من الخطوة الاولى
في المجتمع العراقي وربما المجتمع العربي ان الضيف اذا دخل بيتك تحكمه ثوابت وبعضها من البديهيات انفطر بها الانسان وتربى عليها من خلال بيئته ، فيبدا اولا بطرق الباب ليعلمنا ان احدا غريبا قادما الينا وثانيا القاء التحية ومن خلالها تميز سلامة نطقه ومدى المامه بأصول السلام ثم بعدها تستشف هل انه مبغض لك ام محب وبعدها يتمم مراسيم الضيافة بتقديم رجله اليمنى الى داخل الدار مع الصلاة على محمد وال محمد حتى يستر البيت واهله من كل شر او بلاء . الى هنا انتهت مهمة الضيف وبالأصول الاجتماعية والشرعية واعتبر ضمن المنطق من الضيوف المحترمين ، وهناك ضيف لا يطبق مثل تلك الخطوات التي من شئنها الارتقاء به وبأخلاقه الاجتماعية حتى يكن محمودا عليها ولا يكن زيدا وهنا اقصد (زيدا) مسيئا ، فأما يكون هذا الضيف لم يعرف هذه الثوابت فنقول عنه جاهلا ونعفيه من ضريبه العتب او التقييم واما ان يكون قد عرفها وغض الطرف عنها فنقول عنه حاسدا وينطبق عليه قوله تعالى(من شر حاسد اذا حسد) .
فيتأهب صاحب البيت الى مثل هذا الضيف ويقرا بدله آيات من الذكر الحكيم مناسبة لكبح نواياه التي يروم الوصول اليها مثل تلك الزيارة العارية عن اصول بناء جسور الثقة بين الضيف والمضيف . والتي اشعلت نار فتنة عابرة ان شاء الله بين افراد تلك الاسرة .
وكذلك لا يجوز لأهل البيت البوح بأسرار بيتهم وتقديم لوائح الشكوى فيما بينهم بحضور الضيف الجديد الذي لا ينتمي الى هذا البيت ولا يمتثل الى العادات العربية فيما يتعلق به كضيف بل راح يقدم انتقاداته الى افراد الاسرة علنا ويطعن بالجميع بدون التوقف عند حاجز المشاعر والاحترام الى هذه الاسرة الكريمة .. لكنكم مع هذا تتسامى اخلاقكم وتحضنون ضيفكم وعلى المبادئ العربية ونقول(احمل اخاك على سبعين محمل ) لتتفوقوا على غيركم بالأخلاق العربية الاصيلة . والسلام عليكم / مع تحياتي