إبداع بلا حدود ..رسم متناهى فى الدقه ..لوحات عبقريه تحكي روايات كثيره ..تصور مثالي يعطينا ملخص بقايا وآثار القدماء..
هو فنان و رحالة و مدوناً لأشهر الأماكن الأثريه فى مصر والشرق الأوسط فى الفتره بين (1838 – 1850) م، لخص إبداعه و رحلاته فى لوحات تحكي لنا الحياه بجانب أشهر الأماكن فى ذلك الوقت.
معكم سنحاول أن نرجع قرنين من الزمان لنسبح فى بحره ونتعرف عليه ونركز على أهم اعماله لنعيش بدايات القرن التاسع عشر !
رسام اسكتلندي اسمه” ديفيد روبيرتس (David Roberts) ” ولد في أدنبره، اسكتلندا في 24 أكتوبر 1796، وتوفي في 25 نوفمبر 1865 م ، قضى حياته فى الترحال فى عدة بلدان أوروبيه وعربيه أشهرها (مصر والاردن وفلسطين ولبنان ) حاول فيها تدوين واقع وتراث هذه البلاد.
جاءت شهرته بمجموعة لوحاته التوثيقية الرائعة عن مصر وبلدان في الشرق الأوسط وأوروبا أعدهـا خلال فترة أربعينيات القرن التاسع عشر من اسكتشافاته خلال رحلاته في المنطقة (1838 – 1850).
بدايته الفنيه كانت فى سن العاشرة فى بيت مصمم طلاء ورسام اسمه غافين بوجو حيث تعلم أولاً تصاميم الطلاء المختلفة ثم تعلم الفن وخصوصاً رسم اللوحات الزيتية.
أول لوحاته التوثيقيه كانت فى إسبانيا وبالتحديد فى إشبيليه، حيث رسم تفاصيل كامله عن كاتدرائية إشبيليه وعرضها عام 1829م فى أحد المعارض الفنيه فى بريطانيا (معرض المؤسسة البريطانية) .. و بيعت فى ذلك الوقت بـ حوالى 300 جنيه استريلني!
نأتى الآن الى أهم فترات حياته و( الأهم بالنسبة لنـا ) حيث مصر و بلاد الشرق الأوسط، قرر السفر إلى مصر عام 1831 م بهدف الحصول على استكشافاته الأكبر وتحويلها إلى أعمال فنيه، ولكن لماذا اختار مصر فى ذلك الوقت؟!
حسناً كانت مصر هى منبع التحف والآثار حينها، والجميع يتجه إليها ليفتن بآثارها أو … يسرق تراثهـا ..! فكان حاله مثل البقيه .. التوجه إلى المنبع للحصول على أكبر “وجبة فنيه فى تاريخه “ فكـــان له هذا ..!!
وصل ديفيد إلى مصر عام 1838، وقام برحلات طويله إلى أقصى البلاد حيث سيناء وصعيد مصر والنوبه وانتهى بالأسكندريه حيث استقبله محمد على باشا فى أحد قصوره فيهــا، وبالتأكيد لم يترك هذه الفرصه ووثق زيارته للقصر على فى لوحة جميــلة!
وثق خلال فترته فى مصر العديد من الأماكن الأثريه الشهيره فرعونيه ودينيه أمثال (معبد الكرنك – وجزيرة فيله – معبد ادفو – الأهرامات – وغيرها من الآثار الفرعونيه ) وأيضـاً (جامع السلطان حسن – مسجد الغورى – وعدة أماكن بقاهرة المعز ) إلى جانب ( دير سانت كاترين فى سيناء).
أترككم مع مجموعة من لوحاته الرائعه لأشهر الأماكن الأثريه فى مصر:
ترك مصر بعد ذلك وتوجه إلى فلسطين والأردن ولبنان محاولاً أن يكمل وجبته الفنية الدسمه التى أخذها من مصر، قام فى هذه الرحلة أيضا بتوثيق الآثار الدينيه مثل بيت المقدس الشريف ومدينة ومعبد البتراء وبعلبك.
آخر رحلات روبيرتس كانت فى ايطاليا وبالتحديد مدينة فينسيا الشهيره وايضاً الفاتيكان بـــروما وذلك خلال عامين من 1851م .
عاد ديفيد بعد ذلك إلى انجلترا واستقرا فيها معلناً توقف رحلاته الرائعه إلى ان مات عام 1865م …. واسدل الستـار على ربع قرن من الترحال ..!
وتبقى لوحاته وتوثيقاته وإبداعاته لتحكى الحياة قبل قرنين من الآن و التى جعلته .. مدون القرن التاسع عشر بجدارة …!