجيا المتطورة في الوقت نفسه. وكانت رحلة الشعلة هذه المرة هي الأطول في تاريخ الدورات الأولمبية، إذ دارت خمس قارات، بالإضافة إلى جولتها في الصين. إلاَّ أن السمة المميزة هذه المرة للشعلة فكانت تلك الاحتجاجات التي استقبلتها خلال رحلتها في العديد من الأماكن والبلدان، إذ عبَّر المحتجون عن انتقاداتهم لممارسات الصين في مجالات حقوق الإنسان.
فانكوفر، شتاء عام 2010
كانت شعلة هذه الدورة من تصميم شركة بومباردير، المختصة بتكنولوجيا النقل، وشركة هودسون باي. لقد بلغ طول تلك الشعلة 94 سنتمترا، وكان وزنها 1.6 كيلوغرام. أمَّا شكل الشعلة، فقد استُوحي من خطوط من السائل تفصلها عن بعضها بعض أشكال زلاَّجات تسير على الثلج، وتزيُّنها مناظر طبيعية من كندا. أجزاء الشعلة ذات اللون الأبيض المناسب للشتاء وللربيع مصنوعة من خشب القيقب الكندي. وبرز على الشعلة شعار الألعاب الأولمبية، وشعار دورة فانكوفر لعام 2010، وهو على هيئة "الإنوكشوك" أي أكوام من الأحجار تُرتَّب من قبل سكان مناطق الإسكيمو لتأخذ أشكال البشر
تحياتي لكم ...